في شهر رمضان الفائت وصلتني خطابات إعلامية من الجهاز بها أدعية دينية وأمان ساذجة، فهل هذه بيانات من جهة علمية؟ ووصلتني خطابات بها أخطاء لغوية، فهل هذه خطابات من جهة رسمية؟ الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، جيش من العاملين ينتشر في ربوع مصر، يجمع البيانات ويستخرج الإحصاءات والمؤشرات الضرورية للباحثين وصناع القرار في كثير من نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعتمد كفاءة الجهاز علي كفاءة العاملين به. منذ أسابيع قليلة أقامت جريدة "نهضة مصر" ندوة إعلامية، كان المتحدث الرئيسي فيها اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز، كان طيبا وفاهما وحكيما فشكرناه، وفي نهاية الندوة أعطيت بعض مساعديه بريدي الالكتروني بقصد أن يمدوني ببيانات إعلامية عن نشاط الجهاز، وبالفعل وصلتني خطابات من الجهاز، كثيرها أفادني وبعضها دفعني دفعا لكتابة هذا المقال. رغم أن للجهاز موقعا الكترونيا يفترض فيه كمال مهمة إنشائه من تواصل ومصداقية مع عملاء الجهاز من أفراد ومؤسسات، إلا أن الخطابات لم تصلني من موقع الجهاز، بل وصلتني من بريد موقع الكتروني عام لا يتحكم الجهاز في إدارته، وبالتالي يحتمل تغيير الخطابات الواردة عن طريق هذا الموقع، وأسوأ من ذلك أن الخطابات كانت مرسلة من أشخاص بعينهم وفي أشكال مختلفة، مما يقلل عندي من مصداقية البيانات، فالمصداقية تتطلب شكلا وصيغة يجب المحافظة عليها، مثل خاتم شعار الجمهورية صاحب الشكل واللون المميز. في شهر رمضان الفائت وصلتني خطابات إعلامية من الجهاز بها أدعية دينية وأمان ساذجة، فهل هذه بيانات من جهة علمية؟ ووصلتني خطابات بها أخطاء لغوية، فهل هذه خطابات من جهة رسمية؟ هكذا يمكن أن يصل إلي ذهن عملاء الجهاز شك في صحة البيانات الفنية وفي كفاءة العاملين به، فالجهاز مهمته علمية بالدرجة الأولي ولا يعقل أن يكون من بين المسئولين عن صورته أمام الآخرين من هو ساذج أو متاجر بالدين أو من لا يعرف أصول اللغة. وبمناسبة حلول يوم الإحصاء العالمي الموافق للعشرين من أكتوبر الحالي، حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمناسبة احتفال الجهاز بهذا اليوم، فإني أطالب برفع كفاءة بعض العاملين بالجهاز تعزيزا لقدرتنا علي رصد تطورنا الحضاري، قاصدا أن تصل الإحصاءات الرسمية للعملاء في صورة تحافظ علي القيم الأساسية من نزاهة وموضوعية وشفافية. اكتب هذا راجيا أن لا يرفع بريدي الالكتروني من قائمة عملاء الجهاز، فعادة ما يلجأ المقصرون للتخلص ممن يثيرون لهم المشاكل، ينفذون المثل الشعبي القائل: الباب اللي يجيلك منه الريح سِدُه واستريح، وأكون عند بعض الموظفين أنا الباب والريح معا، هكذا يتمكنون من إرسال خطابات من الجهاز للعملاء تري أن إحصاء الناس والأرزاق عمل من عمل الشيطان. [email protected]