عادت المصالحة الفلسطينية إلي الواجهة من جديد، مع تعثر المفاوضات المباشرة بين السلطة وإسرائيل، والرغبة الملحة في إنهاء الانقسام ومعه معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. ويؤكد قياديون في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن المصالحة خيار استراتيجي، لكنهم طالبوا بمزيد من تهيئة الأجواء لكي تستمر الجهود ويتم التوصل لاتفاق داخلي. ورغم رفض حماس أن تكون المصالحة غطاءً للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، فإن فتح تري فيها عاملاً مساعداً للمفاوض الفلسطيني. وأشار القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إلي أن حركته لمست روحاً جديدة وإيجابية في اللقاء الأخير مع فتح بدمشق، ولكنه تحدث عن بعض المنغصات مثل الأحداث "الإجرامية" بالضفة الغربية و"الدلالة علي المقاومين والتنسيق الأمني الخطير". وقال رضوان: إن ما يجري في الضفة الغربية "من استهداف لحماس والمقاومة" يضع علامات استفهام كبيرة علي مستقبل المصالحة واللقاء المقبل في دمشق في العشرين من الشهر الجاري. وأضاف رضوان أن حماس ملتزمة بشكل مستمر بالمصالحة وحريصة علي المصالحة علي أساس الثوابت والشراكة السياسية والأمنية الكاملة مع حركة فتح، داعياً إلي مزيد من تهيئة الأجواء والمناخات المناسبة لإتمام المصالحة والابتعاد عن أجواء التعكير. ونفي رضوان ما يقال من أن المصالحة ستغطي علي المفاوضات، مؤكداً أن "حماس لن تغطي علي المفاوضات من خلال المصالحة، موقفنا من المفاوضات واضح، هذه مفاوضات عبثية وغطاء لجرائم الاحتلال، والاستمرار في الاستيطان، واقتراف مزيد من التهويد بالقدس المحتلة". ورأي رضوان أن الذي تغير لتعود المصالحة للواجهة في ساحة فتح هو فشل المفاوضات، و"الاستكبار الصهيوني والأمريكي عليهم وعدم إعطائهم أي شيء"، وكذلك موافقة فتح علي مناقشة ملاحظات حماس. من جهته، قال النائب عن فتح في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا إن تردد حركة حماس هو الذي لم يساعد في إتمام المصالحة، موضحاً أن حماس ألغت لقاء مع فتح بدعوة من الأولي كان من المفترض أن يناقش المصالحة. وفي تفسيره للاندفاع الأخير نحو المصالحة من وجهة نظر فتح، قال أبو شهلا: "ظهر أن، لديهم -في حماس- بعض المتغيرات"، موضحا أنه بعد لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الوزير عمر سليمان في مكةالمكرمة، تمت الدعوة للقاء في دمشق وجري التفاهم فيه علي كثير من القضايا "بانتظار الملف الأمني في العشرين من الشهر الجاري". وشدد أبو شهلا علي أن ورقة الانقسام هي ورقة ضغط علي المفاوض الفلسطيني وسيساعد حلها وإنهاؤها وإتمام المصالحة بدفع المفاوضات، مشيراً إلي أن ما جري في لقاء دمشق هو الحديث عن آليات لتطبيق الورقة المصرية.