في أعقاب الصراع الذي احتدم في نقابة السينمائيين علي منصب النقيب، والذي انتهي إلي فوز مسعد فودة بالمقعد، لم تأت النتيجة علي هوي الكثيرين ممن يعتبرون أنفسهم "أبناء صناعة السينما"، وبدأوا حملة الهجوم علي من أسموهم "الدخلاء"، ووصل الاحتجاج إلي ذروته بالدعوة إلي تكوين "رابطة" تضم السينمائيين وتحمي مصالحهم، وتصبح بديلة للنقابة التي رأي الغالبية منهم أنها انتزعت منهم، وتحولت إلي ناد لأبناء التليفزيون، ومرتع لموظفي وزارة الإعلام! المخرج علي رجب الذي تحمس لتأسيس "الرابطة"، وتحول بين يوم وليلة إلي أكثر الداعين إليها تأثيرا وفاعلية يتحدث ل"نهضة مصر"، عن الهدف من المشروع الجديد، الذي بدا للكثيرين وكأنه مجرد "رد فعل غاضب"، لضياع منصب النقيب من المخرج علي بدرخان فيقول: الهدف الحقيقي من وراء تأسيس "رابطة السينمائيين"، أن نعالج القصور الحاصل الآن في نقابة السينمائيين، ونزيل الفجوة التي ظهرت مؤخرا بين الأعضاء، ونعلي من شأن النشاط الثقافي، ونحمي صناعة السينما من الانهيار الذي يوشك علي الحدوث بالفعل، ولا أحد يدافع عن هذه السينما، حتي القول بأن النقابة تحولت إلي كيان خدمي غير صحيح، بدليل أن معاش العضو مازال يقف عند 300 جنيه مقارنة بعمال السكك الحديدية والأطباء والمهندسين ممن تصل معاشاتهم إلي الألف جنيه. وفي كل الأحوال فإن الدعوة إلي تكوين رابطة للسينمائيين ليست بدعة، أو أمرا مستحدثا، إذ أن أغلب المهن في العالم لها روابط، وبالتالي ليس هناك محل لدهشة أو استنكار النقيب الحالي أو بعض من ساروا علي دربه، خصوصا اننا لن نعتمد علي أي جهة في التمويل، بل سنعتمد علي التبرعات الذاتية من دون رفض رسم نسبي. كما حدث في النقابة الآن لكننا سنطلب بتعديل القانون 103 المعدل، وهو الدور الذي ينبغي أن يقوم به ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية، بدلا من أن يتحول الاتحاد، كما هو الحاصل حاليا، إلي "كيان ميت"! مرة أخري يؤكد "رجب" أن الهدف من الرابطة خدمة الأعضاء، الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد الآخر، ووصلوا الآن إلي مائتي عضو، ويترأسها المخرج القدير توفيق صالح، وتضم أقوي الأعضاء من المشتغلين بصناعة السينما مثل: علي بدر خان، أسامة جرجس فوزي، خيري بشارة، داوود عبدالسيد، خالد يوسف، وأحمد عواض ونهي العمروسي وبعض الشباب مثل: شادي جورج. وفي رده علي الأسباب التي دعته إلي الاحجام عن ترشيح نفسه للنقابة مادام يملك البرنامج الذي يؤهله لهذا قال علي رجب: "الانتخابات تحتاج إلي أموال كثيرة لا طاقة لي بها وأجند المساعدة من الخارج بلا مناصب لكنها فرصة لكي اتساءل عن المصدر الذي عثر عليه مسعد فودة مع احترامي له لينفق منه علي الانتخابات بالشكل الذي رأيناه، مع الإقرار بالطبع بحجم المساعدة التي قدمها له ممدوح الليثي، لكي يضمن ولاءه، ولكي يبعد شبح علي بدرخان، الذي كان سينقي النقابة من "البوابين". و"السعاة" و"المذيعين"، لو أنه حصل علي منصب النقيب. ويكفي أن مسعد فودة طلب منا الجلوس مع أعضاء "الرابطة"، وعندما علم أن أول ما نسعي إليه هو تنقية كشوف أعضاء النقابة من الموظفين والإداريين، تراجع لأنه يعلم أن هؤلاء "الذين نجحوه في الانتخابات"! مسعد فودة نقيب السينمائيين عقب علي ما قاله المخرج علي رجب بقوله: لا اقتناع لدينا في نقابة السينمائيين بأهمية تكوين "رابطة"، وكل الأهداف التي تدعو إليها الرابطة تدخل في صميم اختصاصات وعمل النقابة بالفعل، بدليل اننا نعمل ونتعاون في النقابة علي تنفيذها، ونسعي لتفعيل دور الشعب داخل النقابة بحيث تقوم بعملها من أجل الصالح العام، فكل شعبة لدينا هي بمثابة رابطة في حد ذاتها، ومع تأكيدي أن تكوين "رابطة"، يحتاج إلي اجراءات قانونية إلا أنني لا أملك أسبابا للاعتراض عليها، باستثناء التأكيد مجددا أن النقابة تقوم بدورها علي أكمل وجه، وبالتالي لا وجه لتشتيت الجهود، والأعضاء، والدعوة إلي "رابطة"، بديلة، لكنني علي استعداد للتعاون مع أعضاء الرابطة لتفعيل الدور الخدمي للنقابة، وغير صحيح ما ادعاه علي رجب بأن النقابة تنظم رحلات ترفيهية إلي فرنسا أو ننظم اجتماعات سرية للحج أو العمرة، فكل شيء معلن ومعروف، وتؤكده "الكشوف"، الموجودة داخل مقر النقابة. من جانبه علق ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية علي الاتهام بتكاسل الاتحاد عن تقديم مشروع القانون 103 المعدل لسنة 1987 إلي مجلس الشعب بتأكيده أن المشروع في طريقه بالفعل إلي المجلس، ويتضمن بندا يتيح الحصول علي نسبة 1% من حصيلة بيع الأعمال الفنية يتم توزيعها علي النقابات الفنية. وأرجع التأخير إلي: "لما جينا نطبق القانون وجدنا فيه بعض الغموض في إحدي المواد القانونية، وحاولنا تفسيرها، والمشروع سيدخل اللجنة التشريعية، وسنحاول تفعيل المادة لصالح الأعضاء في النقابات الفنية الثلاث".