ياسمين الجيلاني ممثلة شابة تتمتع بمواصفات طيبة تمنح شخصيتها هدوءاً محبباً، ورومانسية تضفي عليها براءة لا تشيخ، لكن شيئا ما في مسيرتها يحول دونها والانطلاقة المتوقعة لها، والتي تليق بموهبتها، فالتأرجح يلازمها، وبين الحين والآخر يلمع اسمها ثم يخبو، وفي الحالين تبدو الأسباب غامضة، والحيثيات مجهولة، فهاهي تطل علي الجمهور هذه الأيام من خلال فيلم "قاطع شحن" الذي تعود به إلي السينما، لكن أحداً لا يعرف إن كانت ستواصل مشوارها السينمائي أم تعود سيرتها الأولي، وتسجن نفسها وراء الشاشة الصغيرة ! حدثينا عن ظروف مشاركتك في بطولة فيلم "قاطع شحن"؟ "أنا ماشية في حياتي كلها بالبركة"، وعندما عُرض علي أمر المشاركة في فيلم "قاطع شحن" وجدت أن التجربة تستحق الاهتمام؛ فهي لكاتب يقدم عمله الأول هو أسامة رءوف، لكنه كشف عن موهبة مبكرة، ومخرج خاض من قبل تجربة واحدة في فيلم "بحبك وباموت فيك" لكنه يبحث عن فرصة ليؤكد نفسه، خصوصاً أنه يملك أدواته بالفعل، بينما وفر المنتج للتجربة كل الإمكانات التي تصب في صالح العمل، بالإضافة إلي سعادتي بالتعاون مع "كاست التمثيل" المكون من شذي وشادي شامل وإيمان سيد وعمر حسن يوسف، وبالتالي لم يكن هناك مبرر من جانبي لرفض المشاركة في الفيلم . وعلي مستوي دورك في الفيلم ؟ الدور جديد وأعجبني جداً؛حيث أجسد شخصية واحدة من الفتيات الثلاثة اللاتي يعملن في محل "كوافير" تملكه الفنانة ميمي جمال، وهن : "شذي" التي يقتلها الطموح نحو الثراء، و"إيمان سيد" العانس التي تتمني الزواج بأي شكل، بينما أجسد دور الفتاة الرومانسية التي تحب الخير لأصدقائها، وتسعي لإسعاد صديقاتها حتي لو نسيت في سبيل هذا نفسها، لكنها تكتشف، في لحظة، أنها مطالبة بأن تهتم بذاتها، وبمصلحتها. ما حقيقة المشاكل الضخمة التي قيل إنها فرضت نفسها علي "كواليس" الفيلم ؟ "مفيش مشاكل ولا حاجة"، وأؤكد من ناحيتي أنني لم أكن طرفاً في أي مشاكل أو صراعات من أي نوع، ولم أتسبب للمنتج في مشكلة واحدة، لكن الظروف كانت تتسبب أحياناً في تعطيل التصوير، مثلما حدث عندما كنا ننتظر حلول الشتاء أو الصيف مثلاً لنصور مشاهد بعينها، وإيقاف التصوير لتجهيز أغنية لشادي شامل وأخري لشذي، بكل ما يعنيه هذا من تحضير يستغرق وقتاَ طويلاً، وفي ظل كل هذه الأجواء كان يحدث أيضاً أن يرتبط بعض الممثلين بتصوير أعمال فنية أخري، كما فعلت، وبمجرد أن انتهي التصوير تم إعداد نسخة الفيلم للعرض التجاري، بدليل أننا صورنا "الأفيش" قبل عرض الفيلم بأسبوع . هل تحفظت علي توقيت عرض الفيلم أم وجدته مناسباً ومؤهلاً للمنافسة ؟ المنافسة مطلوبة في كل الأحوال، لكن فيلم "قاطع شحن" نزل إلي دور العرض في غياب أي منافسة، مما شجع علي التجاوب مع الفيلم، والإقبال علي مشاهدته، وكنت أفضل عرضه وسط أفلام أخري قوية، حتي لو كانت المنافسة في غير صالحه، لأننا بهذا سنصبح في اختبار حقيقي. كيف تلقيت ردود أفعال الجمهور تجاه الفيلم بعد أسابيع من عرضه ؟ ردود الفعل كانت ايجابية والحمد لله.. وأنا سعيدة بما حدث من استقبال طيب للفيلم من جانب الجمهور، بدليل أنني التقي أناساً في الشارع يصفونني بأنني "نجمة شباك"، علي الرغم من أنني أري أن الخطوة مازالت مبكرة للغاية، وفي أحايين أخري كنت التقي أسرة مصرية تقول لي :"احنا دخلنا الفيلم علشانك"، وهو ما حملني مسئولية ضخمة أتمني أن أكون علي قدرها. وما حقيقة ما تردد بأن دعاية الفيلم أزعجت أبطال الفيلم؟ لم أكن يوماً محسوبة علي الفنانين الذين يعترضون علي الدعاية أو يستنكرونها لأي سبب من الأسباب، والأمر المؤكد أن الفنان يتمني توافر دعاية أكبر لأي عمل من أعماله، لكنني ألتمس العذر لمنتج فيلم "قاطع شحن" لو أن الدعاية لم تكن بالشكل المطلوب، لأن تحديد موعد عاجل لعرض الفيلم حال دون وجود دعاية كافية، لكن الرأي الايجابي للجمهور عوضنا عن أي تقصير حدث في أي عنصر من عناصر الفيلم . في ظل هذا العدد الكبير من أبطال الفيلم .من الذي يستحق أن نطلق عليه بطل "قاطع شحن"؟ لا أحد بعينه؛فالفيلم بطولة جماعية بالفعل، وليس هناك ممثل مميز عن الآخر. هل جاءتك عروض بعد "قاطع شحن"؟ بل جاءتني قبل عرضه، ومن بينها سيناريو فيلم رعب لا نريد أن يكون تقليدياً أو سطحياً لذا بدأنا جلسات العمل من العام الماضي ليخرج بصورة جيدة تؤهله لمنافسة هذه النوعية من الأفلام الأجنبية، سواء من حيث "التكنيك" أو توظيف "الجرافيك" وكذلك الميزانية الضخمة التي رصدت له . وهناك عملان آخران عرضا علي بعد فيلم "قاطع شحن" لكنني مازلت أقرأهما، ولم أحسم أمرهما بعد . لكنك متواجدة في التليفزيون بأكثر مما نراك علي الشاشة الكبيرة؟ لست في حاجة للتأكيد علي حبي للسينما، واشتياقي للتواجد الدائم علي شاشتها، لكنني احترم نفسي كفنانة، وأوافق علي العمل الذي يغريني، وربما أكون مقلة في نظر البعض لكن عندما أشارك في عملين كل عام فلا أظن أنني مقلة في هذه الحالة، وفي العام الماضي فقط تأجل عرض مسلسل "ورقة التوت" الذي شاركت فيه مع المخرج عادل الأعصر، ولا أظنني أتحمل هذا الذنب، بل لا أخفي أنني سعدت لتأجيله، بعدما كنت غاضبة، عقب اكتشافي أنه سيعرض في الأيام القليلة القادمة، وهو ما يعني أنه سيعرض في توقيت متزامن مع عرض فيلم "قاطع شحن"، وهو الأمر الذي سيصب في صالحي، لأن جمهور التليفزيون وجمهور السينما سيشاهدونني في وقت واحد . هل تشعرين في لحظة بأنك لا تحتلين المكانة التي تليق بموهبتك وأقدميتك ؟ لم أشعر بشيء من هذا في أية لحظة، وأعلم أن حساباتنا تختلف عما هو مقدر ومكتوب، لكنني واثقة أنني "واخدة حقي"، وفي المقبل من الأيام سأكون نجمة السينما والتليفزيون التي أتمناها ويتمناها لي جمهوري .