عندما يحتشد 20 ألف متفرج في المدرجات لمتابعة التدريب الأول لأحد اللاعبين الجدد في صفوف فريقه، فإن الأمر يتعلق بلا شك بنجم كبير. ففي الخامس والعشرين من يونيو عام 2009، ارتدي لوكاس بودولسكي مجدداً قميص كولن وقام بإجراء أول تدريب له علي ملعب "راين إينيرجي" وسط فرحة عارمة في نفوس أنصار الفريق الذين قدموا للاحتفال بهذه المناسبة. فبعد ثلاثة أعوام قضاها في صفوف بايرن ميونيخ، عاد الأمير "بولدي" إلي قصره. علي الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها، ونيته الصادقة، فإنه فشل في فرض نفسه أساسياً في تشكيلة الفريق البافاري. تلقي بلودوسكي العديد من العروض من أبرز الأندية الألمانية والأوروبية للانضمام الي صفوفها، لكنه فاجأ الجميع برفضها جميعها والعودة إلي صفوف الفريق الذي شهد انطلاقته. ولم يخف بودولسكي، الذي يتمتع بشعبية هائلة في ألمانيا، رغبته في العودة الي الجذور. لوكاس بودولسكي، عدت الي الجذور قبل نحو تسعة أشهر. هل الحياة علي ضفاف الراين أفضل منها في بافاريا؟ لوكاس بودولسكي: الأجواء في بايرن ميونيخ لا تمت بصلة إلي الأجواء التي يعيشها ناد مثل كولن. هنا لدي شعور بأنني في منزلي، وأعرف جميع الاشخاص وكيف يفكرون وأعرف جميع أسرار النادي. هل تشعر بالأسف عندما تفكر بتجربتك في صفوف بايرن ميونيخ؟ لقد عشت أشياء جميلة في بافاريا، لكن كل ما هو موجود هناك، متوافر هنا أيضاً. أنا سعيد بالعودة إلي كولن، أشعر فقط بالحزن لأنني لم أعد أري أصدقائي الذين يعيشون في ميونيخ. يخوض كولن موسماً عادياً وهو يحتل حالياً مركزاً وسطاً في الترتيب. كيف تنظر إلي مشوار فريقك وما هي أهدافكم في نهاية الموسم؟ أعتقد بأننا نقدم أداء مشرفاً، لقد نجح الفريق في استعادة توازنه بعد فترة التوقف الشتوية، لكن البقاء ضمن أندية النخبة لم يحسم بعد، ويجب أن نحصد العديد من النقاط لكي نصبح في منأي من الخطر في أسرع وقت ممكن. علي الصعيد الشخصي، لم يكن مستواك ثابتاً كثيراً، لكن يبدو أنك بدأت تستعيد أفضل مستوياتك في الأسابيع الأخيرة. كيف تفسر هذا التفاوت في الأداء؟ البداية لم تكن سهلة. كنت وصلت لتوي، كما أن اللاعبين كانوا يكتشفون مدرباً جديداً. احتجنا إلي بعض الوقت للتأقلم علي بعضنا البعض. بالإضافة إلي أنني عانيت من مشاكل بدنية. لكني أشعر بتحسن كبير في الآونة الأخيرة وبدأت أجد إيقاعي. تبدو دائماً شخصاً متواضعاً وعادياً. لكن لا شك بأن ثقل المسئولية الملقاة علي عاتقك كبيرة منذ عودتك إلي كولن؟ لا أري الأمور هكذا. كوني لاعباً في صفوف المنتخب، فأنا في دائرة الضوء. إنها وضعية اعتدت عليها ولا تشكل بالنسبة لي أي مشكلة. أركز علي اللعب، علي أي حال، فأنا لا أستطيع التحكم بكل الآراء التي يدليها الصحفيون بشأني. في كل مرة نشاهدك في صفوف المنتخب، تبدو مرتاحاً أكان في الملعب أو خارجه. هل يمكن القول بأن المانشافت هو النادي المثالي بالنسبة إليك؟ أشعر بالراحة في صفوف المنتخب كما في كولن. أنا سعيد دائماً بتلبية طلبات استدعائي من قبل المدرب الوطني، كما أنني أشعر بالسعادة في كل مرة أعود فيها إلي كولن. هناك شعور بأنك تلعب بشكل أفضل مع المنتخب الوطني. ما الفارق بين الدفاع عن ألوان ناد تابع لمدينة تعداد سكانها مليون نسمة، وارتداء قميص منتخب يتابعه 82 مليون من أنصاره؟ تصميمي هو نفسه، سواء كان في صفوف كولن أو مع المنتخب الوطني، وألعب دائماً من أجل الفوز. بالطبع الشعور مميز عندما تدافع عن ألوان منتخب بلادك في كأس العالم أو كأس أوروبا. عندما تشعر بأن أمة بأكملها وراءك وتدعمك، يعطيك هذا الأمر دافعاً كبيراً. تستطيع أن تشغل أكثر من مركز في صفوف المنتخب. شخصياً، في أي مركز تشعر بالراحة، وكيف تصف دورك في صفوف الفريق؟ بصراحة، مسألة في أي مركز ألعب، لا تشغل بالي كثيراً. ففي صفوف المنتخب لعبت علي الجهة اليسري وفي مركز رأس الحربة، في مواجهة منتخبات عريقة. لدي ما يكفي من الخبرة لكي أتأقلم مع متطلبات كل مركز. عملت تحت إشراف يواكيم لوف منذ نهاية كأس العالم FIFA 2006. كيف يمكن أن تصفه وأي نوع من الرجال هو وما هو دوره في النجاحات التي حققتها الكرة الألمانية مؤخراً؟ إنه مدرب خبير. يعرف الكثير من الأشياء ويكن له اللاعبون احتراماً كبيراً. يعمل بتواصل مع مساعديه ولكنه أيضاً قريب جداً من الفريق. بإشرافه بدأ المنتخب الألماني يعتمد فلسفة لعب جديدة حيث قام لوف ومساعدوه بعمل مثالي ويعود إليهم الفضل في النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في الآونة الأخيرة. تلوح كأس العالم FIFA في الأفق، ويحلم جميع الهدافين بفرض أنفسهم أساسيين في خط هجوم المنتخب الوطني. ماذا ستفعل لكي تحتفظ بمركزك وإبعاد المنافسة عنك؟ سأستمر في تقديم أفضل ما لدي في صفوف فريقي. يدرك المدرب تماماً بأنني استطيع اللعب علي الجهة اليسري او كرأس حربة، وأعتقد بأن قدرتي علي شغل أكثر من مركز تصب في مصلحتي. ستواجهون في الدور الأول منتخبات صربيا وغانا واستراليا. كيف تقيم هذه المنتخبات؟ إنها مجموعة صعبة. في مواجهة هذه المنتخبات لا مجال للخطأ. علي أي حال لا وجود لمنتخبات صغيرة هذه الأيام، وخصوصا في كأس العالم. بيد أنني واثق بأنه في حال لعبنا بمستوانا المعهود نستطيع تخطي الحاجز الأول والذهاب بعيداً في البطولة. بعد حلول المنتخب ثالثاً في كأس العالم 2006، وثانياً في كأس أوروبا 2008، لم يعد ينقصكم سوي احتلال المركز الأول عام 2010! ما نقاط القوة في المنتخب الألماني لإحراز كأس العالم؟ إذا لعبنا بمستوانا الفعلي، ودخلنا أجواء البطولة بسرعة، كل شيء وارد. لكن الحظ والمستوي خلال البطولة هما عاملان حاسمان في بطولة من هذا النوع. لكن يجب متابعة بعض الفرق عن كثب. من هو برأيك المرشح الأبرز لإحراز اللقب؟ لا أعتقد بأن هناك منتخباً يتميز عن الآخر بفارق كبير. تملك منتخبات عدة القدرة علي الذهاب حتي النهاية، وتحديداً أسبانيا والبرازيل وأيضاً الأرجنتين وفرنسا. توجت عام 2006 أفضل لاعب واعد في كأس العالم FIFA. ما هي أهدافك الشخصية عام 2010؟ أطمح إلي خوض جميع المباريات وأن العب بأفضل مستوي لي وتحدي أفضل نجوم الكرة الأرضية. الأداء الشخصي ليست لديه أهمية كبيرة، المهم أن يذهب الفريق بعيداً في البطولة. ماذا تتوقع من جنوب افريقيا 2010؟ كانت كأس العالم 2006 مميزة جدا، لأنها كانت التجربة الشخصية الأولي لي وكنت محظوظا لانني خضتها أمام جمهور المحلي في أجواء رائعة ويبدو لي أن أول بطولة لكأس العالم ستقام في القارة الافريقية ستكون رائعة ايضا. أعتقد بأنه كما كانت الحال قبل أربع سنوات ستقام المباريات في أجواء ممتازة كما شاهدنا في كأس القارات.