وبالإضافة إلي مهاراته الفنية الرائعة فوق المستطيل الأخضر، فإن ابن الثلاثين ربيعاً يعتبر مثالاً يحتذي به خارج الملعب كذلك، إذ لا تفارقه الابتسامة أبداً ناهيك عن طيبته وسعة صدره.. مع سيماو وكان الحوار: بداية، ما الأسباب التي تقف وراء تأهل منتخب البرتغال بصعوبة بالغة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا2010؟ كل ما في الأمر هو أن المدرب كارلوس كيروش كان يؤسس لفريق قوي قادر علي التنافس في كأس العالم. لقد قرر الاستعانة بخدمات اللاعبين الشباب، وهو ما حتم علينا العمل بشكل مكثف خلال المراحل الأولي. لقد كان فريقنا شاباً يتشكل في معظمه من عناصر جديدة بقيادة مدرب جديد. لكن مستوانا بدأ يتحسن شيئاً فشيئاً، وأعتقد أننا أصبحنا نشكل فريقاً قوياً في الوقت الراهن، سواء تعلق الأمر بالأداء الكروي أو بالتلاحم بين أعضاء المجموعة. إننا متحدون إلي أقصي الحدود. هذا ما تحتاجونه بالضبط لمواجهة منتخبات بحجم الخصوم الذين وضعتكم القرعة إلي جانبهم في مجموعة واحدة، أليس كذلك؟ إنها أصعب مجموعة في النهائيات علي الإطلاق، إذ سيتعين علينا مواجهة البرازيل وكوت ديفوار وكوريا الشمالية. وإذا كنا نريد إنهاء الدور الأول بسلام، سيتعين علينا اللعب بنفس المستوي الذي ظهرنا به خلال آخر مباريات التصفيات. سيكون من الأهمية بمكان الفوز في مباراتنا الأولي التي ستجمعنا بكوت ديفوار، أو علي الأقل تفادي الخسارة والخروج بنقطة التعادل. صحيح أن الخصم سيكون قوياً وعنيداً، لكننا نملك من الوقت ما يكفي للتحضير والاستعداد لهذه الموقعة. إنها أهم مباراة في النهائيات بالنسبة لنا. لقد تعودت الجماهير البرتغالية علي أداء رائع لمنتخبها، فهل سيشكل ذلك مصدر ضغط علي اللاعبين؟ بلغنا نهائي كأس أمم أوروبا سنة 2004 وتأهلنا للمربع الذهبي في كأس العالم 2006، وهذا يحتم علينا رفع سقف التحدي هذا العام، إذ أعتقد أن الجمهور البرتغالي يتوقع منا أن نعيد مثل هذه النتائج الرائعة. لكن ذلك لا يؤثر علي معنوياتنا ولا ينال من عزيمتنا، فنحن عندما ندخل أرضية الملعب نكون في قمة تركيزنا ولا نفكر أبداً في الضغط النفسي، علماً أننا نحن كذلك نمني النفس بالفوز علي غرار مشجعينا. بناء علي كل ما سبق، ما هدفكم إذاً في نهائيات جنوب أفريقيا؟ بالنظر إلي المجموعة التي أوقعتنا فيها القرعة، فإن هدفنا الأول يتمثل في بلوغ الدور الثاني. وبعد ذلك سنري ما يخبئه القدر، فإذا تجاوزنا عقبة الدور الأول أعتقد أن كل شيء سيصبح ممكناً. صحيح أن الضغط سيلقي بظلاله علي أعضاء الفريق في مرحلة من المراحل، إذ من الممكن أن نواجه إسبانيا في ثمن النهائي. لكن الحديث عن ذلك حالياً يعد أمراً سابقاً لأوانه، وبالتالي فإن ما يجب أن نركز عليه الآن هو احتلال صدارة مجموعتنا. ما سر تواجد عدد هائل من لاعبي الأجنحة في البرتغال، بينما تعاني بلدان أخري من نقص واضح في هذا المركز؟ إن ذلك مرتبط بالعمل الكبير الذي يتم إنجازه علي مستوي الناشئين في بلادنا، وأخص بالذكر أكاديمية سبورتينج لشبونة حيث يلقنونك منذ نعومة أظافرك خططاً وتكتيكات يضطلع فيها لاعبو الأجنحة بدور محوري. إن القائمين علي مركز التكوين في سبورتينج يبحثون عن أفضل اللاعبين الواعدين في البلاد بأكملها فيطورون مهاراتهم وأداءهم تحت إشراف خيرة المدربين. وقد بدأت أندية أخري، مثل بنفيكا وبورتو، تنهج السياسة ذاتها، لكن أفضل اللاعبين الذين تألقوا في الجناحين تخرجوا في مدرسة سبورتينج، وأخص بالذكر كريستيانو رونالدو وفيجو وناني وكواريزما أو حتي سيماو. إن تكوين أفضل لاعبي الأجنحة في العالم يعد مفخرة بالنسبة للبرتغال والبرتغاليين. ومن كان مثلك الأعلي عندما كنت في بداية مشوارك؟ لويس فيجو بطبيعة الحال. فمنذ أن التحقت بأكاديمية سبورتينج عن سن الثالثة عشرة، كنت أتابع تدريباته عن كثب مع الفريق الأول، وكنت أحلم بأن أصبح مثله في يوم من الأيام. وبعد ذلك حظيت بفرصة اللعب إلي جانبه فوق أرضية الملعب سواء مع سبورتينج أو برشلونة أو المنتخب الوطني، وقد كان دائماً وما يزال يمدني ببعض النصائح الثمينة، حتي بعد اعتزاله. إننا الآن نعيش في نفس المدينة وهو مازال يعتبر القدوة والمثل الأعلي بالنسبة للجميع، بدءاً باللاعبين المحترفين وانتهاء بالأطفال الصغار الذين بدأوا للتو مسيرتهم في عالم الكرة. إذا يبدو أن هناك جالية برتغالية من اللاعبين الذين اختاروا الاستقرار في العاصمة الاسبانية، أليس كذلك؟ في إسبانيا بأكملها. عادة ما ألتقي بكريستيانو (رونالدو) ووكيل أعماله، كما ألتقي ببيبي بشكل شبه دائم، وأيضاً دودا لاعب ملقة، إذ أحاول أن أكون علي اتصال دائم برفاقي البرتغاليين، ولو كان ذلك عبر الهاتف فقط. الكل يأسف لما حصل لفيليبي لويس، فبينما كان يمر بأفضل حالاته ألمت به تلك الإصابة الخطيرة بشكل غاية في السذاجة، لتحكم عليه بمشاهدة كأس العالم علي شاشة التليفزيون. ألك أن تحدثنا بعض الشيء عن مشوارك مع نادي أتلتيكو مدريد في الموسم الحالي؟ علينا أن نعترف بأن مستوانا تميز بالكثير من المد والجزر، خاصة في منافسات الدوري الإسباني، حيث نفوز بمباراة ونحتفل بالنتيجة علي مدي ثلاثة أيام ثم تأتي الهزيمة لتليها أيام من النكسة والحداد. إننا نسعي للحفاظ علي مستوانا وزخمنا لأننا ندرك جيداً أن التذبذب والفتور لا يليق بفريق مثل أتلتيكو، لكن ثمة شيئاً يجب تصحيحه. وعلي أية حال، فإن هدفنا الأسمي حالياً هو مواصلة المشوار في منافسات كأس الملك، إذ نسعي جاهدين لبلوغ النهائي ونحن في كامل تركيزنا لتحقيق هذا المبتغي. يتحدث عمال وموظفو نادي أتلتيكو مدريد عن سيماو سابروزا بأسمي عبارات المديح والثناء. ما السر وراء ذلك؟ يجب علي المرء أن يتحلي بالأخلاق الحميدة والاحترام والكلام الطيب دائماً أنا لاعب محترف ومطالب بتقديم أفضل ما عندي فوق أرضية الملعب. والمشرف علي المعدات والأجهزة مطالب هو الآخر بأداء دوره علي أفضل وجه، ويجب أن يحظي بنفس القدر من الاحترام. إذا كان الكل يعاملني بكل احترام وتقدير، فما المانع في أن أكون حليماً في تعاملي مع الناس. أنا إنسان يحب مجاملة الناس ومعاملتهم برحابة صدر، لأن الاحترام والتقدير هما أهم شيء في حياة الإنسان، إذ يجب علي المرء أن يحافظ دائماً علي ابتسامته.