شاهدت مؤخرا فيلم "النمر الأسود" وهو للفنان العبقري الراحل أحمد زكي ورغم أنني شاهدت هذا الفيلم مرارا وتكرارا الا انني هذه المرة تحديدا توقفت أمام أمور عديدة أردت ان أشاركم فيها وهي لا تتعلق بعبقرية الفنان الراحل احمد زكي وأدائه العالي الذي من المؤكد لا يختلف عليه معظم العاملون في الحقل الفني وغيره ولسنا بصدد تقييمه بعد رحلة عطائه التي انتهت برحيله الي دار الحق. ولكن من قصة الفيلم الذي ايضا اداره بنجاح مذهل المخرج العظيم الراحل عاطف سالم ستجد كمية من الانفعالات الانسانية التي لا تملك التحكم فيها من صدقها. أول هذه الامور هي قصة كفاح بطل الفيلم والذي ينحدر من أصول معدمة حرمته من فرص التعليم أو الدراسة الاكاديمية رغم الذكاء الفطري الذي وهبه الله سبحانه وتعالي وهو ما اكدته احداث الفيلم بعد ذلك حينما نجح في اختراع جهاز أمكن تطبيقه ليوفر الملايين للشركات الكبري وتعلم من مدرسة الحياة التي كانت بالنسبة له أكثر تأثيرا عليه مع المثابرة والرغبة في النجاح وحينما كان جادا في اداء عمله ايمانا منه بأن العمل الجاد هو مفتاح السعادة وهذا ما أكدته دراسة أجراها باحثون من جامعة جوتنبرج بالسويد حول ما تبعثه السعادة في نفوس الأشخاص. ويوضح الباحثون أن العمل من أجل تحقيق هدف، أكثر منه الوصول إلي الهدف المراد، يبعث علي الشعور بالرضا، مشيرين إلي أهمية العلاقات الجيدة. إلا أن الفوز باليانصيب أو تحقيق أرباح سريعة أو حتي ان يؤول اليك ميراثا لا يكون خلف كل ذلك أي مجهود سيحدث سعادة مؤقتة، غير أنها لا تدوم، في حين أن العمل الجاد للوصول إلي غاية ما، يعد أكثر إشباعاً. ومن جانبه، يؤكد الباحث الرائد بالفريق د. بنكت برولدي، من قسم الفلسفة بالجامعة أن الأبحاث تظهر أن الأكثر نشاطاً هم الأكثر سعادة أي أنها دعوة صريحة لمحاربة الكسل والتواكل الذي لا يجلب لصاحبه سوي التعاسة والفشل. الرسالة واضحة وموجهة تحديدا الي شبابنا وأجيالنا القادمة التي أصبح من سماتها التواكل وعدم الاعتماد علي النفس وأري أن من واجب رجال الأعمال الناجحين أن ينظموا برامج واجتماعات مع شبابنا ليتعلموا علي أيديهم أن النجاح في الحياة يتطلب الجهد والمثابرة والصبر. وأخيرا أشير الي الانفعالات التي صاحبت بطل الفيلم حينما تتعرض بلده الي أي محنة وعندها تظهر غيرته الطاغية علي وطنه مهما كانت مغريات وطن الغربة وهي كانت انفعالات حقيقية تنم عن الحب العميق للمصريين لتراب وطنهم مهما كانت خلافاتهم وهو حب فرض وحب يفتدي بالروح. والآن علينا أن نتفق ان الفن يلعب دورا عظيما ومؤثرا في تأجح مشاعرنا الايجابية الكامنة في حب الوطن الذي هو أغلي من كل شيء. حماك الله يا مصر،،،، والله الموفق،،،،