حسن شحاتة الذي كان سبب فرحة الشعب المصري والعربي وروض الأسود والنسور والظبيان والافيال و استطاع ابن محافظة البحيرة ان يسجل اسمه ضمن اعظم المدربين في العالم. لقد استطاع ابو كريم منذ ان تولي مهمة المنتخب المصري في 28 اكتوبر 2004 ان يجعل لمنتخب الفراعنة شكلا مختلفا واسلوبا جديدا في كرة القدم فرفض المدرسة الدفاعية للكابتن محمود الجوهري شيخ المدربين المصريين واعطي لاعبيه الطابع الهجومي والذي يغلب عليه الاتزان وعدم المغامرة وحقق انجازا تلو الاخر حتي كانت امم انجولا التي رد فيها علي كل الانتقادات التي تعرض لها خاصة بعد ان اخفق في التاهل الي مونديال جنوب افريقيا 2010 وهو الحلم الذي لم يستطع حسن شحاتة تحقيقه. اراء كثيرة كانت تتوقع سقوط المعلم في انجولا وتنتظر ذلك للمطالبة برحيله خاصة وانها كانت من اشد المعارضين لقرار اتحاد كرة القدم بالتجديد له حتي 2012 الا ان سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري اصر علي موقفه واعطاه الفرصة مرةاخري ليعود المعلم حسن شحاتة اقوي من اي وقت مضي بقوة بل ومنحه عقدا حتي 2014. لذلك كان لابد ان نتعرف من الكابتن حسن شحاتة عن الكثير من الامور التي احاطت بالبطولة والانجازات المصرية التي تحققت وكيف استطاع ان يقود فريقه للقب الثالث وسط غياب ابرز نجومه وعناصره المؤثرة وعلي راسهم الثنائي محمد ابو تريكة وعمرو زكي وكذلك عن العروض التدربيية التي تلقاها ورايه فيها وكذلك عن العرض الاسرائيلي باللعب معه وديا واشياء اخري كثيرة في البداية سألناه هل كنت تتوقع ان تحقق اللقب الثالث ؟ لدي ثقة في الله انني اذا اديت واجبي واجتهدت فستكون النتيجة في صالحي وهذا المبدأ اسير عليه في كل امور حياتي لذلك فانني قبل البطولة وضعت امامي هدفا واحدا فقط هو الاحتفاظ باللقب واجتهدت لذلك ما استطعت واخذت بالاسباب وجاءت النتيجة لصالحنا والحمد لله ان وفقنا لذلك حتي نعيد البسمة والفرحه الي قلوب الجماهير المصرية التي حزنت لعدم تاهلنا الي مونديال جنوب افريقيا هل تعتقد ان حصولك علي اللقب الافريقي الثالث عوض الجماهير عن المونديال ؟ الجماهير المصرية لديها وعي كامل وتعرف ان المنتخب الوطني لم يقصر وان المباراة الفاصله كانت لها ظروفها الخاصة وخير دليل علي ذلك الفوز الكبير الذي حققناه علي المنتخب الجزائري مصحوبا بالاداء الراقي الذي اشاد به الجميع ويكفيني ان وكالات الانباء العالمية وموقع الكاف اكد بعد البطولة ان كاس العالم 2010 خسرت منتخب مصر وليس العكس. ولكن يبقي ان كأس العالم هو الانجاز الذي لم يحققه حسن شحاته سواء كان لاعبا او مدربا ؟ هذه حقيقة ولا اخفيك سرا انني حزنت كثيرا لعدم تاهلنا رغم اننا كنا الاحق والافضل ولكنها كرة القدم التي لا تعطيك كل ما تتمناه وعلي العموم علينا ان نجتهد ونسعي وان نضع امامنا طموحا جديدا نسعي للوصول اليه . وهل يطمع المعلم في ان يقود المنتخب لكاس العالم ؟ هذه امنية لا اخفيها ولكن كل شئ في وقته فامامنا 4 سنوات علينا الاستعداد الجيد لها فضلا عن أن تعاقدي مع اتحاد الكرة ينتهي في 2012 وبالتالي فستكون هناك امور كثيرة مستقبلية لا نستطيع التكلم فيها الان . دعنا نتكلم عن البطولة وما هي اصعب مباراة من وجهة نظرك ؟ بالتأكيد كانت كل مباريات البطولة صعبة للغاية حيث ان الهدف هو الفوز فيها جميعا ولكن اصعب مباراة كانت لقاء الكاميرون في دور الثمانية والتي سبقت مباراة الجزائر تماما هل كنت تخشي مواجهة الجزائر ؟ بالعكس لقد تمنيت مواجهتم منذ ان عرفت انهم في طريقنا حتي نثبت للعالم ان ما حدث في ام درمان كان نتيجة لامور غير منطقية وان منتخبنا الوطني هو الافضل والاحق بالتاهل وانه زعيم القارة . بعد الفوز علي الكاميرون واصبحت المواجهة مع الجزائر امرا محتوما؟ تعليمات الجهاز الفني ترتكزت علي امر واحد فقط هو التركيز علي الناحية الفنية دون الدخول مع لاعبي الجزائر في مهاترات اخري حتي لو لجأوا الي العنف وبالطبع استعرضنا شريط مباراة الجزائر مع كوت ديفوار وحددت نقاط القوة والضعف لديهم ومهام كل لاعب من لاعبينا وطلبت منهم غلق كل الابواب امام كريم زياني ابرز لاعبيهم وانجحنا في استغلال تقدم نذير بلحاج فدانت السيطرة لنا فضلا عن روح الاصرار والعزيمة لدي اللاعبين انفسهم ورغبتهم في تحقيق الفوز . لقد تعرض المنتخب المصري لانتقادات ومحاولات تقليل لمجهود لاعبيه من جانب الصحف الجزائرية والتأكيد علي ان الحكم جاملكم كثيرا ؟ كل ذلك كان متوقعا وجميعنا علمنا بما قالته الصحف الجزائرية من تبريرات لا اساس لها من الصحه الا انني رفضت الدخول في مثل هذه المهاترات خاصة واننا كنا علي موعد مع المباراة النهائيه امام غانا ولا مجال للتركيز في اي شئ آخر سوي تحقيق هدفنا بالاحتفاظ باللقب واعتبرنا ان مباراة الجزائر مباراتة وانتهت. وماذا عن مباراة غانا ؟ مباراة اتسمت بالحذر الشديد من الجانبين وكانت مغلقة تماما ووضح انها مباراة الهدف الواحد اي ان الفريق الذي سيخطف هدفه مبكرا سيكون اللقب لصالحه. هل شعرت بعد الشوط الاول ان اللقب ممكن ان يذهب الي غانا ؟ بالعكس كانت لدي ثقة كبيرة في لاعبينا ولكن بين الشوطين قلت للاعبين لقد اصبح اللقب الثالث والانجاز بين ايديكم فلا تفرطوا فيه وبالفعل بذلوا كل ما في وسعهم واستطاع محمد ناجي جدو ان يسجل الهدف بعد تغييره في ربع الساعة الاخيرة ليعطي منتخبنا لقبا هو الاحق به. محمد ناجي جدو لاعب مميز ويمتلك مؤهلات المهاجم الجيد ولكنها المرة الاولي التي يشارك فيها في البطولات الدولية وبالتالي فضلت بقاءه علي دكة البدلاء حتي يمتص رهبة المباريات ويقرأ الملعب ثم ينزل في الوقت المناسب ليعطي قوة هجومية واضافة قوية وبذلك يتم تعويض نقص الخبرة لديه وهو امر نفسي في المقام الاول وقد استطعنا كجهاز فني التعامل بشكل جيد مع كل اللاعبين واستغلال امكانياتهم وفي كل الاحوال يكون لدي الجهاز الفني رؤية في بقاء بعض عناصره المميزة علي دكه البدلاء للدفع بهم في الوقت المناسب لتغيير النتيجة والحمد لله كان التوفيق حليف جدو واصبح هدافا للبطوله وسيكون له دور كبير مع المنتخب اذا ما حافظ علي مستواه في الفترة القادمة. كيف كان تعاملكم مع اللاعبين قبل كل مباراة؟ عادي جدا فالمهم ان ندرس المنافس بشكل جيد وان نعطي لاعبينا كل المعلومات عن منافسهم حتي يكونوا علي علم كامل به وبالنسبه لنا كجهاز فني فان كل مباراة كانت لها طبيعة خاصة وخطة مختلفة ولم يكن هناك ثبات في كل المباريات حيث لعبنا بطرق 4/4/2 و3/5/2 و 3/4/3 و 3/ 4/2/1 وكانت لدينا جرأة في التغييرات واختيار التشكيل. اؤكد للجميع علي ان الجهاز الفني ولاعبي منتخب مصر هم اسرة واحدة بالاضاف طبعا الي الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الذي يحرص دائما علي التواجد معنا وتذليل اية عقبات وربما الشئ الذي يميز منتخبنا هي الروح الجميلة بين اللاعبين فتجد ان هدف اللاعبين هو الفوز والانجاز بغض النظر عمن يشارك في التشكيلة الاساسية او من يكون علي دكة البدلاء فتلك رؤية الجهاز الفني وقد كان البدلاء اول الناس احتفالا بالفوز وحملوا زملاءهم علي الاعناق فكلنا اسرة واحدة وكلهم ايضا متساوون في المكافات فلا فرق بينهم لان الجهاز الفني من يستعين بأي منهم في اي وقت فضلا عن الالتزام الاخلاقي لهم جميعا فنحن ناكل سويا ونمرح سويا ونؤدي صلاتنا في جماعة ولم توجد اي حالة خروج عن النص في بعثتنا . ميدو يجب ان تكون هناك قاعدة وهي انه لا يوجد منتخب يقف علي اي لاعب والحمد لله لقد عمل الجهاز الفني بكل جهد واخلاص بداية من مراقبة جميع لاعبي الدوري واختيار الافضل منهم للمهمة طبقا لمعيار واحد هو مصلحة المنتخب بدليل انه تم استبعاد بعض الاسماء الكبيرة مثل احمد حسام ميدو واخرون وقد اثبتت الايام ان اختياراتنا سليمه لم يكن جاهز بدنيا ولم يستطع العودة الي فورمته الطبيعية وبالتالي فضلت استبعاده لان شعار الجهاز الفني هو الاستعانة باللاعب الجاهز فنيا وبدنيا اسرائيل مجرد التفكير في مثل هذا الامر مرفوض تماما ولا يمكن ان يسمح لاحد ان يعرض عليه مثل هذا الكلام وقال إن: إسرائيل مرفوضة من الشعب المصري، وأنني شخصيا كأحد أفراد أسرة كرة القدم اري ان حق الشعب الفلسطيني مهضوم من جانب الإسرائيليين، وهو ما لا يجوز معه إقامة أي نشاطات رياضية أو غيرها مع الجانب الإسرائيلي وماذا عن لقاء منتخب انجلترا في شهر مارس القادم ؟ إن هذا اللقاء يعد من المواجهات التي ننتظرها لإثبات أن الكرة المصرية التي تألقت في كأس القارات وحققت الفوز علي إيطاليا بطل العالم جديرة بالتقدير وكانت تستحق أن تكون مع الكبار في مونديال جنوب أفريقيا المقبل .. وأعتقد أن اللاعبين أيضا لديهم العزيمة علي تقديم شيء مميز في هذه المباراة المرتقبة. وكيف سيتم التعامل مع المنتخب في الفترة القادمة ؟ سنسير كجهاز فني بنفس طرقتنا من حيث متابعة مباريات الدوري المحلي والوقوف علي مستوي اللاعبين وانتقاء الافضل من بينهم وشدد علي ان الجهاز يضع في حساباته حاجة المنتخب الي الاحلال والتجديد ولكن بما يتناسب مع ظرومف المرحلة وهو ما نجحنا فيه حتي الان وقال ان الباب مفتوح امام اللاعب المتميز والذي يثبت انه جدير بارتداء فانلة المنتخب الوطني.