الأرقام تؤكد أن "عيد الحب" المعروف ب"الفالنتين" هو ثاني أضخم احتفالية اجتماعية بعد الكريسماس وأكبر مهرجان للحب في العالم حيث من المتوقع أن يتبادل المحبون الأحد المقبل حوالي مليار بطاقة معايدة بعد أن بلغت نفقاتهم في عيد الحب الماضي حوالي 14.7 مليار دولار في الولاياتالمتحدة فقط، رغم أن بداية الاحتفال به كانت مختلفة تماماً وفقاً لتقرير نشرته مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" مؤخراً. في العصر الروماني احتفل الرومانيون بدءا من الثالث عشر وحتي الخامس عشر من فبراير "بعيد التخصيب" وهو ما يعتبره المؤرخون أساساً لعيد الحب مع اختلاف طريقة الاحتفال التي كانت تتضمن خروج الرجال"عرايا" في الشوارع ثم يقومون بضرب النساء علي ظهورهن باستخدام جلد الماعز والكلاب، من أجل زيادة خصوبتهم وقدرتهن علي الإنجاب.. وكان الدافع للاحتفال هو الحب. أما سبب تغير تسمية الأسم، فاختلفت الروايات، حيث يقول البعض إنه في القرن الثاني الميلادي كان هناك قديس يسمي "فالنتين" بمدينة "تورني" في روما، وكان قسيساً لهذه المدينة قبل أن يستشهد، حيث قام الامبراطور الروماني" اوريليان" بسجنه وتعذيبه وقطع رأسه ودفنه بمنطقة "فيافلامينا" واختير اسمه للاحتفال لكونه استشهد بسبب حبه لديانته ولمزيد من اضفاء الحبكة لهذه الرواية قيل انه مات يوم 14 فبراير. وتؤكد رواية أخري أنه في القرن الثالث الميلادي كان هناك قديس بروما يسمي "فالنتين" واصر الامبراطور "كلاديوس" بسجنه بسبب اخلاصه لديناته، لكنه تمكن من استقطاب سجانه بعد أن رد لابنته بصرها، فأمر الامبراطور بإعدامه، وتقول الرواية إن "فالنتين" وقع في غرا ابنة سجانه لدرجة انه أرسل لها خطاباً قبل إعدامه تقول من المخلص لك "فالنتين" فاختير اسمه رمزاً للحب، وخصوصاً ان موته كان يوم 14 فبراير، وفي تحريف لهذه الرواية، يقال إن الامبراطور "كلاديوس" منع الزواج في هذا التوقيت حتي يتفرغ الرجال للجيش وتزداد قوتهم، ولذلك سجن القديس "فالنتين" بعد أن ثبت من مخالفته لأمر الامبراطور بتزويج المحبين سراً، ولكن هذه الرواية أيضاً غير دقيقة. وفي القرن الخامس الميلادي، أعلن البابا "جلاسيوس" يوم 14 فبراير ليكون عيد مسيحياً للقديس "فالنتين" علي غرار "عيدالتخصيب" في عهد الرومان. وفي عام1382 ميلادية، أعطي الشاعر البريطاني "جيوفري تشوير" بعداً جديداً للاحتفال بالحب في عيدالقديس فالنتين وربط بينها، حيث نظم قصيدة شعر ذكر فيها الفالنتين علي أنه عيد للحب احتفالاً بزواج ملك انجلترا ريتشارد الثاني وملكة البوهيما "آني"، حيث قال إنه في عيد القديس فالنتين تجتمع الطيور الجميلة للقاء أحبابها. ثم جاء عام 1400 ميلادية ليتأكد ارتباط عيدالفالنتين بالحب، حيث افتتحت فرنسا في ذلك اليوم "المحكمة العليا للحب" أي المعنية بقضايا الحب مثل عقود الزواج والطلاق والخلافات العائلية والتي تسير محاكم الاسرة علي غرارها اليوم. وبعد سنوات قليلة كتب دوق أورليانز الفرنسي "تشارلز" أول رسالة حب في عيد الفالنتين لمحبوبته من سجن برة لندن حينما وقع في الاسر خلال احدي المعارك عام 1415، وتؤكد الإحصائيات أن كروت المعايدة في الولاياتالمتحدة في عيدالحب تبلغ حوالي مليار بطاقة سنوياً الأمر الذي يجعل هذا اليوم يأتي في المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد، من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم تداولها فيه وتشير تقديرات الرابطة إلي أنه في الولاياتالمتحدةالامريكية ينفق الرجال في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريباً علي شراء بطاقات عيدالحب. ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل الموجزة المكتوبة بخط اليد إلي درجة كبيرة لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم إنتاجها باعداد كبيرة، وهكذا كانت تجارة إنتاج بطاقات عيدالحب في منتصف القرن التاسع عشر مؤشراً لما حدث بعد ذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية من تحويل فكرة عيدالحب إلي سلع تجارية يمكن التربح من و رائها. أما في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد امتدت عادة تبادل بطاقات المعايدة في الولاياتالمتحدةالامريكية لتشمل كل أنواع الهدايا، وهي هدايا يقدمها الرجال عادة إلي النساء تشتمل هذه الهداية بصورة تقليدية علي زهور (زهرة) وشكيولاتة يتم تغليفها بقماش الساتان الأحمر، ووضعها في صندوق علي هيئة قلب، أما في الثمانينيات من هذا القرن، فقد ارتقت صناعة الماس بمنزلة عيدالحب لتجعل منه مناسبة لإهداء المجوهرات، وارتبط هذا اليوم بالتهنئة الافلاطونية العامة والتي تقول: "اتمني لك عيد حب سعيدا"، وعلي سبيل المزاح، يرتبط عيد الحب بالإشارة إلي "يوم العزاب" أما في بعض المدارس الابتدائية في أمريكا الشمالية، فيقوم الاطفال في هذا اليوم بتزيين حجرات الدراسة وتبادل بطاقات المعايدة وتناول الحلوي، وعادة ماتذكر بطاقات المعايدة التي يتبادلها هؤلاء التلاميذ في هذا اليوم الصفات التي تجعلهم يشعرون بالتقدير تجاه بعضهم البعض، وقد أسهمت زيادة شعبية الانترنت في مطلع الالفية الجديدة في ظهور تقاليد جديدة خاصة بالاحتفال بعيد الحب، في كل عام، يستخدم الملايين من الناس الوسائل الرقمية لتصميم وإرسال رسائل المعايدة الخاصة بعيد الحب، والتي تأخذ شكل: البطاقات الإليكترونية أو كوبونات الحب المصورة التي يتبادلها المحبون أو بطاقات المعايدة التي يمكن إعادة طبعها.