من حق حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني أن يقف شامخ الرأس بعد أن صنع تاريخًا جديدا للكرة المصرية بحصوله وابنائه علي كأس امم افريقيا للمرة الثالثة علي التوالي فقد اصبح ابن البحيرة التي ابصر فيها النور عام 1947 اصبح مضرب المثل لكل المدربين العرب. أكد حسن شحاتة أن المنتخب استحق الفوز باللقب بجدارة بعد الأداء الرائع والراقي لنجوم المنتخب طوال البطولة. وقال إن روح الاصرار والعزيمة التي تمتع بها اللاعبون كانت السر الأساسي واحد الاسلحة المهمة في تحقيق هذا الانجاز. قال شحاتة لقد رددنا اعتبار الكرة المصرية واثبتنا اننا اسياد القارة وقادرون علي الاحتفاظ بلقبها رغم محاولات التشكيك ووصلات التقطيع التي اعتاد البعض عليها. اضاف لقد اثبت لاعبونا أن ما حدث في المباراة الفاصلة بالسودان كانت نتيجة ظروف غير طبيعية وان فريقنا قادر علي تحقيق الفوز علي أي منتخب إذا ما تمت في الاجواء الطبيعية وهذا ما حدث في مباراة الجزائر في الدور قبل النهائي والفوز الكبير الذي تحقق. قال لقد كانت التعليمات واضحة وصريحة للاعبين في هذه المباراة تحديدا بالتركيز التام علي الكرة وعدم الانسياق وراء استفزازاتهم حتي لا نخرج عن تركيزنا والضغط المتواصل علي لاعبي الجزائر وعدم ترك مساحات أمامهم للتحرك. قال لقد نجح أحمد فتحي في التصدي لكريم زياني ومراقبته وتألق وائل جمعة في قيادة خط الدفاع وبالفعل نفذ اللاعبون ما طلبه الجهاز الفني فضلا عن روح العزيمة والاصرار لديهم علي تلقين الجزائريين درسا لن ينسوه وتم ذلك بالفعل حتي عندما لجأوا إلي استخدام العنف ظل لاعبونا علي تركيزهم حتي نهاية المباراة وكان الفوز التاريخي. قال شحاتة بالنسبة لنا أصبحت مباراة وانتهت ولم أعر تصريحاتهم بعد ذلك أي اهتمام. اضاف في مباراة غانا كانت صعبة لأنها النهائي ولاعبوهم صغار السن في مقابل المجهود الكبير الذي بذله لاعبونا ولكن خبرة لاعبينا حسمت المباراة. قال بين الشوطين لم تكن هناك تعليمات وإنما تذكير اللاعبين انهم الأفضل والأحق باللقب واصبحوا علي مقربة كبيرة منه وبالتالي من الظلم أن يفرطوا فيه وأنا شخصيا لم أقل لهم سوي إن الجماهير المصرية في انتظارهم بمطار القاهرة حاملين الكأس وجاء تغيير جدو ليحسم النتيجة لصالحنا. قال انه سعيد بالمستوي الذي ظهر به جدو وأكد ان البطولة كانت بمثابة مولد لهذا النجم وتأكيد في الوقت نفسه علي أن الجهاز يسير في الطريق السليم في انتقاء اللاعبين وتنفيذ عملية الاحلال والتجديد التي نقوم بها منذ فترة. شدد حسن شحاتة علي استمراره في قيادة المنتخب طبقا لتعاقده مع اتحاد الكرة وقال انه يسعي لتحقيق مزيد من الانجازات للكرة المصرية. مشوار شحاتة التدريبي بدأ في بداية ثمانينات القرن الماضي ولم يحق له الفخر به إلا مؤخرًا فمر علي 15 فريقا تولي تدريبها قبل استلام تدريب المنتخب المصري الأول كان مجالا خصبا اكتسب منه خبرته منحته القوة ليفرد عضلاته علي كل أنحاء القارة التي يقطنها أكثر من مليار عاشق لكرة القدم. قابل المدرب المصري الذي توج اخيرًا بلقب أفضل مدرب عربي في جائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي عام 2009 كل أنواع المدربين وأعتي الاسماء من مختلف المدارس التدريبية إلا انهم يتجهون إليه في كل مرة ليباركوا له بالانتصار فيما يقف صاحب "الشارب الكثيف" بهدوئه المعهود مبتسما ابتسامة التواضع بالنصر. وربما كانت أكثر اللحظات سعادة في تاريخ شحاتة "62 عاما" هي الحصول علي كأس افريقيا الأخيرة في انجولا بعد أن تمكن من الفوز علي غانا في اللقاء النهائي بهدف النجم الصاعد محمد ناجي "جدو" من تمريرة زيدان الذكية إلا أن مسيرته كلها فرح كيف لا وهو الذي تمكن من تحطيم كل الأرقام القياسية السابقة ووضع بدلا عنها أرقاما جديدة صفرها "حسن" وعددها "شحاتة". ويدين الجمهور المصري ل"المعلم" بالفضل الأكبر في أن يتوج باللقب الأخير وهو الذي ذهب إلي أنجولا بخيبة عدم الوصول للمونديال وبأسماء كانت محل انتقادات جماهيرية كبيرة بعد أن اختارها شحاتة مفضلا استبعاد عدد كبير من النجوم اما للاصابة أو لأسباب فنية أو "سلوكية". كرة القدم انصفت هذا المدرب فأعطته الحق في أن يفرح في الحدود الافريقية إلا أن عدم الذهاب إلي المونديال سيبقي الأمر الأصعب الذي لن يفارق مخيل شحاتة قريبا حتي يتمكن من تحقيقه، وهو الحلم الذي يداعب مخيلة حسن شحاتة و80 مليون مصري هو أن يشاهدوا "الفراعنة" في "بلاد السامبا" صيف 2014. واعترف حسن شحاتة الجيل الحالي من اللاعبين من الصعب أن يتكرر في تاريخ الكرة المصرية علي مر العصور خاصة أن هذا الجيل ضرب مثالا في الرجولة والأخلاق لم يكن يتوقعه الجهاز الفني علي الاطلاق في ظل صعوبة المنافسة علي اللقب الافريقي مع المنتخبات الخمسة الكبيرة التي صعدت إلي نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب افريقيا وهي الكاميرون والجزائر ونيجيريا وساحل العاج ومنتخب غانا، وقال مازال يمتلك احلاما وطموحا لم يتحقق بعد".