نظمت "مؤسسة المصريين" في 17/9/2009 دعوة جامعة بين "الإفطار الرمضاني" و" يوم القريب" إحياءً لدعوة السيد المسيح . وقد لبي الدعوة العديد من ناشطي المجتمع المدني والثقافة والصحافة ورجال الدين وأساتذة الجامعات........... وقد القي الأنبا مكسيموس الذي يتفرد بأنه يصدر دائما "خطاب مدني من خلفية دينية " كلمة أراها من أهم الكلمات وأكثرها صراحة ووطنية......تصدر عن رجل دين. أوضح الأنبا مكسيموس أن فكرة " يوم القريب" ليست ابتكاراً من عنده ولكنها التطبيق العملي والمعاصر لتعاليم السيد المسيح ، عندما سأله الرجل اليهودي من هو قريبي، تعقيبا علي الوصية القائلة "تحب قريبك كنفسك"، فأشار اليه علي السامري، ومن هنا جاء مثل "السامري الصالح" _ واساس فكرة السامري الصالح هي أن اليهود والسامريين كلهم يهود ولكن السامريين أقاموا عبادة مستقلة عن اليهود بهيكل آخر وعبادة مختلفة وبهذا صار بينهم عداء مستحكم رغم أنهم يعيشون في وطن واحد. وفي ترجمة معاصرة لمفهوم القريب أوضح الأنبا مكسيموس "ان قريبي الذي ينبغي أن أحبه كنفسي بطريقة عملية ومعاصرة هو جاري المسلم الذي يشاركني واشاركه الوطن واخالفه في العقيدة والعبادة". وجدد الأنبا مكسيموس دعوته بأنه لابد "ان ندير حوار اسلاميا مسيحيا علي المستوي الانساني والثقافي علي ارضية المواطنة المصرية يسهم في ازاحة اللبس والغموض اوالتشويه المتعمد وغير المتعمد للذي استقر في اذهان الكثيرين كل نحوالاخر بفعل وتأثير دعاة ومبشري الكراهية الذين ربحوا علي حساب وباسم الدين بالاذدراء بدين الاخرين. وان نجرم الاذدراء بالاديان في النفوس والعقول قبل القانون كمسلك إنساني متدن لا يتفق مع جلال رسالة الاديان". وأكد علي ضرورة "أن يتخلي الجميع عن الحكم علي إيمان الاخرين من خلال إيمانهم وأن يحترم كل دين كحقيقة وفكر متكامل في حد ذاته وأن يتخلي البشر عن رغبتهم القوية في الحكم علي ضمائر الاخرين ويترك الحكم للديان وحده جل جلاله دون سواه" وأشار إلي "أن الاديان بطبيعتها وبدون نفاق مختلفة عن بعضها في تفاصيل جوهرية حتي وأن اتفقت في غايتها النهائية في الوصول الي الله الواحد. وان السعي في إيجاد اعتراف معتقدي واحد بين اصحاب الاديان المختلفة هوضرب من الخيال والوهم... لأن الاعتراف المعتقدي بين الاديان كما هومفترض يعني ببساطة إلغاء جميع الاديان والإبقاء علي دين واحد والغاء جميع الطوائف والإبقاء علي طائفة واحدة وهذا هو صراع الغابة الذي يعبث بعقول تعيش بيننا ولكن في عصور خارج التاريخ فاذا كنا غير قادرين علي ان نوجد اتفاقا فقهيا متكاملا في كل شئ بين الشيعة والسنة ولا ان نصوغ عقيدة مشتركة تجمع بين الارثوذكس والبروتستانت داخل الديانة الواحدة ، فكيف يتأتي لنا ان نصنع اعترافا معتقديا بين أصحاب الديانات المختلفة ". وفي ختام كلمته أطلق الأنبا مكسيموس مبادرته الجديدة تحت اسم ""تحسين صورة الإسلام في العالم" وتقوم المبادرة علي البنود التالية: أولا: الاعتراف والاحترام المتبادل: 1- بخصوصية إيمان الآخر 2- حق كل طرف في الاختلاف عن إيمان الطرف الآخر 3- أنه ليس من حق أي طرف أن يفحص أويقيم أويحكم علي إيمان الطرف الآخر من منظور إيمانه. 4 - أن هذا الاعتراف يستوجب احترام شهادة الآخر عن إيمانه. فليس من حق غير المسلم أن ينكر علي المسلم أن جبريل أتي رسول الإسلام بوحي القرآن الكريم وليس من حق غير المسيحي أن ينكر علي المسيحي إيمانه بأن الجوهر الإلهي قد حل في المسيح أوإيمانه بوحدانية الله في جوهره مثلث الأقانيم في الذات الإلهية الواحدة. ثانيا: الحوار قائم علي: - الصدق والصراحة، لا مجاملة ولا رياء فيها - أن الحوار معناه فهم الآخر وليس سعي كل طرف لإقناع الآخر بإيمانه - أن من حق الآخر أن يفهم وأن من واجب الطرف الآخر أن اشرح بالمحبة والمودة الحسنة حقيقة إيمانه وأن يزيل كل الالتباس عن إيمانه في ذهن الآخر ثالثا: إعلان الإيمان: - من حق كل شخص أن يقتني في قلبه الإيمان الذي يشاءه وأن يحتفظ لنفسه بخصوصية إيمانه دون أي شكل من أشكال سلب الحرية أواقتحام الخصوصية - إن حق كل مؤمن أن يشهد عن إيمانه بحرية بالوسائل السلمية المحترمة بالحكمة والموعظة الحسنة. - ليس من حق أحد أن يتخذ من الإساءة إلي إيمان الآخر سبيلاً للدعوة إلي إيمانه - نبذ أساليب الضم الطائفي بوسائل الإغراء الدنيوي أوالقهر المعنوي، فهذه الوسائل تحط من مكانة الأديان السامية ولا تضيف إليها ولا حتي مؤمنين حقيقيين برسالة الدين. إن مؤسسة المصريين، انطلاقا من إيمانها بالحوار سبيلا للتعامل مع ما يواجهه المجتمع المصري من مشكلات وتحديات وآلية لإدارة الاختلاف وبناء التوافق العام بين مختلف القوي والأطراف في مصر، تدعو إلي التعامل مع المبادرة بهذه الروح وتتطلع إلي حوار جاد ومثمر حولها أملا في أن يكون ذلك مقدمة لتحرك وطني عام يفعل الحوار بين صور التنوع في مصر ويحد من مظاهر التعصب والتطرف ويضع مصر والمصريين علي طريق الرقي والتقدم والمشاركة في صنع مستقبل الحضارة الإنسانية