فشلت المحاولات لإثناء اصدقائي عن السفر مؤقتا لأداء العمرة خوفا علي صحتهم من الاصابة بفيروس انفلونزا الخنازير المعروف ب H1N1 وعلي صحة جميع المصريين الأبرياء الذين يمكن أن يصابوا بهذا المرض القاتل دون ذنب غير أنهم قد يخالطون العائدين من العمرة بشكل أو بآخر وتساءلت هل هم استشهاديون أم انتحاريون فالنتيجة في كلتا الحالتين واحدة وهي قتل الأرواح البريئة مع سبق الاصرار... هم يعلمون مدي الخطورة ويصرون عليها. سافر الأصدقاء لأداء العمرة وفوجئوا بأنهم أتموا جميع اجراءات الجوازات والدخول الي الأراضي المقدسة دون اي اجراءات للوقاية مطلقا من المرض فليس هناك كشف بأي أجهزة أو ملاحظة للقادمين لأداء العمرة... اندهش الأصدقاء وسألوا المسئولين "أنتم ليه مش بتلاحظوا الناس القادمين لأداء العمرة حتي مش بتقيسوا درجة الحرارة أو أي شئ احترازي.."؟ فكان الرد إنهم في بلد الرسول وبلد الرسول مش ممكن تصاب بأي مرض..؛ أتمني أن يفسر لنا أصحاب هذا القول سبب رجوع كثير من الحجاج والمعتمرين مرضي، وهل فعلا أهل المدينة ومكة معصومون من الأمراض... لا تعليق؛ الاصابات التي اكتشفت وأعلن عنها بالسعودية تخص مدناً سعودية بعيدة تماما عن جدةوالمدينة ومعظمها في العاصمة الرياض، أعلنت مصر وعدة دول اصابة أعداد من المعتمرين بالفيروس، بل وسجلت مصر اول حالة وفاة لمصرية عائدة من العمرة وقد عانت هذه السيدة من المرض أثناء العمرة وبعد أن فشلت في الحصول علي دواء شاف في السعودية اضطرت للعودة الي مصر الوطن في حالة يرثي لها أملا في العلاج ولكن القدر كان اسرع كما اعلنت حالة وفاة في السعودية ايضا. انخفاض أعداد المعتمرين والحجاج سيحقق خسائر مالية فادحة هذا العام خاصة بعد اعلان دول جريئة تخاف علي صحة شعوبها مثل تركيا وتونس بالغاء موسمي الحج والعمرة لهذا العام.. وقد أعلنت السعودية بأن الخسائر المالية قد تصل الي ما يذيد علي المليون ريال سعودي لموسم العمرة الحالي فقط هذا غير خسائر شركات السياحة اللي بتنتظر هذه المواسم من العام للآخر لما يحققونه من أرباح طائلة من ورائها، وتزداد الوطأة مع الأزمة المالية العالمية ولكن أليست الخسارة البشرية أشد وطأة وكلفة مالية من خسائر تأجيل الحج والعمرة المالية. مفتي السعودية أفتي بعدم جواز سفر السعوديين للبلاد المثبت بها الاصابة فلماذا لم يصدروا فتوي بتأجيل الحج والعمرة الي أن تتحسن الأوضاع خاصة لهذا التجمع البشري الهائل من جميع أنحاء العالم ولماذا لا يتبعون سنة الله ورسوله ألم يأمر الرسول المسلمين بعدم الدخول الي بلدة انتشر بها الطاعون وعدم الخروج منها. بالفعل طالبت السعودية عدم سفر أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال وكبار السن والحوامل لأداء العمرة والحج خوفا عليهم سجلت اصابات لشباب من الجنسين لا يعانون من امراض والسؤال هنا ماذا عن الفنادق التي قد كان بها مقيمون مرضي ،وماذا ستفعل هذه الملايين التي لا ذنب لها من المرضي والأطفال والحوامل وكبار السن في جميع أنحاء العالم مع العائدين من الحج والعمرة وأين سيختبئون منهم وماذا عن أولادنا في المدارس والجامعات، طالبت ايضا السعودية شهادة خلو من المرض قبل اسبوعين من طلب الحصول علي الفيزا ولكن ماذا بعد أخذ عينة التحليل خلال الأسبوعين هل سيتحصن المسافرون قبل السفر. قرأنا مرارا وتكرارا تصريحات الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة عن اللي هيسافر الحج والعمرة مش هيرجع بيته ولكن هيرجع علي الحجر الصحي ولكن الناس بيرجعوا بيوتهم، فماذا عن حاملي الفيرس اللي مش بيظهر الا خلال عدة أيام ، وماذا ايضا عن المصريين في الداخل، وهل يعقل ان تكون مستشفي واحدة في القاهرة مستشفي الحميات هي المسئولة عن تحاليل H1N1 ولماذا تمنع أو تمتنع المستشفيات الخاصة عن متابعة المرضي الذين تنتابهم الشكوك.