رغم المسئوليات والاهتمامات الكبيرة التي يعيشها الحكام والملوك وكثرة السفر والاجتماعات والمؤتمرات إلا ان كل حاكم أو مسئول له هواية مفضلة يعتاد علي ممارستها تختلف من شخصية لأخر حسب البيئة التي يعيش فيها. الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين شأنه مثل جميع الناس له هوايته المفضلة التي يمارسها في أوقات فراغه ويشعر فيها بسعادة بالغة وان كانت هوايته غريبة وقديمة لا يعرفها الكثيرون في العالم وهي لعبة "البولز" القديمة والتي لها تاريخ طويل. ففي العام 1588م، وفيما الأوامر تصدر لقائد الاسطول البريطاني السير فرانسيس درايك لمواجهة الاسطول الاسباني قال درايك انه لن يتحرك حتي ينتهي من لعبته التي أوشك علي الفوز بها وكانت "البولز" هي لعبته المفضلة وفاز في لعبته وفي معركة أمته التاريخية وهزم الأسطول الاسباني.. وهنا في الرياض أحيا الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين ذكري هذه اللعبة وهي التي كانت يمارسها الرجال في مكة واليمامة وباقي الجزيرة العربية. ولفت الملك عبدالله أنظار الشعب السعودي لهذه اللعبة بعد ان ظهر في لقطات مصوره إبان زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله، ومن قبله ولي العهد القطري تميم بن حمد لمخيمه في روضة خريم علي أطراف مدينة الرياض وحينها تساءل الكثيرون حول هذه اللعبة التي بدأت بسيطة وغير متكلفة ولا تحتاج لباسا أو ملعبا خاصا. ولعبة "البولز" وهو الاسم الرسمي لها قديمة جدا دلت الكثير من المخطوطات والرسومات الطينية علي وجودها قديما في الكثير من حضارات العالم وبخاصة اليونانية إذ كان يمارسها الجنود خلال أوقات فراغهم ولكن لعبة البولز كما هي الآن بشروطها وقوانينها هي لعبة بريطانية المنشأ وبخاصة في اسكتلندا وفي أدنبره يقع أقدم اتحاد أندية للعبة في العالم وتأسيس في العام 1849 علي يد مجموعة مهتمين وكان سكرتيرهم صاحب كتاب التعريف باللعبة ويليام والاس ميتشل. ولعب الملك عبدالله وهو الفارس والمحب لرياضة سباقات الخيل دورا مهما في التعريف بهذه اللعبة المغمورة في الأوساط العربية والسعودية بالذات ولم يعد من الغريب ان تجد من يمارسها في الرحلات البرية بين الأسر السعودية. وتعتمد لعبة البولز علي خندق ومجموعة كرات لكل لاعب وكرة المركز وهي التي تسمي "جاك" ويتوجب علي كل لاعب ان يبني رأسا من كوره دون سقوط الكرة في الخندق وإلا تم استبعاد الكرة واعتبرت ميتة، ولكن إذا لامست الكرة الجاك ثم سقطت لوحدها في الخندق فإن الكرة في الخندق فانها تعاد للعب دون مميزات وهكذا يتباري اللاعبون حتي يفوز أكثرهم وصولا للنهاية المحددة سلفا.