وإذا غاب الدور الاجتماعي الجدي للرياضة في الوطن العربي، فإنه حاضر وبقوة في أوروبا والغرب، حيث دأب المشاهير من الرياضيين هناك على إقامة مباريات ودية خيرية يذهب ريعها للفقراء والمنكوبين والجمعيات الخيرية. ولعل آخر هذه المباريات كان على ملعب "سان سيرو" بمدينة ميلانو الإيطالية، التي احتضنت مباراة بين نجوم العالم والمنتخب العراقي لكرة القدم، وذهب ريعها لأطفال العراق المصابين بمرض السرطان. ومنذ عام 2003 أطلق نجما كرة القدم الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو "مباراة ضد الفقر" بالتعاون مع برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ، وساهمت مداخيل هذه المباريات في عدة برامج ضد الفقر في بلدان آسيوية وإفريقية. ولم تقتصر هذه المباريات الخيرية على نجوم كرة القدم فحسب، بل ساهم نجوم الألعاب الأخرى وبفاعلية كبيرة بهذه النشاطات الخيرية، إذ أقام لاعب التنس الأول على العالم الإسباني رافائيل نادال مباراة خيرية مع مواطنيه فيرناندو ألونسو سائق الفورمولا 1 وحارس ريال مدريد إيكر كاسياس، مباراة خيرية اشتملت على لعب كرة القدم وكرة المضرب وسباق السيارات بهدف جمع الأموال لمكافحة مرض الملاريا. هذه المبادرات وغيرها الكثير يجب أن تكون قدوة للرياضيين العرب، وبخاصة ذوي الشعبية منهم، لاستغلال شعبيتهم لدعم النشاطات الخيرية، وهذا لا ينفي أن عدداً من النجوم العرب قدموا جهوداً فرديةً كبيرة في هذا المجال، لكن المطلوب أن تتبلور هذه الجهود الفردية بعمل جماعي منظم، يمد من خلاله الرياضيون يد العون إلى المحتاجين في الوطن العربي.