تعيش جامعة المنصورة واحدة من أهم مراحل ازدهارها وانفتاحها علي البيئة والمجتمع وترسيخ رسالتها التنويرية التي تقفز من فوق اسوار الجامعة لتنساب في الشوارع والميادين كشلال المياه الدافق، ولنجدها في سلوكيات أبناء محافظة الدقهلية وباتت المحافظات المتاخمة والقريبة.. وللانصاف يجب ان نذكر ان جامعة المنصورة التي كانت تعرف في البداية باسم جامعة شرق الدلتا حققت جملة من الانجازات التي جعلتها تجد لنفسها مكانا فسيحا في الصفوف الاولي للجامعات المصرية، بل وبين الجامعات العالمية بفضل الشهرة الزائفة التي حققتها مستشفي الكلي والبروفيسور الذي تعتز به مصر والمحافل الطبية العالمية "الدكتور محمد غنيم" والثابت عملا ان عدوي الشهرة والانجاز قد انتقلت من مستشفي الكلي الي باقي الكليات والمراكز العلمية والبحثية والاكاديمية المنتشرة داخل الجامعة فليس مصادفة ان تنافس جامعة المنصورة علي مقعد الجامعة الثانية في مصر بعد جامعة القاهرة وترتعد منها جامعة الاسكندرية وجامعة أسيوط وجامعة عين شمس وهي جميعا اسبق في الوجود، واوفر في الامكانات. والحق ان الفضل في ذلك يرجع الي نفر قليل ممن تولوا مسئولية رئاسة الجامعة وكانت لديهم رؤية ثابتة لرسالة الجامعة بشكل عام ورسالة الاستاذ الجامعي بشكل خاص فضلا عن روح المبادأة التي ملأت عليهم حياتهم العلمية والعملية.. فلا تجد انسانا لا يلهج لسانه بالثناء علي رجلين هما: الدكتور احمد حمزة والدكتور احمد جمال الدين موسي، فلقد توليا مسئولية رئاسة جامعة المنصورة بفارق عدد قليل من السنين، لكن سيرتهما الطيبة، وانجازاتهما الباقية والخالدة في مجال هيكلة الجامعة وتنظيمها ومسيرتها لا تزال تعتبر "النواة" او الموتور الذي يحرك العمل الجامعي حتي الآن. ومثلما يقال في بلاد اليونان ان الثالوث الذي قاد حركة الفكر العالمي يضم سقراط وافلاطون وارسطو، فيقال ايضا ان الضلع الثالث في ثالوث رؤساء جامعة المنصورة الذي اكتملت معه دائرة العمل الجاد والمثمر هو رئيس الجامعة الحالي الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين الذي جمع خصال الضلعين السابقين "د. أحمد حمزة ود. أحمد جمال الدين موسي" وأضاف اليهما رؤيته الخاصة لدور الجامعة "هياكل واساتذة وطلابا".. وأشهد ان الاجماع الذي تحقق حول اختيار الدكتور احمد بيومي شهاب الدين رئيسا للجامعة لم تعرف المنصورة مثيلا له فلقد عادت الطمأنينة الي نفوس الكثيرين ممن كانت تؤرقهم مسيرة الجامعة في السنوات القليلة الماضية خصوصا ان البعض قد شعر وهو علي حق ان جامعة المنصورة قد صودرت لحساب فريق بعينه ناهيك عن تزايد منحني الشكوي بين الاساتذة وداخل الاقسام والتحقيقات ومن مجالس ادارات المراكز البحثية والعلمية والكليات الي حد ان اصبح الجسد الجامعي معلولا تنتشر فيه الاوجاع والاورام من كل لون وجنس. وفي اعتقادي ان جامعة المنصورة كانت محظوظة بأن يكون علي رأسها طبيب فالدكتور احمد بيومي شهاب الدين هو في الاصل طبيب زائع الشهرة في تخصصه وهو سليل اسرة طبية عريقة تحتل موقعا متميزا في تاريخ الطب والنبوغ الطبي في المنصورة. واعني بذلك ان الطبيب اي طبيب تحكم مهنته قاعدة ذهبية تقول: التشخيص الصحيح يساوي نصف العلاج بمعني أنه كلما كان تشخيص المرض دقيقا وصحيحا كلما أصبح الطريق نحو الشفاء مضمونا وسريعا. وفي ظني ان هذه القاعدة لم تغب عن بال الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين الذي لا شك لجأ اليها حتما في ممارسته لوظيفته الجديدة كرئيس للجامعة.. ولأنه كان قبلا يشغل موقع نائب رئيس الجامعة لعدة سنوات فلقد اتجه من فوره ليضع يده علي الأوجاع الموجودة في الجسد الجامعي.. وقام كمال اي طبيب منظم بعمل فحوصات واشعة لكل جزء في الجامعة علي حدة، وخصص له ملفا يضم كل البيانات "ما هو موجود بالفعل وما يتمني ان يكون موجودا". وكان طبيعيا ان تأخذ هذه العملية بعض الوقت لأن التشخيص الخاطئ سيكون وبالا علي الجامعة التي احسب انها عانت طويلا من هذا الامر، بنفس القدر الذي عانت فيه من القرارات المتسرعة التي كلفت الجامعة بضعة ملايين من الجنيهات كانت مشاريع اكاديمية اخري تحتاج اليها اكثر.. "والمثال الصارخ علي ذلك هو قسم الحروق والتجميل الذي ابتلع عشرات الملايين من الجنيهات ولم يكتمل واضر بباقي الاقسام التي كانت في امس الحاجة الي نصف ما تم انفاقه علي هذا القسم الشيطاني! وقديما قالوا ليس مهما كم من الوقت انفقت في دراسة فكرة ما لكن المهم هو التنفيذ الصحيح لها. وفي اعتقادي ان جامعة المنصورة سوف تتوالي فيها الانجازات في شتي المجالات وتكر بسرعة كميات المسبحة لانها اولا اخذت وقتها في الدراسة الشاملة وثانيا لان الجامعة تعتمد علي علمائها وخبرائها في التفنيذ "وهي كما يعلم الجميع ثرية بفريق ضخم من العلماء يندر ان يوجد مثيلا له في الجامعات الأخري" وثالثا لأن رئيس الجامعة قد احسن اختيار نوابه الذين يتولون بتكليف منه امر المتابعة والمراقبة ونزاهة التنفيذ وفعاليته وهم: د. محمد الشابوري ود. محمد سويلم ود. فرحة الشناوي ود. بشري عبدالمؤمن "عن فرع دمياط" وهو فريق عمل متناغم يؤمن برسالة الجامعة بالدرجة الاولي، ويؤمن كذلك برؤية رئيس الجامعة "د. احمد بيومي شهاب الدين" التي تطمح الي ان تجعل جامعة المنصورة بؤرة الحركة في المجتمع الدقهلاوي.. وهذا يعني ان يكون العقل والتفكير العلمي يأخذ مكانة في كابينة القيادة المجتمعية. وليس من شك في ان الأعداد الضخمة للطلاب وما يحتاجونه من رعاية والعدد الكبير من هيئات التدريس وما يفرزه واقعهم من مشكلات تجعل مكتب رئيس الجامعة متخما بالطلبات والملفات والمشكلات العاجلة التي تجعله يقضي معظم الوقت داخل مكتبه عاكفا علي حل "الالغاز" وهي كثيرة التي تصادفه في اداء مهامه، مستعينا بذلك بفريق علي درجة عالية من الكفاءة والنزاهة والموضوعية فريق المستشارين. وفي ظني ان هذا الاسلوب في الادارة هو الضمان الاكيد علي ان الانجاز سوف يكون فاعلا ومحققا الهدف من اجله.. وليس ادل علي ذلك من التظاهرة الشبابية التي تستعد جامعة المنصورة لتنظيمها في منتصف فبراير المقبل وهي الاسبوع التاسع لشباب الجامعات. فلقد حشد رئيس الجامعة كل الطاقات لانجاحها مستعينا بالخبرة التراكمية في الجامعة، فلقد سبق ان نظمت جامعة المنصورة الاسبوع السابع في عام 2005 وحضره رئيس الدولة، وكانت تظاهرة ثقافية واجتماعية وسياسية لافتة للنظر ومثيرة للإعجاب.. كما نظمت الجامعة ايضا اسبوعا لشباب الجامعات العربية واستحقت عملية التقريظ والاشادة من كبار المسئولين في الدولة ووزارة التعليم العالي. ولقد أفسح د. أحمد بيومي شهاب الدين المجال امام كل الافكار ودعا من لديهم الخبرة السابقة، وللمشاركة مقتنعا بأن يدا وحدها لا تصفق وان نجاح هذه التظاهرة سيكون لبنة جديدة في صرح النجاحات المعروفة عن جامعة المنصورة. وجدير بالذكر ان الجامعة تولي اهتماما خاصا بقضايا البيئة والمجتمع وسبق ان نظمت في هذا الاطار اسبوعا للبيئة القت فيه الاضواء كثيفة علي اوجاع المجتمع وعلي رأسها وجع انفلونزا الطيور، والمخدرات وفيروس الكبد الوبائي، التدخين، وغش الألبان.. ومؤخرا اهتم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الذي يديره الدكتور محمد الشابوري بأوجاع الشعب العربي الفلسطيني في غزة الذي يتعرض الي هولوكست وابادة جماعية تمارس اسرائيل ضده..واقام معرضا كبيرا ساهم فيه الكثيرون بتقديم الاعانات المالية والعينية وعلي ان تحملها شاحنات تتجه من فورها الي غزة. والحق ان احد اركان قوة جامعة المنصورة يكمن كما يقول د. سمير ابو الفتوح في فريق النواب الذي يؤمن برسالة الجامعة الحضارية وقنوات الاتصال التي تربط بينهما جميعا في سلاسة ويسر. يبقي اخيرا ان نذكر انه لا خوف علي مجتمع عندما يكون العقل مرشده وقائده.. وهكذا هو حال مجتمع المنصورةوالدقهلية الذي تقود حركته جامعة المنصورة بعلمائها وخبرائها وباحثيها وهي حسنة تضاف الي حسنات رئيسها د. أحمد بيومي شهاب الدين وفريق عمله المتفاني والدءوب.