في هذا الجزء من سلسلة حلقات النجوم الذين يختارون منتخب أساطير كرة القدم علي مر التاريخ وفق رؤيتهم الفنية وتجاربهم الواسعة مع الساحرة المستديرة علي مدار سنوات توهجهم فوق المستطيل الأخضر، وقع اختيار أسطورة الكرة البلغارية والأوروبية "خريستو ستويشكوف" نجم فريق برشلونة في حقبة التسعينيات، علي مجموعة كبيرة من نجوم الجيل الذهبي للمنتخب البلغاري الذي نال احترام واعجاب العالم خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم 1994، ولم تأت اختيارات "ستويشكوف" خالية من النكهة اللاتينية والمتمثلة في المهاجم الكبير "روماريو"، وكان للكرة الاسكندنافية نصيب لا بأس به في قائمة اختيارات النجم البلغاري، من خلال اختياره للنجم الدنماركي مايكل لاودروب، والنجم الهولندي رونالد كومان، وفي اختياره لمدرب الفريق لم يستطع ستويشكوف أن يخفي عشقه ليوهان كرويف الذي كان له فضل كبير علي الكرة الأوروبية وعلي فريق برشلونه كما يؤكد النجم البلغاري حارس المرمي (أندوني زوبيزاريتا) لدي قناعة تامة أن كل فريق عظيم يقف خلفه حارس عظيم، وربما لم يدرك برشلونة سر هذه المعادلة إلا عقب اعتزال هذا الحارس العملاق، وحينما نقول إن هناك لاعباً ما قد شارك في 4 كؤوس عالم فالأمر لا يحتاج لتأكيدات أنه لاعب أسطوري. - مدافع أيمن (أنطونيو بيناريفو) لم أكن أعلم عنه الكثير قبل ذهابي إلي ايطاليا، واكتشفت أنه يجيد اللعب علي الجانبين الأيمن والأيسر دفاعا وهجوما، ورغم أن بارما لم يكن يوما ما من بين الأندية العملاقة في ايطاليا إلا أن هذا الرجل فرض نفسه علي تشكيلة المنتخب الإيطالي، وحينما نقول إن مدافعاً ما قد فرض نفسه علي تشكيلة منتخب ايطاليا فهذا يعني أنه مدافع من طراز فريد، حيث يكفي المنافسة التي يخوضها مع عمالقة المراكز الدفاعية في ايطاليا التي اشتهرت بأنها مدرسة في تقديم المدافعين للعالم. - قلب الدفاع (رونالد كومان) قليلون هم الذين يلعبون في مركزه ويمتلكون مهارة التمرير الدقيق وبناء الهجمات بشكل فعال، وقد كانت تلك السمة في كومان من أهم أسباب تفوق المنتخب الهولندي في عصره الذهبي، كما كانت نقطة تحول في أداء البارشا في كثير من المباريات، ولم يكن في مقدورنا أن نصنع ما صنعناه مع البارشا دون وجود لاعب مثل رونالد كومان. قلب الدفاع (خوزيه رامون الكسانكو) قائد عظيم ويمتلك حاسة هذا المركز الحساس بشكل لافت، وكانت له شعبية طاغية في برشلونة، وكانت لحظة رائعة حينما دفع به يوهان كرويف في نهائي كأس أوروبا خلال مباراة برشلونة وسامبدوريا، فلم يكن هناك من يستحق رفع هذه الكأس أكثر من ألكسانكو. مدافع أيسر (تريفون ايفانوف) كان المنتخب البلغاري يشعر بكثير من الثقة حينما يكون ايفانوف متواجدا في التشكيلة الأساسية، مدافع من طراز فريد، وكان يمتلك تسديد الركلات الحرة بشكل نموذجي. وسط أيمن (تكسكي بيجريستسن) هو إحدي أيقونات كرة القدم، وأحد أكثر اللاعبين المؤثرين في هذا المركز، يتميز بجهد وافر ولا تبدو عليه أي علامات للإرهاق مهما بذل من جهد، وأنا علي ثقة من أن المدافعين كانوا يشعرون بقلق بالغ حينما يكون متواجدا في الملعب لما يمثله من خطوره علي دفاع أي فريق. وسط الملعب (مايكل لاودروب) هو أحد أفضل نجوم كرة القدم في القارة الأوروبية من وجهة نظري، وكان انضمامه لبرشلونه نقلة كبيرة لصالح الفريق، فقد سبق له التواجد مع أندية كبيرة مثل اليوفنتوس وروما ولكن لم يعط كل ما لديه من مواهب ولم تظهر قدراته الحقيقية ولكن مع كرويف ظهر الوجه الحقيقي لهذا اللاعب الموهوب، خاصة أنه حصل علي الحرية في الملعب مما جعله ينضم لنادي العظماء في تاريخ كرة القدم، كلاسيكي في صناع اللعب، أنيق، يفعل ما لا يستطيع سوي قلة قليلة من اللاعبين أن يفعلوه، وكان أمرا محبطا أن يتم السماح له بالرحيل الي الريال في عام 1994. - وسط الملعب (بالاكوف) أحد أهم اللاعبين علي المستوي القاري (أوروبا) في الفترة التي تواجد خلالها في الملاعب، وكان له دور كبير في ظهور المنتخب البلغاري بشكل رائع في نهائيات كأس العالم عام 1994، إنه أحد أهم المبدعين في وسط الميدان علي المستوي الأوروبي بكامله في حقبة التسعينيات. وسط أيسر (يودان ليتشكوف) من الناحية الفنية كان يودان من أمهر اللاعبين الذين شاهدتهم في الملاعب، ولا يستطيع أحد أن ينسي الهدف الحاسم الذي سجله في شباك المنتخب الألماني لصالح المنتخب البلغاري في كأس العالم 1994 في الدور ربع النهائي، والموهبة التي كان يمتلكها كانت تؤهله للانضمام لأكبر الأندية الأوروبية. مهاجم (روماريو) أحد أعظم المهاجمين علي مر عصور كرة القدم، كانت الانتقادات تأتيه من كل صوب وحدب ويقولون إنه لا يفعل الكثير داخل المستطيل الأخضر، ولكن معدلاته التهديفية هي خير رد علي منتقديه، لا يهم أن تضع بصمتك علي كل كرة، ولكن الأهم أن تمتلك حاسة تهديفية كبيرة مثل روماريو، وكان هذا المهاجم الفذ يسجل من لا شيء ومن حيث لا يدري حراس المرمي أو اللاعب الذي يراقبه، امتلك قدرة علي إنهاء الهجمات بشكل فعال تجعلني أؤكد أنه لا مثيل له في عالم المهاجمين في الأجيال الحالية. مهاجم (ايميل كوستادينوف) استمتعت بالتواجد إلي جواره في فريق واحد نهاية الثمانينيات، وكان ذلك مع فريق "سيسكا صوفيا" البلغاري، وقد تمكنا من منح المنتخب البلغاري تواجداً مؤثراً علي ساحة الكرة الأوروبية والعالمية في حقبة التسعينيات، وكان ايميل من نوعية المهاجمين الذين يعتمدون علي السرعة وخطف الأهداف، وظهر تأثيره الكبير علي أداء المنتخب البلغاري وبورتو وبايرن ميونخ، وقد أحببت التواجد إلي جواره في الملعب أكثر من أي لاعب آخر طوال مسيرتي الكروية. المدير الفني (يوهان كرويف) في الفترة التي تولي خلالها تدريب برشلونة كان الفريق هو الأفضل بلا منازع في القارة الأوروبية، وأعتقد أن الكرة الأوروبية ونادي برشلونة لم يعثرا علي مدرب مثل كرويف إلي الآن، أشعر دائمًا أنني مدين له بالكثير من الفضل، كما كان كرويف من أكثر اللاعبين المؤثرين علي الكرة الأوروبية كلاعب قبل أن يترك بصمته في عالم التدريب، هناك أجيال كاملة يجب أن تقول له شكرًا لكل المعطاءات التي قدمتها للكرة الأوروبية كلاعب ومدرب.