في الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن صفقة مثل تلك التي عقدها المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع النيل المتخصصة مع شركة روتانا استوديو، وتم بمقتضاها منع قنوات النيل المتخصصة حق عرض 340 فيلما مصريا علي قنوات القطاع أرضيا كانت أو فضائية ستبث حالة من الفرحة بين أسرة القطاع، خاصة أن الغرض من وراء هذه الصفقة كما يزعم المسئولون عنها هو إثراء الشاشة، إلا أنه فور الإعلان عن هذه الصفقة خيمت حالة شديدة من الإحباط في القطاع واجتمع العاملون فيه علي سؤال واحد هو: كم دفع القطاع مقابل هذه الصفقة؟ وذلك انعكاسا علي أوضاعهم المادية المتعثرة ولسان حالهم يقول: ملايين القطاع ذهبت من أجل حفنة أموال. غير أن هذه الصفقة أحاطتها العديد من الأسئلة منها: لماذا اقتصرت علي قطاع المتخصصة فقط؟ وما بنود هذا العقد؟ وهل هذه الصفقة بداية لدخول اتحاد الإذاعة والتليفزيون لسوق الإعلام الذي يحكمه لغة المال وعليه ستكون هناك مفاوضات لشراء بطولات وتغطية مهرجانات وغيرها من المواد التليفزيونية المحرومة منها قنواتنا؟ توجهنا إلي المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة نسأله عن حقيقة هذا العقد فأجاب: نحن نجري مفاوضات مع شركة روتانا منذ ما يقرب من 3 أشهر، خاصة أنني في حاجة إلي أفلام لإثراء شاشات المتخصصة وشركة روتانا تمتلك الحق الحصري لمجموعة كبيرة من الأفلام المصرية وعليه نجحت المفاوضات وتوصلنا إلي عقد "كويس". وبسؤاله عن القيمة المدفوعة لهذه الأفلام، رفض الإجابة موضحا: لا يعقل أن أعلن عن الرقم هكذا علي الملأ وعلي صفحات الجرائد، وذلك لأنني كما ذكرت الآن أن المفاوضات مع روتانا استمرت 3 أشهر إلي أن توصلنا لمبلغ يناسب قدراتنا ويلاقي قبولا من الطرف الثاني، وللحق فشركة روتانا عاملتنا بشكل مختلف عن الآخرين، فروتانا لا تبيع لنا لوحدنا وإنما تتعامل مع قنوات أخري وعليه لن أرد جميلهم هذا بإيقاعهم في مشكلة مع القنوات الأخري التي تتعامل معهم، ولكن بشكل عام، فلقد وقعنا سعرا أقل بكثير مما يدفعه الآخرون. وعن اقتصار هذا العقد علي المتخصصة وحدها، فسرذلك قائلا: نعم هذا صحيح فالعقد مقتصر فقط علي قطاعنا، لأنه في حالة عرض هذه الأفلام علي قنوات قطاع التليفزيون أو القطاع الفضائي فالمبلغ هنا لن يبقي علي حاله، وستطالبنا شركة روتانا علي الفور بدفع المزيد. وعن مدة العقد وكيفية اختيار الأفلام المشتراة، سألناه فأجاب: مدة العقد سنتين تجدد تلقائيا والسعر في هذه الحالة سينقص ولن يزيد، أما عن كيفية اختيار الأفلام فلقد تعاقدنا علي المتاح لديهم، فالعقد ينص علي استفادتنا للأفلام الموجودة لديهم في المكتبة منها 300 فيلم كلاسيكي و40 من الأفلام الحديثة وتحديدا من أحدث الإنتاج، وأذكر منها علي سبيل المثال أفلام: "كركر اللمبي مطب صناعي يا أنا يا خالتي الباشا تلميذ".. وكل ما هو جاهز للعرض مباشرة. ولمعرفة ما إذا كانت هذه الأفلام تجد أي صدي لدي الرقابة داخل مبني التليفزيون، قال: لدينا رقابة خاصة بالقطاع ولدي وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع، فأنا أري أن الفيلم الذي أجازه علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، وعليه تم عرضه في دور العرض السينمائي طوال 5 أو 6 أسابيع وشاهده كل الناس، فيجوز عرضه مباشرة علي التليفزيون المصري. وعما إذا كانت هذه الخطوة قاصرة علي شركة روتانا، فنفي مؤكدا: لا أبدا فهذا العقد يأتي في إطار سياسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإثراء الشاشات المصرية، وفي إطار تفعيل سياسة وزارة الإعلام في إقامة تحالفات استراتيجية مع الكيانات الإعلامية الكبيرة، ولذا فنحن بصدد عقد اتفاقيات مع ال a.r.t والجزيرة وال m.b.c وغيرهم، وكله في النهاية سيصب لصالح المشاهد.