اسامة بن لادن لا يشغل اهتمام السياسيين والعسكريين فقط.. ولكن أهل السينما أيضا وقبل أيام اتيحت الفرصة للمتفرجين الأمريكيين لرؤية نسخة ساخرة لابن لادن اذ يظهر كاحدي شخصيات الرسوم المتحركة يرقص علي موسيقي الراب ويمارس ألعاب الفيديو. هكذا يصور مورجان سبارلوك مخرج الفيلم الوثائقي "الحجم الكبير مني" عام 2004 شخصية بن لادن قبل انطلاقه في مهمة للعثور علي عدو الولاياتالمتحدة رقم واحد في فيلمه "أين اسامة بن لادن؟" الذي أزيح عنه الستار الأسبوع الماضي في مهرجان صندانس السينمائي. وينجح بن لادن في الفرار من سبارلوك كما نجح في الفرار من الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلا ان سبارلوك يتوصل لنتيجة مهمة من خلال جولته في الشرق الأوسط وهي ان "الفقر والقمع" وراء ما أسماه ب "التشدد الإسلامي". ويعرض فيلم "أين اسامة بن لادن؟" في دور السينما بالولاياتالمتحدة في أبريل وتنتجه شركة وينشتين للإنتاج السينمائي التي دفع رئيسها هارفي وينشتين نحو مليوني دولار للفوز بحق توزيع الفيلم بعد ان شاهد ربع ساعة منه فقط. واشتهر سبارلوك في مهرجان صندانس بفيلمه الوثائقي "الحجم الكبير مني" الذي نال عنه جائزة في الإخراج بعد انتقاده لسلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة اذ تناول وجبات المطعم لمدة 30 يوما علي التوالي وسجل زيادة وزنه وتدهور صحته. ويذهب سبارلوك إلي مصر والمغرب والأراضي الفلسطينية وإسرائيل (حيث يتعرض لهجوم من مجموعة من اليهود المتطرفين) ويزور منزل بن لادن في السعودية ويسأل المتسوقين في مركز تجارة فخم ما إذا كانوا يعرفون مكانه؟! ويرافق سبارلوك القوات الأمريكية التي تقاتل حركة طالبان في افغانستان ويتحدث مع السكان المحليين الذين يقولون انهم يريدون نهاية للحرب. وفي النهاية يذهب إلي باكستان حيث يوقف مسيرته من جراء تزايد العنف في المناطق القبلية. ويعود سبارلوك لأمريكا في الوقت المناسب ليحضر ميلاد طفله ومعه ألف ساعة من التغطية. وقال سبارلوك انه يأمل ان يعرف مشاهدو الفيلم ان الناس في الشرق الأوسط والمسلمين يشاركون الغربيين الكثير من افكارهم مثل الرغبة في ارساء الديمقراطية وتوفير حياة أفضل لابنائهم، واضاف انه لا يريد ان يعتقد احد أنه يسخر من قضية خطيرة باستخدامه ألعاب الفيديو وشخصية كارتونية راقصة تجسد بن لادن.