جاء قرار مد خدمة إبراهيم العقباوي كرئيس لمجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات لعام جديد يبدأ في 12 مايو القادم، ليبعث الأمل والتفاؤل لدي أكثر من قيادة إعلامية قاربت علي بلوغ سن التقاعد أو تنتظر قرارا مماثلا بالتجديد أو التمديد لها في موقعها، بعد تجاوزها السن القانونية بأكثر من عام (!) بينما أثار قرار التمديد للعقباوي في نفوس الكثيرين من الكوادر الشابة التي تنتظر الفرصة لاحتلال المواقع القيادية، شعورا بالإحباط والتشاؤم وغياب الأمل في غد قريب يعترف فيه المجتمع بوجود كوادر شابة قادرة علي ضخ دماء جديدة في شرايين وأوصال هذا الجسد المتهالك لفرط ما عاني من البيروقراطية والأفكار القديمة التي عفي عليها الزمان وأيضا القيادات التي شاخت في مواقعها علي مر الشهور والأعوام. يحدث هذا في الوقت الذي نبه فيه وزير الدولة للتنمية الإدارية أحمد درويش إلي خطورة ظاهرة التجديد لقيادات ما فوق الستين، وبشر في تصريحاته بأن 75% من الكوادر الشابة ستتولي المناصب القيادية، في غضون الخمسة أعوام القادمة؛ فكيف يتسق هذا والإصرار علي التجديد للقيادات الحالية في وزارة الإعلام، والتي بدأت بإبراهيم العقباوي، ومن قبله اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس الأمناء، وينتظر أن يصيب الدور إيناس جوهر ودرية شرف الدين ونادية صبحي وحمدي عمارة وأمين بسيوني وغيرهم من القيادات التي تنتظر قرارا قريبا بالتجديد والتمديد. الخطورة في الأمر أن أحدا في "ماسبيرو" لم يرحب بالخوض في هذه القضية "التمديد والتجديد"، علي الرغم من إجماعهم بأنه يقتل طموحاتهم، وتأكيدهم أن تجديد الشرايين كان واضحا بقوة في اختيار أنس الفقي نفسه ليتولي وزارة الإعلام، وهو الذي لم يبلغ الخمسين من عمره، علي حد تأكيد بعض المصادر المقربة منه؛ فإنه الوضع يبدو قاتما بل شديد السواد بالنسبة للقيادات الأخري التي ينتظر التجديد لها أو التمديد؛ مثل رئيس قطاع الهندسة الإذاعية (63 عاما) ورئيس جهاز السينما (71 عاما) ورئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي (65 عاما) ورئيس قطاع الإذاعة (62 عاما) ورئيس شركة "النايل سات" (75 عاما) ورئيس القطاع الفضائي (60 عاما). وتبدو حالة الإعلامي الكبير أمين بسيوني مثالا صارخا لتغييب رؤية التجديد، وغياب الثقة في قدرة القيادات الشابة علي ملء الفراغ، ومن ثم كان اللجوء إلي التجديد له لمدة 15 عاما علي التوالي (!) وهو ما عقب عليه بقوله: ليس من حق أحد أن يصادر علي حق الأجيال الجديدة في تبوؤ المناصب القيادية، ولابد أن يأخذ أبناؤنا الفرصة، التي حصلنا عليها من قبلهم، وعلي القيادات الحالية، أن تبحث عن الكوادر الجديدة، وهو ما فعلته أثناء تولي منصب رئيس الإذاعة وواصلت القيام به وأنا رئيس مجلس الأمناء في القنوات المتخصصة، ونحن في أمس الحاجة لعقول تناسب زماننا انطلاقا من مقولة سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: "أولادكم خلقوا لزمان غير زمانكم".. لكن صاحب القرار هو الوحيد الذي يملك اختيار القيادات التي يري أنها قادرة علي تسيير العمل بنجاح!! أما نجوي أبو النجا الرئيس القديم لقطاع القنوات المتخصصة فتفاجئنا بقولها: أنا مع التجديد إذا لم يجد صاحب القرار الشخصية البديلة التي تطاول قامة القيادة التي تشغل المنصب، وتقييم التجربة الطويلة للقيادة التي أوشكت علي بلوغ السن القانونية، والاستفادة من خبراتها وعطائها؛ خصوصا أننا نعاني عدم وجود الصف الثاني للقيادات الحالية، وهو خطأ فادح توارثناه وعلينا تداركه، ومن ناحيتي فعلت هذا عندما راهنت علي العناصر الشابة في قطاع القنوات المتخصصة ووثقت في إمكاناتهم وكانوا عند حسن الظن بهم. لهذا لا ألوم صاحب القرار إذا اضطر للتجديد أو التمديد، مثلما لا أمانع في الاستعانة بعناصر من الخارج إذا اقتضي الأمر، علي الرغم من قناعتي التامة بأن ماسبيرو يذخر بالكفاءات والعناصر المتميزة، لكن العدد الكبير للعاملين في المبني يجهض فرصتهم في بلوغ المناصب التي يستحقونها.