أغلب الظن أن أحدا حتي خالد صالح نفسه يظن أنه بعد كل هذه الأعوام، سيصبح الورقة الرابحة والحصان الأسود الذي يراهن عليه المخرجون والمنتجون في الفترة الأخيرة؛ ففي أعقاب النجاحات المتتالية كان طبيعيا ألا تقتصر بطولاته علي السينما وحدها، بعدما حقق نجاحا لافتا في فيلم "هي فوضي" بل تتخاطفه أيدي المؤلفين والمخرجين وعقود المنتجين، وهو ما حدث عندما تم التعاقد معه علي بطولة مسلسل "بعد الفراق"؛ خصوصا أن تجربته في "سلطان الغرام" لم تكن بالسوء الذي يجعله متهما بأنه نجم سينمائي فقط! كان من الجائز أن يرفض غيرك العمل في التليفزيون بعد نجاحه المذهل في "هي فوضي".. فلماذا اخترت "بعد الفراق"؟ أنا أسعي وراء الدور، ولا أنظر لأي أشياء أخري، والدور هنا جديد علي؛ حيث أجسد شخصية الصحفي "يوسف" خريج كلية الإعلام الذي يجافيه الواقع، ويقصيه بعض الشيء عن تحقيق أحلامه. وهناك أكثر من عنصر مهم جذبني للتجربة، أولها وجود هند صبري الممثلة القوية التي لا يشق لها غبار، والتي تعد مكسبا للدراما المصرية والعربية، ويسعي أي ممثل للتعاون معها، والثنائي المبدع محمد أشرف كاتبا وشيرين عادل مخرجة، اللذين عملت معهما من قبل في مسلسل "سلطان الغرام" وارتحت للتعامل معهما والعنصر الثالث يتمثل في وجود شركتي إنتاج ضخمتين هما "الباتروس" و"بركة"، مما يؤكد أن أحدا لن يبخل علي العمل. ألا تضع في اعتبارك أن يحمل العمل رسالة؟ أنا مابحبش أحط شعارات لأعمالي، ولا أريد تحميلها أكثر مما تحتمل من رسائل، لكنني أؤمن أن الفن متعة وتسلية ثم تأتي بعدهما الرسالة، التي يمكن أن نستخلصها من كل عمل أو دور. لكنك مثلا لم تفضل تكرار تجربة "السيت كوم" التي قدمتها في "شباب أون لاين"؟ كانت تجربة وانتهت.. وشعرت بعدها أنني لم أرتح لصيغة مسلسلات "السيت كوم". لكن هذه التجربة هي التي قدمتك كممثل كوميدي؟ وبناء عليه فأنا أستطيع تقديم الكوميديا في أي دراما عادية، وليس شرطا أن تنتمي للسيت كوم، وفي كل الأحوال الكوميديا صعبة ولا يمكن تصنيفي بأنني ممثل كوميدي. هل هناك تصنيف للفنان بين كوميديان وتراجيديان؟ بالطبع لا.. لكنني أعني أنني لا أجيد تقديم هذه النوعية من الأدوار الكوميدية، وحتي في "شباب أون لاين" قدمت كوميديا الموقف للإنسان البسيط الذي يعاني ويفرح وكأي إنسان عادي يضحك! هل تخشي عرض "بعد الفراق" في رمضان القادم أم تتمني عرضه علي الرغم مما يقال عن إنه "شهر الزحمة" الذي يظلم بعض الأعمال؟ المهم هنا هو الاختلاف من عمل إلي آخر؛ فأنا أتمني عرض العمل في رمضان القادم، لأن مهم الناس يزداد للمشاهدة في هذا الشهر مما يخدم الكثير من الأعمال، لكنني أري أن هذا محكوم بأذواق الناس وحبهم لفنان دون آخر، وسعيهم وراء قضايا معينة تطرحها الأعمال الدرامية. أما إذا لم يعرض "بعد الفراق" في رمضان لظروف ما فلن أنزعج أو أحزن. هل توافق علي تسويق الأعمال الدرامية بأسماء نجومها كما يحدث في السينما؟ العمل وحده هو المقياس لكن إذا اتسم أداء النجم البطل بمصداقية فهذا يمثل إضافة لها اعتبارها في تسويق العمل؛ خصوصا أن لدينا من النجوم والنجمات من لديهم إصرار علي تقديم أعمال رائعة تحفظ لهم مكانتهم وقيمتهم وتضيف لرصيدهم.. وتاريخهم. هل أصبح خالد صالح جديرا بتحمل بطولة عمل درامي تليفزيوني أو سينمائي بحيث يتم تسويق العمل باسمه؟ لست مخولا بالحديث في هذا الأمر.. والجمهور وحده هو الذي يحكم فيه ثم المنتجون والموزعون. هل صحيح أن أدوار المرأة مهمشة في أعمالكم، لأننا نعيش في ظل مجتمع ذكوري؟ من قال هذا؟ أنتم كصحافة الذين افتعلتم مثل هذه الصراعات؛ فهل منة شلبي في "هي فوضي" كانت هامشية أو "سنيدة"؟ وهل هند صبري ستكون هامشية أو سنيدة في "بعد الفراق"؟ لقد تسببت إثارة هذا الموضوع في إحساسنا جميعا أننا في سباق للخيل، بينما المرأة ليس في الفن فقط بل في جميع المجالات، "واخدة حقها بالكامل" وأنا بدوري ضد تهميش المرأة. وماذا يمثل لك "هي فوضي"؟ فيلم مهم جدا في حياتي. وهل هو كذلك في تاريخ السينما المصرية والعربية؟ هو مهم في مسيرة خالد صالح وهذا ما يهمني. ما رأيك في قرارات نقيب الممثلين؟ لقد انطبق علي قرار كهذا في يوم من الأيام؛ حيث عملت لفترة طويلة، بتصاريح مؤقتة لكوني غير نقابي، لكنني ضد التفريق بين ممثل وآخر حسب جنسيته.