هل صحيح ان السينما والفنون بوجه عام، تأكل الفنان لحما وترميه عظما؟ ام انها، كما يتهمها البعض، مثل "القطط تأكل أولادها"؟ اتهامات كثيرة تصل الي حد القول ان الجحود ونكران الجميل سمة للوسط الفني، وهو ما تؤكده تصريحات النجوم عقب اول ازمة صحية تعصف بهم.. فهل بالغ احد في هذه الاتهامات ام انها الحقيقة كما يؤكدها فنان قدير وكبير اسمه محمد الدفراوي، التقيناه قبل وعكته الصحية الأخيرة التي سقط فيها فكسرت ساقه وافضي الينا بهمومه. طمئنا عن اخبارك الصحية والنفسية والعملية؟ - لا جديد، فانا اعاني ازمة صحية، منذ فترة ليست قصيرة، وبمجرد ان علموا بهذا لم يعرضوا علي اي اعمال! في رأيك من يقف وراء هذا؟ - غياب العدالة في التوزيع، والنظر الي جيل الكبار بوصفه خيل الحكومة الذي لم يعد له فائدة ووجب اطلاق النار عليه للتخلص منه لكن هناك في كل الاحوال "سكك" يمكن ان يسلكها من يريد ان يعمل لكنني لا افضلها، وان كنت مندهشا للغاية لانني ألازم بيتي لاكثر من سنتين من دون عمل بينما هناك من يشارك في 13 مسلسلا تليفزيونيا غير السينما والمسرح. احساس شخصي بالظلم والاضطهاد ام شعور عام لدي ابناء جيلك؟ - شعور عام بالطبع، فانا لست حالة استثنائية بل هناك العديد من الفنانين المتميزين الذين عانوا قبلي مثل: محمود عزمي واحمد خميس ونظيم شعراوي ومحمد السبع وفؤاد المهندس نفسه كان يشكو مرارة الوحدة في الشهور الاخيرة قبل رحيله. في اعتقادك ما الجهة التي تقف وراء تجاهل الفنانين الكبار، الانتاج ام المؤلف ام المخرج؟ - المؤلف طبعا، فالكتاب مسئولون عن عدم الاهتمام بالكبار لانشغالهم بالكتابة للشباب فقط بعكس ما يحدث في العالم كله، خصوصا ان الشباب يحتاج لمن يصقل موهبته، ويقدم له خبراته وهو ما لن يجده سوي من جيل الكبار. وبعد الكتاب يأتي دور المخرجين الذين ينبغي عليهم اختيار الممثل المناسب في الدور المناسب وتوظيف طاقات الكبار في اعمالهم لانها تضيف عمقا وثقلا كبيرين وعليهم الا يتجاهلونا او يرفضون تواجدنا لاننا جزء اصيل من المجتمع. وما تقويمك لسينما اليوم؟ - سينما عيال، سواء ممثلين او مؤلفين او مخرجين، وقد راهنت علي ان موجة الكوميديا لن تستمر وصدقت نبوءتي. هل تري ان حظ هذا الجيل افضل من حظ جيلكم؟ - من ناحية الفلوس فقط، والتي تقدر بالملايين، بعكس جيلنا الذي كان يحصل علي الملاليم لكننا بشهادة الجميع قدمنا الفن الافضل. وهل تتابع ما يقدم علي الساحة المسرحية مثلا؟ - علي قدر الامكان لكنني غير راض عما يقدم في بعض العروض لان التركيز فيها علي "الفلوس" اكثر من القيمة والرسالة. ودراما التليفزيون؟ - "ما بتعجبنيش" اذا كانت في ثلاثين حلقة، واشياء من هذا القبيل، لانني اشعر وقتها بالمط والتطويل وعلي الفور احس بالملل فما بالك بالجمهور الذي عليه ان يتابعها؟ اكبر دليل علي ان "الدهن في العتاقي" ان اداءك في فيلم "عمارة يعقوبيان" كان اشبه بالزلزال او العاصفة، فهل تعمدت هذا؟ - لقد اثبت بهذا الدور ان الكوميديا ليست وحدها المطلوبة الان، بل التراجيديا ايضا، ما دامت تقترب من هموم ومشاكل الناس، وهذا ما تأكد عقب عرض الفيلم. وهل تتفق مع من يقولون ان الكتاب الجدد هم الذين افسدوا السينما عندما استجابوا لشروط "المضحكين الجدد"؟ - بالفعل كتاب الكوميديا هم الذين يقفون وراء افساد الفن والافلام بسبب غياب السيناريو المحكم، والجري وراء "الافيهات" والحوار الهابط وانتهي الامر الي ان تحولت بعض الافلام الي "ميكروب" ينقل العدوي. هل قدمت النقابة يد العون لك في محنتك؟ - النقابة في واد وانا وغيري من الفنانين الذين يمرون بازمات صحية في واد ثان، وفي ظل هذه الاحوال لن يهتم احد بتشغيل فنان. ولكنك كنت عضوا فاعلا لفترة طويلة في مجلس النقابة؟ فهل ارتكبتم الخطأ نفسه؟ - علي الاطلاق، ويشهد علي هذا كل الزملاء، لكن النقابة لها عذرها احيانا، لانها قليلة الحيلة، والميزانية، مقارنة بالدعم الهزيل الذي تقدمه الحكومة للحالات المرضية والذي لا يكفي اطلاقا لحالات المرض المتزايد بشكل واضح في الفترة الاخيرة.