الحكومة المصرية لم يعد يفلح معها أي حاجة.. الحكومة لا تستجيب لأي شيء، سواء كانت مطالبات، أو نداءات، أو رجاءات، أو مناشدات ، أو حتي توسلات. الحكومة لا تسمع الا ما تريده، ولا تري الا ما تسعي اليه، ولكنها للأسف تتكلم كثيرا، واغلب كلام وزرائها بلا مناسبة ، وبلا فائدة.. عندما يريد احد ان يسمع منهم كلاما محددا حول أي قضية، لا يسمع ما يرضيه. الحكومة تعرف كل مشاكل المواطنين من أول أزمة رغيف الخبز وثورة العطشي، وارتفاع اسعار جميع السلع الاساسية وغير الاساسية، لكن الحكومة لا تسعي لحل أي ازمة، الحكومة مشغولة باهتماماتها الخاصة بالسيطرة علي كل مناحي وقف الحياة في مصر، وأهم ما يشغل الحكومة الآن هي انتخابات المحليات التي تسعي الحكومة عبر مجموعة المهندس احمد عز لاحتكارها علي غرار سياسة احتكار الحديد. الحكومة تقدم اسوأ صور الاداء في كل شئ، فهي لا تعي الرسائل المباشرة أو غير المباشرة الحكومة لا تفهم سياسة الاضرابات والاعتصامات التي بدأت تستشري في مصر كالنار في الهشيم بالطبع فإن سياسة الاضرابات والاعتصامات هي محاولة من جانب اصحابها للضغط علي الحكومة من اجل تنفيذ مطالبها، لكن الغريب في الامر ان الحكومة لا تفهم ذلك ولا تستجيب له كنوع من التكبر، وبحجة انها لا تخضع للابتزاز وأن سياساتها واحدة ولن تتغير. اضرابات واعتصامات العمال في المحلة وكفر الشيخ، وموظفي الضرائب العقارية، والصيادين والفلاحين، والاساتذة والاطباء والسائقين، وعمال النظافة لم تحرك ساكنا عند الحكومة، وكل ما فعلته حلولا مؤقتة أو مسكنة لم تسمن ولم تغن من جوع. ويبدو ان الحكومة لا تفهم ولا تدرك خطورة ان اجتمعت هذه الاضرابات والاعتصامات مرة واحدة في صورة ثورة شعبية.. وقتها وان حدث لا قدر الله فإن الحكومة لم ولن تستطع فعل أي شيء. كل هذه الاضرابات شيء وتهديدات الاطباء واساتذة الجامعات شئ آخر، فإن تخيلنا ان الاطباء نفذوا اضرابهم وتوقفوا عن العمل ماذا سيكون حال المرضي هل ستكون الحكومة سعيدة بوفاة المرضي، وماذا ان اغلق الصيادلة صيدلياتهم وتم منع الدواء، وماذا ان اضرب الاساتذة ماذا يفعل الطلاب، هل سيتحولون الي عصابات تجوب الشوارع، ويقوم هؤلاء الطلبة بإفراغ طاقاتهم في الاتيان علي الاخضر واليابس. استجابة الحكومة لمطالب تصحيح الاوضاع بالنسبة لاصحاب المهن الاستراتيجية ليست استجابة للابتزاز ولكنها تصحيح وضع بعد ان اصبحت رواتبهم لا تكفي سوي لشراء زجاجة زيت، وارغفة خبز من علي الارصفة وسد احتياجات غاية في الضرورة لاسرهم. المواطن المصري اصبح يواجه الغلاء والمصاعب والازمات في الشارع والعمل والبيت وكل مكان تطأه قدماه، فلديه رحلة معاناة منذ ان يخرج من بيته باكرا أو متأخرا سواء كانت لديه سيارة او استخدم المواصلات العامة والخاصة ومنذ ان يدخل عمله ويعيش يوما من الصراع، وحتي يبدأ رحلة العودة الي منزله التي لم يعد لها موعد محدد، وعندما يعود الي منزله لا يعرف إذا كان سيضع همومه ويستطيع الراحة ام انه داخل منزله سيواجه صعابا اخري ومطالب باحتياجات كثيرة اكبر من طاقاته. المواطنون لم تعد امامهم حلول ولا آمال في حل مشكلاتهم اصبح اليأس والاحباط أهم سماتهم، اصبحت وجوههم عابثة شاحبة، واهنة، وتكاد تكون يائسة الا من رحمة الله. وبعد كل هذه المشاهد اقترح علي المواطنين والقوي السياسية والاحزاب والحركات المعارضة ان تكف عن المطالبات وان تترك الساحة للحزب الحاكم وحكومته، وان تستخدم وسيلة جديدة للمواجهة وذلك بالدعاء علي الحزب الوطني وحكومته في كل مكان في المساجد، والكنائس، والشوارع لعل الله يستجيب لدعاء ملايين المصريين أو من الصالحين منهم، كما استجاب لهم حين فاز المنتخب المصري ببطولة كأس الامم الافريقية الأخيرة وان يصب لعناته علي الحكومة ومسئوليها حتي يريح هذا الشعب الكادح منها خاصة وانه لم يعد في مصر أي حاجة تفرح الا النادي الاهلي بالطبع وجماهيره اما الزملكاوية ولست منهم فعليهم ان يضمنوا دعاءهم علي الحكومة بدعاء آخر علي فريق الزمالك عله يريحهم من صدماتهم التي باتت لا تنقطع.