وعرضت في المؤتمر الذي ضم وفق المنظمين نحو 2500 شخص تقدمهم قادتها وثيقة سياسية بعنوان "معا من اجل خلاص لبنان" وضعت لها الية تنفيذية تستمر اسابيع تتضمن ورش عمل ومؤتمرات ثانوية يتم الاعلان عن نتائجها مطلع الصيف المقبل. اقيم المؤتمر في قاعة احتفالات ضخمة في بيروت رفعت علي جرانها لوحات ضخمة عن حشود 14 اذار عام 2005 الكبيرة ويافطاتها وشعاراتها مثل "ثورة الارز" و"انتفاضة الاستقلال". واكدت الوثيقة التي قرأها النائب السابق فارس سعيد "ان لبنان امام لحظة مصيرية ليكون اما ساحة عنف مجاني للقوي الاقليمية واما دولة قادرة علي النهوض بمسؤولياتها". وشددت علي ان الخلاف الحاد الحالي "لا يقوم علي حقيقة طائفية ولا انقسام سياسي بل يقوم علي بعد ثقافي عميق وجذري تتواجه فيه نظرتان مختلفتان واحدة تقوم علي ثقافة السلام والعيش معا والاخري تقوم علي ثقافة العنف والفصل". ولفتت الي ان مستقبل لبنان "مرتبط بالقدرة علي ارساء ثقافة السلام والوصل في الحياة الوطنية عبر مقررات جذرية اهمها: تثبيت الاستقلال من خلال تأمين الوحدة الوطنية التي هي شرط للاستقلال عن الخارج". ومن المقررات الجذرية "صون السيادة من خلال الاسراع باعادة انتظام المؤسسات وتوكيل الدولة مهمة توفير الامن للجميع اي دولة لها الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة وان لا يكون في لبنان جيشان يخضعان لسلطتين مختلفتين". يذكر أن حزب الله، أبرز اطراف المعارضة وتدعمه دمشق وطهران، يمتلك سلاحا هاما خارج اطار الدولة يحتفظ به بذريعة مقاومة اسرائيل. ولفتت الوثيقة الي ان "حماية الاستقلال تكون من خلال اعادة الاعتبار لفكرة المقاومة كرافد لتعزيز قوة الدولة". كما اشارت الي ضرورة "طي صفحة الماضي وتطبيع العلاقات مع" مع سوريا التي تتهمها بالتورط في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وما تلاه من اغتيال لعدد من شخصياتها المناهضة لدمشق. وتنفي سوريا هذه الاتهامات. ودعت كل اللبنانيين "الي تخطي الخلافات والمشاركة في تحديد المصير المشترك لان خلاص لبنان يكون لكل لبنان او لا يكون". واضافت "الاساس هو في المشاركة في الثوابت الوطنية التي اجمع عليها اللبنانيون والتي حددها اتفاق الطائف (1989) ومقررات الحوار الوطني (2006) والشرعية الدولية (قرارات مجلس الامن الدولي) كي لا يعود احد في الخارج شريكاً في قرارات الداخل". ويعاني لبنان منذ نحو عام ونصف من ازمة سياسية بين الاكثرية والمعارضة فشلت عدة مبادرات في حلها واخرها مبادرة عربية لم تفلح حتي الان في تأمين انتخاب رئيس للجمهورية رغم مضي اكثر من ثلاثة اشهر علي الفراغ في سدة الرئاسة الاولي. وتتهم الاكثرية التي يساندها الغرب وغالبية الدول العربية دمشق بدعم المعارضة لتستمر في مسيرة تعطيل انتخاب الرئيس وحل الازمة فيما تحمل المعارضة الولاياتالمتحدة مسؤولية افشال الحلول. ولم تتضح حتي الان مشاركة لبنان في القمة العربية المقررة في دمشق اواخر الشهر الحالي بانتظار ان تتم دراستها علي طاولة مجلس الوزراء بعد ان وصلت الدعوة. وتسعي دول عربية في مقدمها السعودية ومصر والاردن الي اقناع سوريا بتسهيل انتخاب رئيس للبنان كشرط اساسي من شروط نجاح هذه القمة خصوصا بالنسبة لمستوي تمثيل الدول فيها. وللمناسبة جددت قوي 14 اذار التزامها بالمبادرة العربية. وقال النائب سمير الجسر في كلمة الافتتاح ان هذه المبادرة "رسمت خارطة طريق للخروج من الازمة" مضيفا "نحن نتمسك بالمبادرة" ومتهما الداعين الي مبادرات اخري في اشارة ضمنية الي المعارضة "بالتسويف للانقضاض علي الوطن". وقال "جري التوافق علي (قائد الجيش ميشال) سليمان كرئيس ولم يعد من مبرر لعدم انتخابه الا الانقضاض علي الدولة". واكد الجسر ان "الديمقراطية التوافقية" التي تطالب المعارضة علي اساسها بحصولها علي الثلث المعطل في الحكومة المقبلة "هي مرحلة انتقالية".