عرفت الأوساط السينمائية والتليفزيونية ظاهرة السطو والنقل والاقتباس، الذي يطلق عليه أحياناً "توارد خواطر"، لكنها المرة الأولي فيما نظن تلك التي تتهم فيها مخرجة مسرحية بالاستيلاء علي نص كان قد تقدم به مخرج آخر وأدرج بالفعل في خريطة عروض أحد البيوت الفنية المسرحية لولا أن تأجل في اللحظة الأخيرة! لغز حسبما يراه البعض لكن الأزمة تبدأ عندما تقدمت المخرجة الشابة بتول عرفة لمدير مسرح الغد ناصر عبدالمنعم بنص مسرحية بعنوان "آخر المطاف" من تأليف مؤمن عبده ليدرجها ضمن خطة مسرح الغد، الذي يتولي إدارته حالياً، ووافق "ناصر" علي النص هذه المرة، بعدما كان قد رفض للمخرجة نفسها مشروعين من قبل، لكن حدثت مفاجأة لم تكن في حسبان "ناصر" ولا "بتول" عندما أكد زميلها المخرج عادل حسان أنه تقدم بالنص نفسه من قبل إلي خالد جلال وقت أن كان مديراً لمسرح الشباب، قبل أن يتولي رئاسة قطاع الفنون الشعبية والاستعراض وأنه أدرجه بالفعل في خطة العروض التي سيتم انتاجها بالمسرح عام 2007، لكن حركة التنقلات التي قادت "جلال" إلي الفنون الشعبية حالت دون ظهور العرض المسرحي للنور حتي جاءت الفرصة مع تولي المخرج المسرحي هشام عطوة إدارة مسرح الشباب فما كان من "حسان" سوي أن طالبه بإعادة النظر في أمر عرض "آخر المطاف" لكن مدير مسرح الشباب كانت له وجهة نظر أخري يعبر عنها بقوله: - لقد رأيت أن هذا العرض سيظلم كثيراً لو أنه قدم في قاعة يوسف إدريس فهو يحتاج إلي مواصفات خاصة، وتحديداً ما نطلق عليه كمسرحيين "مسرح العلبة" الإيطالي فما كان مني سوي أن نصحت عادل حسان بتقديمه علي مسرح آخر غير الشباب. وفور أن علم "عطوة" بأمر انتقال النص إلي مسرح آخر باسم مخرجة أخري قال: - العرف السائد أن النص الذي يقدم باسم المخرج يظل قريناً به إلا إذا اعتذر شخصياً عنه، وإذا لم يحدث هذا فلا يحق لأحد أن يعتدي عليه أو علي حقه في إخراجه. ولابد من التدقيق والبحث في مثل هذه الأحوال عما إذا كان النص قد تقدم به مخرج آخر لجهة أخري أم لا. ولابد أن يسود علاقتنا كمسرحيين الاحترام. وليس من باب الترضية أو أي شيء آخر فقد رشحت عادل حسان لإخراج عرض "موت فوضوي" ليقدمه علي مسرح الشباب مع مطلع الشهر القادم. والصدفة وحدها لعبت دوراً في هذا. عادل حسان صاحب القضية والطرف الأصيل في الأزمة علق بقوله: - لقد فوجئت بهذا التصرف من بتول عرفه، فهي تعلم يقيناً أنني صاحب هذا المشروع، وأنا الذي قدمته للبيت الفني للمسرح لإنتاجه، ومن باب الذوق والإنسانية كان ينبغي عليها الرجوع إلي واستئذاني إذا أرادت إخراج هذا النص بالتحديد، وكأن الدنيا ضاقت بها ولم تجد نصاً لتقدمه سواه! المخرج ناصر عبدالمنعم مدير مسرح الغد وجد نفسه طرفاً في أزمة لا يسئل عنها، مطلقاً، إذ لم يكن يدري أن النص الذي تقدمت به بتول عرفه وأدرجه في خطة مسرحه سوف يكون سبباً في إثارة مثل هذه المشاكل.. لذا كان طبيعياً أن يبادرنا بقوله: - لم أعرف، أبداً، أن المخرج عادل حسان تقدم بهذا النص نفسه للمخرج ياسر جلال، وقت أن كان مديراً لمسرح الغد، وأنه أدرج في خطة المسرح بالفعل، فالخطة عرضت علي بالفعل ولم يكن هذا النص بين المشاريع المقترحة للإنتاج، وجاء تفكيري في إنتاجه وتنفيذه كمحاولة من جانبي لتأبين كاتبه مؤمن عبده، الذي راح ضحية محرقة بني سويف، وحتي لا يضر مادياً جراء عدم ظهور العرض للنور، وسأحاول عقد جلسات لإنهاء هذا الخلاف، وإجراء مصالحة بين أطراف الأزمة، لأن للمسرح تقاليد معروفة لا ينبغي الخروج عنها أو تجاوزها. ونص "آخر المطاف" ليس النص الأخير بين ما كتب المبدعون، ومن المؤكد أن لدي بتول عرفة وعادل حسان من النصوص الأخري ما يستحق تقديمه والتحمس له. وعندما أقول هذا فلا يظن أحد أن في رأيي شبهة تحامل علي أي طرف لحساب الآخر. من ناحيتها أكدت المخرجة بتول عرفة عدم علمها بأن أزمة تفجرت بهذا الشكل وقالت: - ليس لدي علم بأن المخرج عادل حسان سبق وأن تقدم بنص "آخر المطاف" لأي مدير مسرح لإنتاجه، وليس لي ذنب في هذا الموضوع لأنني تقدمت للمخرج ناصر عبدالمنعم مدير مسرح الغد بثلاثة نصوص لإنتاجها وهو الذي اختار بنفسه نص "آخر المطاف"!