حينما كنت مأمورا لقسم الوايلي كان احد المقاولين الاغنياء يتردد علي القسم وكان له اتصالات بالكثير من المسئولين في الدولة في فترة الثمانينيات وكان يركب ثلاث سيارات مرسيدس احدث موديل لكل سيارة لون معين وكان يتصل بمصنع السيارات المرسيدس في المانيا لكي يستورد سيارة بمواصفات خاصة من حيث الكماليات حتي يجلس في السيارة خلف السائق وهو مرتاح وكان سائق سيارته يرتدي زيا خاصا ازرق بالكاب الازرق وكان يعيش في رفاهية لا حدود لها فله شقة كمصيف في ماريلا جنوباسبانيا علي شاطيء البحر الابيض المتوسط وشقة في لندن في منطقة الماربل ارش بجوار شارع اكسفورد ولكنه اثناء مسيرة حياته الناجحة ابتلي بمجموعة من الاصدقاء وهم اصدقاء السوء علموه تعاطي الحشيش ثم بعد ذلك شم الهيروين ومنذ ان انضم الي شلة اصدقاء الشم اصبحت حالته المالية في النازل وبدأ في بيع كل شيء يملكه وطلق زوجته وتركه اولاده ومنذ عدة شهور اثناء جلوسي في احد المقاهي بالحسين مع بعض الاصدقاء شاهدت ذلك المقاول الذي كان كبيرا يتسول ليجد قوت يومه ويشحذ من المارة والبعض منهم يعطيه ما فيه القسمة والبعض الآخر يقرف من منظره ولم اصدق نظري ان اري المقاول الذي كان ملء السمع والبصر واعلانات شركته في الجرائد اليومية وحكيت حكاية ذلك المقاول للاصدقاء فسردوا لي حكايات اكثر من مأساوية تصلح لفيلم هندي ترجيدي وتساءلنا جميعا هل يمكن ان يصل الانسان الي هذه الحالة بسبب الشم والحشيش وبسبب نزوة حقيرة يصاب بها الانسان كما يصاب بالايدز أو الزهري فلا فرق بين هذه الامراض والشم والحشيش كل هذه الامراض تؤدي الي الموت البطيء أو الذبح "بسكينة تلمة" وانا اعتقد ان امثال هذه الحالات هم مجرمون ومجني عليهم في الوقت نفسه لانهم ضحية ظروف حياتية جعلتهم يسلكون طريق الشم والحشيش والبانجو لضعف في ارادتهم وضعف قوة تماسكهم وقدرتهم علي مواجهة المشاكل التي تقابلهم ولكن المجرم الحقيقي الذي لا يجب السكوت عنه ولا يجب تركه يخرب في المواطنين المصريين امام اعيننا هؤلاء المجرمون وهم من يجلبون المخدرات ويهربونها الي مصر بالاشتراك مع تجار المخدرات والهيروين والبانجو داخل مصر الذين لا يهمهم خراب البيوت أو ضياع الشباب أو ارتكابه الجرائم في سبيل الحصول علي قرش حشيش أو شمة هيروين فكل هم هؤلاء المجرمين هو الكسب الحرام وزيادة ارصدتهم في البنوك حيث انهم يكسبون مكاسب فلكية منذ اوصلوا سعر القرش من الحشيش المغربي الي ستين جنيها واصبح قرش الحشيش اللبناني بمائة وخمسين جنيها بعد ان كان في فترة الثمانينيات بعشرين جنيها وكذلك رفعوا سعر الكوكايين الي اسعار لا تطاق فأصبح سعر الجرام بمائة جنيه واصبحت اقراص الاكستازي يباع القرص الواحد بخمسة عشر جنيها ومن يصاب بمرض الشم والحشيش حتي يستمر في تعاطيه أو شمه ليس امامه الا السرقة أو الرشوة أو الاختلاس حتي يستطيع ان يأخذ الجرعات التي يحتاجها جسمه لانه اذا لم يأخذ هذه الجرعات فإنه يتحول الي مجنون أو شبه مجنون يكسر كل شيء تمتد اليه يده وتتحول جمجمته الي وابور طحين من شدة الدق علي دماغه لذلك حتي نحمي المواطن المصري من امراض الشم وتعاطي الحشيش والبانجو لابد ان نخلص الشعب المصري ونخلص مصر كلها من مهربي المخدرات والهيروين ومن تجار الصنف سواء تجار الجملة أو التجزئة لابد من تحويل المهربين والتجار في الصنف الي القضاء العسكري بحيث يصدر قانون بتحويل قضايا المخدرات الي القضاء العسكري لانه قضاء يصدر الاحكام بسرعة ولا تنفع معه ألاعيب المحامين في ايجاد ثغرات اجرائية للحصول علي حكم بالبراءة للمهربين وتجار المخدرات ولا يجوز القول بأن الدستور المصري ينص بتحول المتهمين الي القاضي الطبيعي لان هؤلاء التجار والمهربين للمخدرات صحيح انهم متهمون ولكنهم في الوقت نفسه اكبر اعداء الوطن وهم سرطان اصاب جسم الوطن يجب تخليص الوطن منهم بعملية لبترهم من جسم الوطن.