هل يري المخرج أن مجرد الحديث عن سيناريو مكتوب علي الورق، أو ربما مازال فكرة مطروحة، يعطيه الحق في إخراجه؟ وهل تعني جلسة ما بينه وبين كاتب العمل وربما المنتج المتحمس للمشروع أنها بمثابة عقد غير مكتوب بأنه صاحب العمل لحظة أن تأتي لحظة تصويره؟ وهل يتصور المخرج محمد فاضل أن إخراجه لفيلم "ناصر 56" يعطيه الحق في احتكار كل ما يقدم عن سيرة "الزعيم"؟ قضية مثيرة فجرها المخرج محمد فاضل، بحواره للزميلة "المصري اليوم"، الذي ألقي فيه باللائمة علي الكاتب الكبير يسري الجندي لأنه خذله وتراجع عن اتفاقه معه ليكون مخرج مسلسل "ناصر" المزمع تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما أعلن عن اختيار المخرج السوري باسل الخطيب، مخرج "نزار قباني" و"رسائل الحب والحرب"، لإخراج العمل الجديد، وطالب "فاضل" بإنشاء محكمة فنية للبحث في مثل هذه النزاعات، لكونه يري أن النقابة لا تمارس دورها في هذا الصدد والسبب الذي لم يقله، أنها لم تنصفه في قضية استيلائه علي مسلسل "السائرون نياما" من مخرجه هاني لاشين، بل أدانته ووجهت إليه "لفت نظر" (!)، وبلغ الأمر أن أكد "فاضل" أن بينه وبين الكاتب الكبير يسري الجندي خصومة، وتجاوز بعض الشيء عندما سخر منه لأنه يسكن في شارع اسمه بكل أسف "ناصر الثورة"، وهو ما أعطي إيحاء بأن "فاضل" يري أن "الجندي" لا يستحق أن يسكن في شارع يحمل هذا الاسم، وهو تجاوز يصل إلي حد التطاول الذي نأباه علي مخرج كبير وعُرف بأنه دمث الخلق مثل محمد فاضل، الذي لم يتحرج من القول إن "الجندي" طالبه بأن يذهب لتوقيع العقد مع الشركة المنتجة وقتها ولكنه لم يذهب لانشغاله بتصوير "ليل الثعالب"، ومن عادته كما قال إنه لا يوقع عقد عملين في وقت واحد (!) فما ذنب "الجندي" في حالة كهذه؟ وما الذي يمنعه في حال ذهاب المشروع إلي شركة إنتاجية أخري من عدم التحمس لترشيح "فاضل"؟! الكاتب يسري الجندي تحدث ل "نهضة مصر"، بلهجة عجز خلالها أن يخفي حزنه ومرارته لما أثاره المخرج محمد فاضل، وقال: قرأت ما كتب، وحزين للغاية لأن مخرجا كبيرا مثل محمد فاضل يشغل نفسه إلي هذه الدرجة، فالموضوع لا يحتمل كل هذه "الهيصة"، وموضوع كهذا يحدث كل يوم في حياتنا الفنية ودون أن يثير ضجة كالتي فجرها "فاضل"؛ فهناك أعمال كثيرة تنتقل بين شركات الإنتاج، ومن مخرج إلي مخرج، والغريب أن "فاضل" نفسه كان بطلا لقضية كهذه حين ذهب إليه العمل بعد الاتفاق مع مخرج آخر. فأين المشكلة؟ لقد أدهشني قوله إن فكرة العمل لديه قبل حوالي 13 عاما، وأن كاتبه هو الزميل أسامة أنور عكاشة، فما دخلي أنا؟ ولماذا لا يعمل علي أن يخرج مشروعه للنور.. وربنا يوفقه؟ فمثل هذه الشخصية، والحقبة التاريخية التي عاشت فيها، تحتمل أكثر من عمل ووجهة نظر، وهي محطة مهمة لفهم ما يجري اليوم علي أرض الواقع، وما حفلت به من دروس ومواقف. فكيف لا يظهر عنها أكثر من مشروع؟ أنا كمواطن، ولست كاتبا فحسب، أري أن من الصالح العام أن يكون هناك أكثر من مشروع يتبني وجهة نظر مختلفة تجاه تلك المرحلة، سواء معها أو ضدها، ومادام "فاضل" لديه مشروعه فكان عليه أن ينسي هذا العمل، الذي نحن بصدد تصويره، لأنه من الأساس ليس مخرجه بل كان مخرجه الأصلي هو إسماعيل عبدالحافظ، وأتمني له من قلبي النجاح في مشروعه. الكاتب الكبير يسري الجندي نفي أيضا ما قاله المخرج محمد فاضل عن كونه السبب في إقصائه عن المشروع.. وقال: لست المسئول الوحيد في هذا المشروع لأكون السبب في إقصائه أو الاستعانة به؛ فاختيار المخرج مسئولية أكثر من طرف، وكل ما في الأمر أن المسلسل تم الاتفاق علي تسويقه عبر أكثر من محطة فضائية لعرضه في رمضان القادم، وبناء عليه ينبغي علينا اختيار مخرج متفرغ لينتهي من تصويره قبل الموعد المحدد، وهنا يظهر موقف باسل الخطيب؛ الذي بادر بإلغاء كل ارتباطاته، وأكد أنه متفرغ تماما لإخراج هذا المسلسل، وهو ما لاقي ترحيبا كبيرا من الجهة المنتجة ومني فاخترناه حتي لو كان اختيارنا كما قال "فاضل" خاطئا، وعلينا في كل الأحوال أن نتحمل تبعات قراراتنا واختياراتنا. من ناحيته فجر المنتج محمد فوزي صاحب الجهة الإنتاجية التي استقر عندها المشروع أخيرا مفاجأة بقوله: ليس لدي أو لدي أية جهة إنتاجية أو شخص له علاقة بهذا المسلسل ورقة واحدة أو وثيقة تشير إلي أن هذا المشروع يخص محمد فاضل، واستغرب قوله إنني كنت حاضرا جلسة تم الاتفاق فيها علي ذلك مع المنتج الفني محمد زعزع، فلم أكن هناك ولا أعرف شيئا عن هذه الجلسة!