تحولت مناقشات الدورة التدريبية الإعلامية حول المسئولية الاجتماعية للإعلام إلي هجوم حاد علي سياسات الحكومة، وقال سياسيون ومفكرون شاركوا في الندوة إن المجتمع المصري أصبح منقسما إلي قلة اقطاعية أثرت ثراء فاحشا وأغلبية معدمة تعيش في العشوائيات، وشدد المشاركون في الندوة التي حضرها أيضا الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن علي ضرورة وجود ضمانات لتححقيق العدالة الاجتماعية. فيما طالب علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي الإعلام بتحمل المسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيرا في الجماهير معتبرا أنه لا يمكن حدوث تحول ديمقراطي واقتصادي وتنمية بدون رسم ثقافة عامة وتصوير حقيقي للواقع وزرع الأمل في نفوس الناس. وشدد علي أنه وسط الحراك السياسي الواقع في مصر لم يرافقه حراك إعلامي إيجابي لحث المواطنين علي أهمية العمل والإنتاج خاصة أن الجميع مقتنع بأن هناك مرحلة تحول لابد أن يرافقها نقل الحقائق والمعلومات الكاملة والبعد عن النظر بالنظارات السوداء وإهدار الجهد في محاور لا تفيد المجتمع ولا التنمية. فيما شن الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية هجوما علي النخبة والحكومة واتهمها بالانفصال عن الواقع وإدارة مؤتمرات وندوات وصفها ب "مكلمة النخبة" واصفا المجتمع بأنه قلة تعيش في القمة في رفاهية لا حدود لها وأغلبية معدمة مقهورة تعيش في العشوائيات قائلا: "عار علينا في بلد الحضارة أن تصل الأمية 40%". واعتبر حجازي أن العدل الاجتماعي والكفالة أساس المسئولية الاجتماعية وعليه فالجمعيات الأهلية مازالت مقصرة، ولم تصل بعد إلي القاع والقري، متهما الحكومة بعدم استغلال الإمكانيات والقدرات الفنية والمالية لكن المشكلة في الإدارة التي لم تستغل هذه الطاقات ولم تحركها مطالبا بحراك تنموي. بينما اعتبر السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن جزءا من مشكلة مصر هو عدم وجود معلومات صادقة وتدهور الخطاب الإعلامي رغم الحرية وهو ما يهدد بالتحول إلي غوغائية في حالة عدم الالتزام بآداب الحوار وفي عدم وجود العقل النقدي في ظل سيطرة الفكر الخرافي والحاجة إلي بناء عقل عصري لإعلاء الدور التنموي.