يعتمد باراك اوباما وهيلاري كلينتون في منافستها للفوز بالترشيح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية اسلوبا مختلفا تماما في قيادة الحملة الانتخابية ما بين عقد مهرجانات ضخمة اشبه بحفلات موسقي الروك او اجراء لقاءات ودودة في مقاه. ويري بعض الخبراء ان اوباما خسر في نيوهامبشير لقصور في الاتصالات الشخصية مع الناخبين بعدما عقد علي مدي خمسة ايام سلسلة مرهقة من المهرجانات الكبري متغاضيا عن اللقاءات المحدودة التي تفضلها شريحة من الناخبين اعتادت الجلوس مع المرشحين ومناقشتهم حول طاولة مقهي. وفي احد هذه اللقاءات الودية شوهدت هيلاري كلينتون متأثرة ودامعة العينين في صورة تناقلتها وسائل الاعلام عشية فوزها في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر (شمال شرق) خلافا لاستطلاعات الرأي التي توقعت لها هزيمة مدوية. ووصلت كلينتون فجر يوم الاقتراع الي ابواب مكتب تصويت فقدمت القهوة لناشطيها بحسب سيناريو رددته ثلاث مرات قبل ان تنفذه سابقا خلال لقاء مع ناخبين في مقهي. وهي تردد منذ فوزها في نيوهامبشير "لقد استمعت اليكم وهكذا وجدت طريقي". باراك اوباما من جهته لم يكن لديه سوي لقاء واحد علي جدول اعماله ليوم الاقتراع وهو تجمع خاص بالطلاب. وقال خبير استراتيجي ديمقراطي غير مشارك حاليا في الحملة الانتخابية لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "لا شيء يأتي بنتيجة مثل قبضة يد ولقاء شخصي". وتابع "ان هيلاري كلينتون لا تكن بالضرورة للناس الحب الذي كان يكنه لهم (زوجها الرئيس السابق) بيل كلينتون لكنها تجهد من اجل ذلك" مشيرا الي ان المرشح الثالث في السباق الديموقراطي جون ادواردز يعتمد ايضا اسلوبا يقوم علي الاتصالات الشخصية. وقال "ان باراك اوباما يملك مهارة حقيقية وله قدرة اكثر من اي شخص اخر علي اجتذاب الحشود لكن عليه ايضا ان يخرج" ويلتقي الناخبين. ويبقي السؤال مطروحا عما اذا كان من المجدي اكثر مقابلة مئات الاشخاص في لقاءات ودية محدودة في يوم او بضعة الاف في خمس او ست مهرجانات. واوضح ديفيد اكسيلرود احد الخبراء الاستراتيجيين العاملين مع اوباما ان فريقه يعتزم السماح لاكبر عدد ممكن من الناخبين بلقائه شخصيا وقال "اذا امكن جمع الناس وان كانوا مترددين، فمن الممكن اقناعهم". ووفق ارقام فريق حملة اوباما، فان مجموع 21 الف شخص قدموا خلال خمسة ايام وحتي عشية الانتخابات التمهيدية للاستماع الي خطابات اوباما. ولم ترشح اي ارقام من قيادة حملة كلينتون التي لم تعقد اي تجمعات توازي ضخامة وحماسة مهرجانات السيناتور الشاب عن ايلينوي الذي يطمح في السادسة والاربعين من العمر ليكون اول اسود في سدة الرئاسة الأمريكية. ويفتتح اوباما كل مهرجاناته الانتخابية عابرا الحشد فيتباطأ ويتوقف ليصافح العديدين قبل الوصول الي المنصة، لكنه في نيوهامشر لم يترك دوما وقتا كافيا للحاضرين من اجل ان يطرحوا عليه اسئلتهم وحين كانوا يفعلون كانت اجوبته اشبه بخطاب جديد منها برد حقيقي علي السؤال. ويوجه اريك ديفيس الاستاذ في كلية ميدلبوري بولاية فرمونت (شمال شرق) ثلاث نصائح الي فريق اوباما وهي "الدعوة الي توجيه اسئلة في التجمعات والتكلم بشكل مفصل عن مواضيع الحملة مثل العراق والاقتصاد والضمان الصحي والتحقق من اقدام الشبان علي الادلاء باصواتهم"، وهو ما حصل في ايوا حيث فاز اوباما اكثر منه في نيوهامبشير. وفي ما يتعلق بمسألة الاتصالات المباشرة والشخصية مع الناخبين، قال ديفيس انها ستفقد اهميتها قريبا اذ ستتخذ الحملة الانتخابية بعد المحطات المقبلة في نيفادا (غرب) ثم كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق) ابعادا وطنية مع اقتراب موعد الخامس من فبراير حيث ستنظم انتخابات في عشرين ولاية معا.