حذر المركز المصري للحق في التعليم من تدني أحوال المؤسسات التعليمية في مصر وتدهور المستوي التعليمي بشكل عام في ظل خطط حكومية شكلية تهدف لتعميق البيئة التعليمية الاستبدادية ووزارة تضع خططها واستراتيجياتها بمعزل عن المجتمع. وقال المركز إن تصريحات وزير التربية والتعليم الخاصة بالاستراتيجية الجديدة لتطوير التعليم تتنافي تماماً مع الاوضاع الراهنة للمدارس وللتعليم بشكل عام في ظل كثافات في الفصول تصل إلي 60 تلميذاً في الفصل تتعامل معهم الادارات المدرسية بعنف ينافي كل المتعارف عليه من حقوق الطفل بل ويخالف القرارات الوزارية ذات الصلة. وكشف عبدالحفيظ طايل مدير المركز المصري للحق في التعليم عن عدد من المظاهر التي يعاني منها الأطفال في عدد من المناطق الفقيرة والتي لا تؤدي فقط إلي انتتهاك حقهم في التعليم فضلاً عن التعليم الجيد ولكنها تؤدي عملياً إلي التمييز ضد الفقراء ومنها ارتفاع المصروفات بما يفوق قدرة الأسرة الفقيرة فيما سمي بالمدارس التجريبية المتميزة أو مدارس المستقبل والاهمال الشديد الذي تتعرض له المدارس الحكومية في بعض المناطق مثل منطقة الخصوص ومنطقة السوق في المطرية والتي تحاط مدارسها بأكوام القمامة ومياه المجاري وكل مصادر التلوث التي تعرض صحة التلاميذ للخطر ومنها أمراض الكبد والكلي وغيرها. وأضاف إلي جانب ذلك تزايدت معدلات العنف ضد التلاميذ نتيجة لعجز أسرهم عن تحمل تكاليف الدروس الخصوصية أو المجموعات المدرسية الرسمية أو عن سداد أقساط المصروفات في المدارس الخاصة أو التجريبية، خاصة في ظل الارتفاعات المتتالية في أسعار السلع الضرورية للحياة والغياب شبه التام للأنشطة وعدم وجود مدرسين لها. والعجز في عمال المدارس وترك مسئولية نظافة المدرسة ملقاة علي عاتق الطلاب. والشكلية في الاختبارات الشهرية وفي ملفات الإنجاز والتي تفرغ نمط التعلم النشط من محتواه وتحول المعلمين إلي كتبة مشغولين طوال الوقت بملء السجلات الخاصة بالطلاب. ومن المظاهر أيضاً ارتفاع نسبة الطلاب الذين يفتقدون المهارات الأساسية للتعلم (القراء والكتابة والحساب) ليس فقط في التعليم المهني ولكن في التعليم الحكومي العام. وحرمان الأطفال الذين يعاني أولياء أمورهم من الأمية أو من ضعف المستوي التعليمي من حقهم في الالتحاق بالمدارس التجريبية. والتكدس وزيادة الكثافة في المدارس الحكومية أو الخاصة علي السواء. وقال طايل إن هذه المظاهر وغيرها تؤكد أن الحديث عن حق جميع الأطفال في الحصول علي تعليم جيد هو مجرد حديث إنشائي ربما يكون الغرض منه تسكين المجتمع .