حينما يتأمل الانسان اليوم في أحوال نفسه وأحوال من حوله في الجملة، سيعرف كم أشغلته نفسه التي بين جوانحه عن الغاية التي خلقه الله من أجلها ، تلك الغاية التي أصبح قليل منا من يسأل نفسه بين الحين والآخر عنها ، هل سلك طريقها ، وهل توخي وسائلها ، وطمع في جوائزها ، إنها غاية ليست كالغايات التي تفني ثمارها ، وتنسي نتائجها ، نعم : ربما تفكر طويلاً يا من رعاك الله في الغاية من عملك ، والغاية من تجارتك ، والغاية من دراستك ، ولا أشك أنك ستبحث عما يوصلك إلي تلك الغايات الشريفة ، ولكن كم مرة سألنا أنفسنا : لماذا خلقنا ؟ لماذا خلقنا الله علي هذه الأرض ؟ هل خلقنا لنتمتع بالشهوات ، غرائزها .. طعامها .. شرابها .. وزينتها وزخرفها .. هل خلقنا لنقضيها كما يقضيها أي مخلوق جماد أو غيره .. ؟ هل خلقنا لنقضي أيامها بأي شيء منتظرين الموت والتراب ثم ينتهي كل شيء .. لماذا خلقنا .. ؟ إنه سؤال ربما نعيد في التأمل فيه كثيرًا من حساباتنا .. كل حساباتنا الدنيوية منها .. والأخروية تري هل لك هدف في الحياة ؟؟؟ هل لديك رد سريع ؟ ام ستنظر الي الأرض وتحك رأسك باحثا عن إجابة ؟ ما الهدف من حياتك ؟ لو لك هدف ستصبح جادا ! لان الميوعة والاستهتار لن يقوداك الي هدفك .... ستصبح متقنا لكل ما تؤدي ..لإن عدم اتقانك سيضيع هدفك ستكون عاملا منتجا !!! لن تضيع وقتك لأنه ليس لديك وقت لتضيعه. وستلزم الدعاء والتضرع الي ربك ليساعدك علي تحقيق هدفك ..انه يجمع كل الصفات الطيبة هل يعقل ان يحيا ألاف البشر ويموتوا وليس لهم في الحياة أي هدف ؟ هذه قصة بسيطة فلنسمعها معا : طفل صغير ادخله ابواه حضانة فظل يبكي ، عادي مثل كل الأطفال .. ولما كبر أدخلاه المدرسة . لم يكن يحبها ولا يحب المواد ولكنه أكمل دراسته وحصل علي مجموع أهله لدراسة جامعية في كلية الطب.... لم يحبها ولم يفهمها و لكنه درسها و انتهي منها بتقدير رشحه للعمل في إحدي المؤسسات الطبية الكبري ولما تسلم العمل و الراتب قيل له يجب ان تتزوج فالكل يفعل ذلك . فتزوج فتاة جميلة وانجبا ابناء فظل يعمل لينفق عليهم ...... ثم مات !!!! ما فعله ليس سيئا .... ليس قبيحا ولكنه بلا معني بلا هدف .... لم يحقق منه شيئا