نجح عالم مصري ضمن برنامج علمي تابع لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في استنباط نباتات مهندسة وراثياً، قادرة علي اكتشاف الألغام عبر جينات قادرة علي الإحساس بمادة (TNT) المستخدمة في الألغام ،وهو ما يعد فتحاً لإنهاء مشكلة طالما عانت منها مناطق جمة من العالم، وخاصة في البلدان العربية التي شهدت العديد من الحروب الإقليمية والعالمية في العصر الحديث. العالم هو الدكتور طارق عبد الرؤوف، أستاذ الكيمياء الحيوية في معهد الهندسة الوراثية في جامعة المنوفية، وعضو الفريق البحثي التابع لجامعة فلوريدا. وأوضح الباحث أن فريقه نجح في اكتشاف نوع من البكتيريا النباتية، متواجدة بوفرة في التربة الزراعية، ولديها القدرة علي الإحساس بهرمون نباتي يطلق عليه "الإسيتوسرنجوم"، وهذا الهرمون النباتي له خاصية متميزة إذ لا تفرزه سوي النباتات المصابة، وعند تساقطه علي التربة تشعر به هذه البكتيريا مما يحفزها لمهاجمة النبات، وكانت هذه هي الفكرة الرئيسية للبحث. وقال إن فريقه توصل إلي معلومة في غاية الأهمية مفادها تشابه التركيب الكيمائي لهذا الهرمون، مع التركيب الكيمائي لمادة ال(TNT) "وهو ما دفعنا إلي التفكير في أن هناك جينات يمكن من خلالها الإحساس بهذا الهرمون، ومن هذا المنطلق اتجه تفكيرنا إلي فصل وتعديل الجينات البكتيرية ونقلها إلي الخلية للتعرف علي مادة ال (TNT) قريبة الشبه بالهرمون النباتي الذي تم اكتشافه. ونجحنا بالفعل في نقل الجينات البكتيرية بعد تعديلها إلي الخلية النباتية، وعند القيام بزراعة تلك الخلايا في وسائط تحتوي علي مادة ال( TNT) أعطت تلك الخلية إشارة جينية تعبر عن إحساسها بوجود تلك المادة شديدة الانفجار". وعن مشاركته في هذا المشروع الضخم، قال "بعد حصولي علي درجة الدكتوراه في الولاياتالمتحدة وعودتي لجامعة المنوفية، تلقيت في عام 2002 دعوة من البروفيسور الأمريكي وليام جيرلي المشرف علي رسالتي للدكتوراه يعرض علي الاشتراك في مشروع بحثي عملاق يجري في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتشارك فيه جامعة فلوريدا ضمن فريق بحثي كبير، يضم فرقا ًبحثية من خمس جامعات أمريكية، مؤكداً علي أن ذلك المشروع يحظي باهتمام كبير من المؤسسات العسكرية الأمريكية، وعلي رأسها وزارة الدفاع ووكالة الفضاء وأنه قد تم رصد ثلاثة مليارات دولار سنوياً للإنفاق علي هذا المشروع البحثي ولم أتردد في قبول هذا العرض"