مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع مع تباشير كل صباح تؤكد الصحافة المصرية حريتها.. فقد اخترقت كل الحدود وصار سقفها بلا نهاية. وما أكثر قضايا الفساد التي تتفجر في كل مناحي الحياة المجتمعية وبالتالي فمواجهتها أمر طبيعي. وعلي من يشعر بأي ضرر اللجوء إلي القضاء. ومن ناحية أخري تنتقد الصحافة الجميع بداية من رمز الدولة وحتي أصغر مسئول.. كلهم يتم انتقادهم وتبصيرهم بالأخطاء وما إذا كانت هناك تجاوزات من جانب الحكومة. ولكن من غير المقبول ان يتحول الخطاب الاعلامي إلي اتهامات وشتائم بلا سند أو دليل مما يعد خروجاً عن ميثاق الشرف الصحفي.. وقتها يتم تجاوز الخط الأحمر. وهذا لا يمنع استخدام اسلوب قوي وحاد في انتقاد الممارسات السياسية ولكن مع مراعاة عدم الخوض في الاعراض والأمور الشخصية بحيث لايتم خلط ماهو عام بالحياة الخاصة. فأنا واحد من الصحفيين والكتاب الذين لا يقدمون بأي حال من الأحوال علي التدخل في المسائل الشخصية أو كل ما يمس ثوابت الوطن وهذا يجب ان يكون نهج كل صاحب قلم حر وصادق. كما انني من الحريصين والغيورين جداً علي ثوابت الدين ومسألة التعدي عليها أمر غير محمود. وكذلك الشأن بالنسبة للمسائل الجنسية فيمكن تناولها في اطار يضمن عدم خدش حياء المجتمع. وفي الشأن السياسي في تقديري هناك خط لايجب تجاوزه وهو ألا يتحول النقد إلي سباب وشتائم. وهذا يمثل أسوأ استغلال لتلك المرحلة التي تعدينا فيها كل الخطوط الحمراء وفي ظل هذه الحرية المزدهرة كتبت 10 رسائل موجهة للرئيس مبارك من مشاكل وهموم وأوجاع وعقب عليها الدكتور محمد حسن الحفناوي في الأهرام متسائلاً بكل استغراب كيف نجا مصطفي بكري من النظام بعد أن الصق به التهم والفساد إذن نحن نعيش بلا سقف أو حدود أو عوائق تحول دون ترجمة ما يتبناه أي كاتب أو مبدع.