وائل الأبراشي: رئيس تحرير صوت الأمة اذا كانت القضية هي تجاوز للحرية المتاحة فلماذا فقط الصحف المشاغبة التي تنتقد النظام هي التي يتم محاكمتها مع ان التجاوز يحدث ايضا من الصحف القومية التي تهلل للنظام فاذا نظرنا لخريطة القضايا في المحاكم سوف نجد ان الصحف المشاغبة والمستقلة هي التي تحاكم.. اذن ما يحدث ليس تجاوزا بقدر ما هو عقاب سياسي فقد تم اتهامنا باختلاق قوائم سوداء لكننا وثقنا في القضاء المصري. وثبتت البراءة وصحة ما نشرناه وهو تزوير الانتخابات في دائرة القاضي الذي ذهب بنا الي المحكمة. فالتجاوز هو تعبير مطاطي وما تعتقد انت انه تجاوز قد يعتقد البعض الاخر انه ليس تجاوزا. فعمليات الحبس والقضايا هدفها تخويف الصحافة والصحفيين من الدخول في دوائر محددة والحكومة سعيدة بان ترفع شعار تهدد به الصحفيين وهو الحبس والترويع لان فكرة الغرامات ليست بديلا للحبس باعتبار ان الاموال "مقدور عليها" وامكانية ان يقوم رجل الاعمال بدفع الغرامات نظير الهجوم علي الاخرين. وهذا تفسير ساذج للامور واري انه من الضروري الا يكون التعامل مع الصحافة باسلوب العقاب لان العلاج الاصلح للصحافة هو مزيد من الحرية. وما يحدث من قضايا تنظرها المحاكم وعمليات حبس للصحفيين يرجع الي سياسة التضييق علي الصحفيين والتعامل مع الصحافة وكل صور الابداع يجب ان تنطلق من قاعدة التسامح وليس العقاب الامر الذي يقودنا لضرورة تفعيل ميثاق الشرف الصحفي لكن الامر الذي لا يمكن انكاره باعتباره جزءا اساسيا من المشكلة هو عدم تداول المعلومات في مصر وفي ظل هذا المناخ تزداد الاخطاء الصحفية كما ان صحافة الموقف ايضا تزداد بسبب هذا النقص في المعلومات خاصة ان من يحجبونها يعلمون ان كشفها يؤدي لسقوطهم. لكن بمزيد من الحرية السياسية سوف تختفي تجاوزات الصحافة لكن عملية التلويح بالسجن سوف تزيد اخطاء الصحافة اما اذا كانت العملية خاصة بالتجاوزات فليعاقب الجميع لكن الواضح ان هناك خطة لاستنزاف الصحف التي تنتقد النظام ولا يمكن القول ان ما يحدث من قضايا هو اساءة للحرية بدليل ان معظم القضايا حصلنا فيها علي البراءة لكن بعد ان تم استنزافنا فتخيل ان عندنا 66 قضية الواحدة تستغرق عاماً علي الاقل فمتي سنتابع اعمالنا؟ وما يحدث الان هو ما دفع بعض الاشخاص لإقامة دعاوي قضائية تأخذ شكل الحسبة الدينية.