بعد انتهاء الحكم العثماني للعراق الذي يبدو في ظاهره حكما اسلاميا ولكن باطنه كان يحمل كل معاني القمع والاستبداد. شيئا فشيئا بدأت بريطانيا تتوغل في العراق حيث دخلت البصرة عام 1914 وبغداد 1917 بينما سيطرت علي كل العراق عام 1919ولم يمض علي ذلك عام الا واشتعلت ثورة العراقيين ضد الاحتلال البريطاني. اما اليوم بعد انتهاء الحكم الصدامي الدكتاتوري الذي يرتدي عباءة الاسلام كديكور يكسب به ثقة العالم العربي والاسلامي ولكنه كان في جوهره حكما ديكتاتوريا استبداديا لا يعرف الاساس الذي تقوم عليه شريعة الاسلام وهي الرحمة والعدل وقاد ظلم الحكم الصدامي العراق الي الوقوع في براثن الاحتلال وآفات الاستعمار بشكله العصري الحديث الذي يتخفي تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ومنذ ان دخلت كل من امريكا وبريطانيا الي البصرة في ابريل 2003 ومكثت بضعة اشهر الي ان دخلت بغداد وتوغلت في كل العراق فهل سنعيش نفس السيناريو لنظل نعيش تحت وطأة الاحتلال وكوارثه ست سنوات قادمة حتي نستطيع تحرير بلادنا اسوة بما حدث في الماضي؟ اتمني ان يكون هذا هو الحال وان تنتهي مأساتنا اليوم قبل غد اما سؤالي الثاني: فهل الكربة والمحنة ستتآخي بين قلوبنا لنؤازر بعضنا بعضا حبا وتضامنا وعطفا وتآخيا وتسامحا؟ هل سنقف صفا واحدا جنبا الي جنب معترفين بان وطننا واحد وهمنا واحدا وهدفنا مشترك؟ وكوننا سنة او شيعة او اكراداً او تركمان او اشوريين او كلدان او يزيديين لسنا الا عراقيين عشنا قرونا علي هذه الخريطة فوق هذه الارض تحت هذه السماء معا نتنتفس نفس الهواء، نشرب من مياه دجلة والفرات متجاورين متناسبين متزاوجين بعضنا بعضا؟ السؤال الثالث: في 14 يوليو عام 1958 كان الانقلاب العسكري علي الحكم الهاشمي في العراق حيث قتلت وهجرت افراد العائلة المالكة العراقية وقتل رئيس الوزراء نوري السعيد. حيث كان عبدالكريم قاسم عميدا بالحبس وبينما عبدالسلام عارف مساعدا له في الجيش الملكي الذين انقلبوا عليه حيث انهم كانوا يتوجهون الي الاردن لدعم وتأكيد الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن فلعلكم تعرفون سؤالي وتحاولون الاجابة؟! السؤال الرابع: نسمع دوما في بلادنا العربية عن شخص له شعبية واسعة ممتدة محبوب بين الناس لخدماته أو نضاله وفي بعض الاحيان يكون محبوبا وليس دوما يكون محبوبا علي حق ولكن فجأة نسمع بانه نفي نفيا قطريا او قطعيا او اعدم ولكن مع تطور السبل والاساليب والتحضر الذي احل بنا نحن العرب اصبحت الوسيلة ارقي قليلا فنسمع بانه عين سفيرا في بلاد الواق واق مثلا ولم يكن هذا جديدا علي العراق حيث نفي عبدالكريم قاسم غريمه عبد السلام عارف كسفير في بون ولكنه كان مدركا للعبة فعاد وكان قصاصه اتهامه بالخيانة والعمالة لعبدالناصر واعتقلوه سجنا وقد كثرت الاساليب والحكم واحد! ولا يختلف اليوم عن البارحة حيث تتكرر التأويلات والاقاويل وتشويه صور وسمعة الرموز الوطنية علي اختلاف اشكالها وافتراءات علي الناس! السؤال الخامس: هل ظهر العداء العراقي لامريكا فجأة؟! ولماذا لم تشارك العراق في حرب اكتوبر 1973 في حظر النفط ايام حكم البعث؟ هذه اسئلة تحتاج اعادة قراءة لسطور التاريخ حتي نعرف علي الاقل بعض اسراره ونفهم ماضينا حتي ندرك واقعنا.