في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من ردود الأفعال قررت الشركة المنظمة لمهرجان السياحة العربية الأول ؛ الذي عقد في شرم الشيخ في 29 يوليو الماضي، لاختيار فتاة العالم العربي Miss Arab World ، سحب لقب وتاج جميلة جميلات العالم العربي من التونسية أميرة بنت المولدي بن يوسف (21 عاما) ليذهب إلي وصيفتها الأولي كلوديا حنا العراقية الجنسية (21عاما) فيما تحولت الوصيفة الثانية دينا عادل المصرية الجنسية (25عاما) إلي وصيفة أولي . حنان نصر رئيس مجلس إدارة الشركة الراعية، ورئيس المهرجان، بعثت إلينا في "نهضة مصر" بنص قرار سحب اللقب، وإقصاء الملكة عن عرشها، تحت رقم 1 لسنة 2006 والصادر بتاريخ 1/9/2006 والذي جاء فيه : " بعد الإطلاع علي العقد المؤرخ في26/7/2006 والمحرر بين الآنسة أميرة بنت المولدي بن يوسف التونسية الجنسية، وبين شركة "موشن ميديا برودكشن" باعتبارها الشركة المنظمة لمهرجان السياحة العربية الأول لاختيار فتاة العالم العربي، وكذلك صاحبة الفكرة والراعية للقب وحاملته . ووفقا للعقد سالف الذكر والموثق بسفارة الجمهورية التونسية تحت رقم00823 والمعتمد بخاتم قنصليتها . وبعد الإطلاع علي البند الثالث من العقد، والذي ينص علي ضرورة إتباع حاملة اللقب للقوانين المحلية والعالمية وتعليمات الشركة الراعية للقب وحاملته ليكونا تحت إشراف الشركة الراعية دون الخروج علي هذه التعليمات، وبعد الإطلاع علي البند الخامس من العقد والخاص بضرورة تعاون حاملة اللقب مع الشركة الراعية والتنسيق معها للقيام بجميع الأعمال التجارية و الثقافية والمرتبطة باللقب وليس بشخص حاملته. وبعد الإطلاع علي البند السادس و الذي يتضمن عدم قيام حاملة اللقب بأي أعمال مهما كان نوعها سواء دعائية أو فنية مرتبطة باللقب دون حصول علي موافقة كتابية من الشركة الراعية... وبعد الإطلاع علي البندين الثامن والعاشر من العقد واللذين يتضمنان انه في حالة مخالفة حاملة اللقب التزاماتها والمنصوص عليها في هذا العقد أو الإخلال ببنوده يصدر قرار من الشركة الراعية بنزع اللقب مع دفع التعويض الإتفاقي المنصوص عليه في هذا العقد فضلا عن المصاريف التي تكبدتها الشركة الراعية...وبعد ثبوت مخالفة حاملة اللقب لبنود العقد الأمر الذي يحق معه توقيع جزاءاته المنصوص عليها فيه " ما الجرم الخطير الذي ارتكبته "أميرة" التونسية، واستوجب عقابها بهذا الشكل السافر والمهين ؟ تقول رئيس الشركة في "الفاكس" نفسه : " ذلك لأنها قامت بتاريخ29/8/2006، ودون إتباع تعليمات الشركة الراعية أو التنسيق معها، بقبول دعوة من شركة Bricolor المنظمة لمهرجان "تيندانس رمضان2006 الذي عقد بكازابلانكا بالمغرب، فسافرت واشتركت في هذا المهرجان بصفتها صاحبة اللقب دون إذن كتابي من الشركة الراعية بل تجاوزت كل الحدود فلم تخطر الشركة أو تفصح للشركة الداعية عن تعاقدها سالف الذكر الذي يحظر عليها قبول الدعوات إلا من خلال الشركة الراعية، وبموافقتها فضلا عن عدم انصياعها لأوامر الشركة الراعية بعدم السفر إلا بصحبة الممثل الرسمي للشركة الأمر الذي يعد مخالفة جسيمة وإخلالا ببنود العقد الأمر الثابت في حقها، والذي يترتب عليه سحب اللقب وتصعيد التالية لها من المتسابقات " !! لغز استعصي علي فهم الكثيرين خصوصا بعدما كشف موقع "إيلاف" الالكتروني، عن طريق مراسله في تونس إيهاب الشاوش، جانبا مجهولا في القضية علي لسان التونسية أميرة بنت المولدي بن يوسف، التي علقت علي قرار سحب التاج واللقب قائلة :"القضية مفبركة، ولا تعدو كونها مجرد مؤامرة، الغاية منها سحب اللقب". وبررت زيارتها للمغرب بقولها : "تلقيت دعوة من مهرجان في المغرب قمت بتلبيتها بعد أن أعلمت حنان نصر، رئيس الشركة الراعية ورئيس المهرجان، التي شجعتني علي السفر، وأكدت أنها ستلحق بي في وقت لاحق لكنها لم تفعل وأغلقت هاتفها المحمول". لكن "أميرة" فوجئت بعد عودتها إلي تونس باتصال من إحدي صديقاتها في مصر أبلغتها خلاله أن اللقب سحب منها في حين تؤكد "أميرة" أن حنان نصر أبلغت مدير المهرجان المغربي استعدادها للسفر، وأبدت سعادة لتوجيه الدعوة إليها... و أضافت" لقد سحبت مني اللقب قبل يوم واحد من سفري إلي المغرب للمشاركة في المهرجان، وأعلنت قرارها في مؤتمر صحفي أقامته في الأردن وتناقلته الصحف والمجلات فيما بعد ". جميلة جميلات العرب، التي تدرس هندسة الكمبيوتر، فجرت قنبلة مدوية عندما أرجعت ما حدث إلي وقائع غير أخلاقية فقالت: " السبب إنني لم انصع لرغباتها المشبوهة.؛ ففي كل ليلة كانت تدربنا علي السهر مع رجال أعمال وشخصيات نافذة في المجتمع ، و لما سألتها عن جدوي هذه السهرات الليلية التي لا تمت بصلة لنشاط ملكات الجمال استشاطت غضبا _ علي حد قول "أميرة" - و أكدت أنني يجب أن اذهب إلي هذه السهرات" وأشارت "أميرة" إلي أن "البقية كنا مطيعات."، في إسقاط علي المتسابقات معها علي اللقب والتاج، وواصلت اتهاماتها لرئيس المهرجان بقولها : " كانت تميل إلي العراقية لأنها تملك المال و لها علاقات نافذة مع خليجيين، ولم يرق لها أن تختارني لجنة التحكيم . وبصراحة حاولت أن تجرني معها إلي الطريق السيئ عن طريق إغرائي بالأموال لكنني رفضت عروضها التي تتعارض مع أخلاقي وتربيتي". واختتمت "أميرة" بالقول إنها التجأت إلي السفارة المصرية في تونس، وقامت برفع شكوي علي صاحبة الشركة ؛ لأن العقد ينص علي أن المحاكم المصرية هي المخولة للنظر في القضايا المتعلقة بهذا الشأن ". كانت "أميرة" التونسية قد فازت بالقلب، والتاج، في حفل اشتركت فيه فتيات يمثلن 13 دولة عربية أقيم تحت رعاية زهير جرانه وزير السياحة المصري، ومحمد هاني متولي محافظ جنوبسيناء، علي مدي ثلاثة أيام متتالية في ضيافة أحد الفنادق الكبري في شرم الشيخ، وقررت اللجنة المنظمة للمسابقة برئاسة حنان نصر، وهي سيدة أعمال مصرية، تخصيص ريع الحفل لصالح أطفال لبنان وتكونت لجنة تحكيم المسابقة من: يوسف سباهي وخبيرة الجمال هويدا نصار وسيدة الأعمال التونسية وجيهة الجبايلي ومريم يحيي مدير مركز مصري خاص للتجميل وخبير التجميل الدكتور احمد الشريف والليبية زينب شاهين .و أحيت حفل المهرجان علي مدار ثلاثة أيام المطربة المغربية فدوي المالكي والمطرب اللبناني جاد شويري والمطرب الليبي رضا جعفر. الواقعة برمتها تكشف تفاصيل مخزية تتعلق بحقيقة ما يحدث في "كواليس" مثل هذه المسابقات، التي انحرفت عن مسارها في الفترة الأخيرة، وأثيرت أقاويل كثيرة عن الهدف الحقيقي من وراء تنظيمها، وجاءت الفتاة التونسية لتضع النقاط علي الحروف بشأن ما يجري فيها، وهو ما يستدعي التساؤل عن السر وراء تورط هيئات رسمية، كوزارة السياحة التي رعت هذا الحدث الذي أقيم في شرم الشيخ، في مثل هذه الفضائح الأخلاقية دون أن تتحقق من مبتغي مثل هذه المهرجانات والمسابقات أو تكشف هوية القائمين علي تنظيمها، ومثلما حرصنا علي استجلاء الحقيقة كاملة، وسعينا إلي إجراء مواجهة مع السيدة حنان نصر رئيس المهرجان ورئيس مجلس إدارة الشركة الراعية لمسابقة Miss Arab World، لترد علي ما أثارته التونسية أميرة بنت المولدي بن يوسف من اتهامات ووقائع تسيء إليها، والي مهرجانها، قبل أن يتم إبلاغنا من قبل مكتب الشركة في القاهرة أنها في بيروت، فإن الأمر يستوجب ردا سريعا وقاطعا من زهير جرانة وزير السياحة ليدفع الإساءة التي لحقت بوزارته بعد تورطها في رعاية مهرجان تؤكد الفائزة بلقبه، وتاجه، انه يخفي أهدافا غير أخلاقية، ولم تتورع عن اتهام القائمين عليه بأنهم يمارسون عملية ابتزاز تبلغ درجة التغرير بالفتيات الفائزات وتوريطهن في صفقات مشبوهة . وإضافة إلي وزير السياحة زهير جرانة نهيب بوزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن يعطي تعليماته لسفيرنا في تونس بسرعة تحريك الشكوي التي تقدمت بها الفتاة التونسية، في حال صدق أقوالها، والتحقيق بدقة فيما اشتملت عليه من وقائع وإعلان الرأي العام المصري بما انتهت إليه من نتائج بشفافية مطلقة عساها تصبح فرصة حقيقية لمراجعة كل ما اصطلح علي تسميته بمسابقات "ملكات الجمال" في مصر.