أعلن تحالف نواب الإخوان المسلمين والمستقلين رفضهم للبيان الذي صدر مؤخرا عن الفاتيكان علي اعتبار انه لم يقدم اعتذارا حقيقيا عن الإساءات التي وجهها البابا بنديكت السادس عشر للمسلمين ودينهم الحنيف. واصدر هؤلاء النواب بيانا يؤكدون فيه ان تصريحات بابا الفاتيكان كانت محاولة لمنح الحرب التي تخوضها أمريكا ضد المنطقة غطاء ومبررا دينيا. كان النواب قد عقدوا أمس اجتماعا حاشدا حضره نحو 50 برلمانيا وقرروا في ختامه عقد مؤتمر عام بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة القادمة لبحث السبل الكفيلة بمواجهة موجة التطاول علي الدين الإسلامي. ودعا البيان كل الدول والمؤسسات الإسلامية في العالم ان تهب للدفاع عن العقيدة واتخاذ إجراءات صارمة لاجبار الغرب علي التوقف عن عدوانه. واقترح البيان سحب السفراء العرب والمسلمين من الفاتيكان وطرد سفراء الدولة الكاثوليكية من كل الاقطار العربية والإسلامية حتي يتراجع البابا عن تصريحاته التي تشبه إلي حد كبير المباديء التي مهدت للحروب الصيلبية. وانتقد البيان الموقف الباهت لشيخ الأزهر الذي وصفوا تصريحاته بأنها لاتتناسب مع حجم الإساءة. من جانبه اعتبر الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن رفض بنديكت السادس بابا الفاتيكان الاعتذار عن تصريحاته والاكتفاء بالأسف الشديد لا يمكن وصفه إلا بأنه "عذر أقبح من ذنب". وقال: "لقد أبدي أسفه لأن المسلمين لم يفهموا كلامه، وربطوا حديثه عن العنف بالدين الإسلامي وللأسف هذا يعتبر اتهاما جديدا للمسلمين بانهم لا يفهمون مشيرا إلي ان الاعتذار الرسمي كان أبسط رد من الفاتيكان علي إهانة الإسلام ونبيه الكريم. وأوضح ان الأزهر استنكر التصريحات المعادية للإسلام وحذر من استخدام العنف الطائفي وهذا بمثابة رد للمسلمين علي ما وقع. من جانبه أكد الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ان كلام البابا خطوة مهمة علي طريق الاعتذار والتراجع عما صدر عنه وان كنا نود ان يخبرنا ويخبر العالم الإسلامي برأيه الشخصي حتي نستطيع ان نناقشه ونتحدث عن مواقف تناسب افكاره لافتا إلي ضرورة استمرار الحوار بين الشرق الأوسط والغرب المسيحي لما فيه من مصلحة الشعوب وصالح البشرية.