تحتل قضية الاعمار حيزا كبيرا في السجالات الدائرة حاليا في لبنان ، خصوصا في ضوء تباطوء الدولة في اقامة المسح اللازم بالاضرارو بالتالي البدء في عملية البناء والتعويضات . وقد كان هذا الموضوع محور نقاش في مجلس الوزراء فقد تم التطرق الي استقالة رئيس مجلس الانماء والاعمار الفضل شلق الذي تردد انه استقال بسبب التباطؤ في منحه الضوء الاخضر في عملية اعادة الاعمار لكن رئيس الوزراءاللبناني فؤاد السنيورة اوضح ان سبب الاستقالة كما اتي في الكتاب الموجه اليه هو رغبة الشلق بالتفرغ الي اشغاله الخاصة ليقرر المجلس بعدها تعيين مستشار السنيورة نبيل الجسر رئيسا لمجلس الانماء والاعمار . ويمكن تلخيص المشكلة الرئيسية في ما خص ملف إعادة الإعمار في أمرين:الأول هو الخلاف علي التقديرات الخاصة بالخسائر المفترضة، خصوصا في ظل ما سربته وسائل اعلامية عن رغبة من مراجع حكومية ووزارة الاشغال في رفع الرقم الي نحو ستة مليارات دولار أمريكي! اما الامر الثاني فيتصل بالمرجعية الرسمية التي سوف تتولي الإشراف علي إنفاق الأموال الخاصة بهذه العملية وعلي التدقيق في الأشغال المفترضة. يذكر انه والي الان فإن مؤسسات الدولة لم تعمد بعد إلي إزالة الركام ورفع الأنقاض في معظم بلدات الجنوب ولم تقم سوي فرق صغيرة من مؤسسة كهرباء لبنان بإعادة وصل ما قطعته الطائرات في محاولة لإعادة التيار الكهربائي بينما قامت وحدات من وزارة الاتصالات بمسح أوّلي للأضرار والشروع في بعض الإصلاحات الضرورية لإعادة وصل شبكات الهاتف الثابت بانتظار أن تجد الدولة وشركتا الهاتف الخلوي حلولاً مشتركة لبناء محطات البث والإرسال. لكن مشهد الدمار في القري والبلدات الجنوبية والبقاعية المدمرة لا يزال علي حاله ما عدا عمليات إبعاد وتجميع الأنقاض عن الطرقات الرئيسية التي تقوم بها بلديات أو مؤسسات تابعة لحزب الله .