حالة الوهن التي تعاني منها أمتنا العربية والإسلامية تدفع بنا للعودة السريعة للتاريخ كي نلتقط العلامات المضيئة فيه ونستلهم القيم التي قامت عليها حضاراتنا بمحاولة لاستعادة ثقتنا في أنفسنا مجددا، وبحث سبل امتلاك عناصر القوة المادية والروحية بما يتفق مع تحديات عصرنا وصولا لإحياء مشروعنا النهضوي. وتاريخنا يحفل بالعديد من نماذج الفرسان الذين ينتمون لشتي ربوع العالم الإسلامي بدأ من سلمان الفارسي الذي أضاف بإسلامه للعرب خبرات ومعارف جديدة في فنون الحرب عندما طرح فكرة حفر الخندق حول المدينةالمنورة وسمنها سيد الخلق محمد "صلي الله عليه وسلم". وسجل التاريخ يسطر لنا بأحرف من نور جهود جمال الدين الأفغاني ذلك المصلح الديني الذي كان أول من قام بتحديث الفكر الديني ليتناسب مع تحديات عصره. ومولد ونشأة جمال الدين الأفغاني في أفغانستان يدفع لطرح التساؤل هل جميع المصلحين في بلادنا العربية ليسوا من أصول عربية كصلاح الدين الكردي الأصل، ومحمد علي الألباني الأصل،.......؟ وبالرغم من أنهم ليسو عربا، إلا أنهم طافوا ببلاد الشرق خاصة بلادنا العربية، فقد كان الأفغاني يجول في رحلات مكوكية بين الهند ومكة والقسطنطينية قبل استقراره، وفيما كان صلاح الدين الأيوبي بطلا ومحررا فإنه في الوقت نفسه كان رجل علم حيث إنه فتح المدارس والمساجد وبني السدود والقلاع وشجع البحث والدراسة والتأليف كما كان متجولا بين سوريا وفلسطين ومصر، أما محمد علي الذي شجع العلم وأرسل البعثات العلمية للخارج فقد كرس للصحافة وأنشأت في عهده أول مطبعة وهي مطبعة بولاق التي ساهمت في نشر العلم والدراسة العلمية، ولا يخفي دوره أيضا في تحرير البلاد من المماليك. بالعودة لجمال الدين الأفغاني نجده لم يكن مجددا للفكر الإسلامي باتجاه توحيد الصف الإسلامي فحسب، بل كان أيضا زعيم الحركة التي انتطلقت منها ثورة الزعيم المصري أحمد عرابي ضد الاحتلال الإنجليزي ورحلة الفرسان في العالم الإسلامي قد ارتكزت علي مثلث متماسك شكل في ارتباطه عناصر القوة اللازمة في نموذج الفارس ممثلة في امتلاكه لقوة القلم والعمق الثقافي والحنكة السياسية. حيث إن نور الدين بن زنكي وهو من مؤسسي الدولية التركية في الموصل وسوريا كان أحد هذه النماذج الفرسان الشجعان في محاربة الصليبيين في بلادنا العربية. هذه الشزرات حول بعض الفرسان في تاريخنا الإسلامي رغم أنني غير متخصصة في التاريخ جالت بخاطري وأنا أتذكر حاجتنا اليوم إلي فرسان عرب لينهضوا بنا ويدافعوا عنا، نحن بحاجة إلي فرسان العلم، فرسان الثقافة، فرسان في الفكر الديني، فرسان في السياسة، وفرسان في الحرية، يكونوا منا ولنا وما قصدت قطعا أن تاريخنا قد خلا من الفرسان العرب فهم أصل العلم وأصل الأديان والتاريخ والانتصارات، حتي في عصرنا هذا نفخر بالكثير من الفرسان العرب أمثال البرادعي، وزويل، ومحفوظ، والجواهري، ومبارك، وعبدالناصر، وحسين بن طلال، والشيخ أحمد الكبيسي، وكل شهيد ضحي بنفسه من أجل وطنه فهم فارس ومنهم أبي الشيخ طالب السهيل الذي يعتبره أبناء وطنه فارس العراق.