منذ ان انتهي المونديال العالمي في ألمانيا وجميع المنتخبات العالمية تستعد منذ الآن لبطولة جنوب افريقيا 2010 فالبعض منها جلب مدربين جددا حاملين أملا جديدا بتحقيق انجازات غير مسبوقة والبعض الآخر لم يقتصر فيها التجديد علي المدربين فقط بل وعلي اللاعبين ايضا بعد ان أصبح الاتجاه العالمي حاليا يتجه نحو الاستعانة باللاعبين الصاعدين صغار السن أصحاب المواهب المتميزة كقوام أساس أي فريق يريد الحصول علي البطولات العالمية في المستقبل ولذا فانه من المؤكد ان مونديال ألمانيا 2006 غير كثيرا من خريطة الكرة العالمية ووضع قوانين جديدة للعبة الشعبية الأولي في العالم وأبرز مثال علي ذلك منتخبا ألمانيا والبرتغال اللذان كانا يعتمدان علي مجموعة لاعبين صغار السن لا يقل عددهم عن خمسة أو ستة لاعبين في المستطيل الأخضر ورغم ذلك قدما عروضا رائعة واستطاعا تحظي منتخبات كبيرة وحققا المركزين الثالث والرابع علي التوالي رغم انهما لم يكونا مرشحين لبلوغ المربع الذهبي في بداية البطولة وسوف نخص بالحديث اليوم عن منتخب الديوك الزرق الفرنسي الذي غرد في البطولة وعزف أحلي الألحان وهزم البرازيل بطل العالم وصعد للنهائي ليخسر بضربات الحظ الترجيحية أمام منتخب الأزوري الايطالي الذي اعتمد علي استفزاز لاعبي فرنسا بالضرب وبالخشونة ولاتزال واقعة زيدان وماتيرازي عالقة في الأذهان خير شاهد علي ذلك. ماذا بعد مونديال 2006؟ سؤال طرحه العديد من محبي الكرة الفرنسية بعد اعتزال زيدان والذي يعتبر بلا جدال صاحب الفضل الأول في وصول فريقه لنهائي البطولة لأنه بمفرده كان نصف الفريق ويمثل رعبا لأي لاعب يواجهه ولكن بعد اعتزاله أصبح لزاما علي ريموند دومينيك المدير الفني ان يجد لاعبا بديلا له أوحتي يغير تماما من اسلوب اللعب حتي يتلاءم مع الوضع الجديد للفريق. وقد أعلن دومينيك في أحد المؤتمرات الصحفية هذا الاسبوع قائلا: مازلت مندهشا حتي الآن من وصولنا لنهائي المونديال وفرحت كثيرا بابقائي في موقعي كمدرب للمنتخب ولذا فقد جلست مع لاعبي الفريق وأخبرتهم بانني ولا الجماهير سنقبل بأي عذر إذا قل مستوانا عما رأيناه في كأس العالم وأننا سنحافظ علي القمة في جنوب افريقيا بأي ثمن. وأضاف "لقد وضعت بالفعل القائمة التي سأخوض بها بطولة الأمم الأوروبية وتصفيات كأس العالم وأدخلت الكثير من العناصر الشابة لضخ دماء جديدة في عروق الديك الفرنسي واعتمدت بشكل أساسي علي اللاعبين المحليين. يذكر ان القائمة الجديدة للمنتخب الفرنسي ضمت 12 لاعبا يلعبون في الدوري الفرنسي منهم ستة من نادي ليون بطل الدوري خمس مرات منها ثلاث مرات متتالية في المواسم الأخيرة. والجدير بالذكر ان القائمة قد خلت من أسماء فابيان بارتيز وكلود ماكليلي وليليان تورام وقد وضع المدرب موقعه من هؤلاء الثلاثة قائلا بالنسبة لبارتيز فقد أصبح بلا فريق ويجب اعطاء الفرصة لغيره مثل جريجوري كوبيه الذي ظل احتياطيا له لخمس سنوات. وكان بارتيز 35 عاما قد أعلن انه لايزال مستمرا في الملاعب لعامين أخرين وان مدربه سوف يخطيء خطأ كبيرا بعدم ضمه أما بالنسبة إلي ماكليلي وتورام فلم يحسما أمرهما بعد بشأن اعتزال اللعب الدولي من عدمه رغم ان المدرب قد أعلن أنه يتمني استمرارهما لأنهما سيكونان من عناصر الخبرة القليلة في الفريق. يذكر ان القائمة التي أعلنها دومينيك ضمت فقط 15 لاعبا من قائمة الثلاثة والعشرين لاعبا الذين شاركوا كأس العالم وجاءت كالآتي: في حراسة المرمي جريجوري كوبيه "ليون" ومايكل لاندرو "باريس سان جيرمان" ووليام جالاس "تشيلسي" وجال جيفت "موناكو" وبوسوج "نيو كاسل" وفيليب مكسيس "روما" وسانيول "بايرن ميونخ" وفي خط الوسط يوجد مالودا وجيرمي تولالان "ليون" وجولي فوبا وانتوتيو مافويا "بوردو" وألو ديارا "لنس" وباتريك فييرا "الانتر ميلان" وأخيرا خط الهجوم الذي ختم بتيري هنري "ارسنال" وفرانك ريبري "مارسيليا" ولويس ساها "مانشستر يوناتيد" وديفيد تريزيجيه "يوفنتوس" وسيلفان ويلتور "ليون". يذكر ان فرنسا قد لعبت باللاعبين الذين تم ذكر أسمائهم في مباراة ودية أمام البوسنة والهرسك وانتهت بفوزهم والأهم من ذلك تألق العناصر الجديدة وكانت تلك المباراة هي الأولي في مشوار اعداد الفريق لمشوار التصفيات القادم والتي سيواجه فيه الديك الفرنسي منتخبات أوكرانيا، اسكتلندا، جزر الفارو، ليتوانيا، جورجيا وأخيرا عدوهم اللدود الذي سرق منهم الكأس الغالية منتخب ايطاليا.