جاء انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد المؤسسات العربية الامريكية "فيا راب أمريكا" بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية من 10 12/ 7 2006 ليمثل تواصلا حضاريا وسياسيا واقتصاديا وانسانيا.. للاهتمام بجموع المهاجرين من ذوي الاصول العربية بدول امريكا اللاتينية ومد جسور التعاون والتنسيق معها كمخزون بشري لهم من الخبرة والمهارة والتأثير ما ينعكش علي عملية التقدم والتنمية في اي من الدول العربية خاصة اذا ما وضع في الاعتبار ان من بينهم رؤساء وحكاما ومسئولين كبار بدول المنطقة لامريكا اللاتينية وأنهم جزء 10 مليون تقريبا مما يقرب 35 مليونا من المنحدرين من اصول عربية يقيمون بقارات متباعدة ويمثلون 12% من سكان العالم العربي. ?? وإلي جانب ذلك.. فإن استمرار هذا التواصل.. سيؤدي بلا شك الي استثمار هذا المخزون البشري في دعم هويته القومية.. والتأكيد علي حضارته الانسانية المتجددة.. التي تنشر الوعي الحقيقي والموضوعي للرسالات السماوية السمحاء التي تدعو وتجند حب الخير والحق واحترام الانسان وعقيدته.. خاصة بعد الهجمة الشرسة والتحديات التي استهدفت المنطقة العربية والاسلامية بعد احداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدةالامريكية. ?? ومن هنا فالامل كبير علي كل المنحدرين من اصول عربية بدول امريكا اللاتينية ان يصححوا الصورة المشوهة في موطن اقامتهم ومعيشتهم حاليا.. في اطار تنظيمي ولوبي عربي موحد يؤثر علي صناع القرار في هذه الدول. ?? لقد كانت تلك الكلمات وما يصاحبها من دعوة جادة للمشاركة موجهة لجموع المهاجرين والمغتربين العرب بدول امريكا اللاتينية.. هي مقدمة الكلمة الافتتاحية للامين العام لجامعة الدول العربية والتي القاها نائبا عنه.. نظرا لسفره خارج دولة المقر جمهورية مصر العربية في هذا التوقيت السيد نور الدين حشاد نائب الامين العام. ?? ولعل البعض قد يطرح سؤالا مهما حول اسباب تعاظم الاهتمام في السنوات القليلة الماضية بدول امريكا اللاتينية من الجانب العربي.. والتركيز علي المهاجرين والمغتربين العرب بها؟ ?? ولعل الرد علي هذا السؤال وإن كان في جانب منه سيركز علي الوجهة الايجابية من حيث الموضوع وادوات تفعيل هذا الاهتمام وابعاده.. الي انه في نفس الوقت سيؤكد علي حقيقة تتمثل في ان هذا التعاظم والاهتمام قد جاء متأخرا خاصة في آليات التنفيذ او التركيز.. اذ ان جذور الموضوع ترجع اصلا الي قرار اتخذه القادة العرب في مؤتمر القمة العاشر عام 1979 ينص علي تكليف الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون والتنسيق مع المغتربين العرب بصفة عامة وبدول امريكا اللاتينية بصفة خاصة والتعاون معهم لاستثمار طاقاتهم في الدول التي هاجروا اليها لدعم الحق العربي وتعزيز علاقاتهم "بأوطانهم الام" بالمنطقة العربية.. الا ان الامانة العامة لجامعة الدول العربية اكدت انها بدأت تتخذ الخطوات والآليات الموضوعية والمهمة في اطار التنفيذ منذ عام 2001 خاصة وانها علي قناعة بأن التواصل الفعال مع هذا المخزون البشري في تلك الدول.. بعد احداث سبتمبر 2001.. يمكن ان يحقق الآتي: 1 ايضاح وجهة النظر العربية في كافة القضايا العادلة بالمنطقة.. ومحاولة التأثير علي قرارات القادة بدول امريكا اللاتينية وكذا القرار الامريكي ليساند الجانب العربي فيما يواجهه من تهديدات. مواجهة أي أخطار لتشويه الثقافة العربية والعمل علي تجاهل دورها المؤثر في تقدم الإنسانية. 2- جذب هذه المنطقة بدولها اللاتينية إلي محور "حوار الحضارات" من خلال دعم دور المنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني في الوطن الأم للمغتربين والمهاجرين العرب بها مع ما يماثلها في موطن الهجرة لهم.. واستثمار ذلك سياسيا واقتصاديا وانسانيا وحضاريا. 3 تبادل الثقافات والمعرفة باستضافة الدول العربية لهم في رحلات مستمرة لتعريفهم بدورهم وثقافتهم الي الحد الذي اصدر مجلس الجامعة العربية قرارا بأن يكون يوم 22 نوفمبر من كل عام.. يوما للمغترب العربي.. في اي دولة او موطن هاجر او اغترب وتعايش علي اراضيه. ?? وإذ توالي اهتمام القمة السادسة عشرة في تونس والتي عقدت عام 2004 بالجاليات العربية في الخارج في اطار مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي.. كما اوصت بضرورة الحفاظ علي هوية المهاجرين والمغتربين العرب في اطار من احترام انظمة وقوانين الدول المضيفة لهم او التي حصلوا علي جنسيتها فأصبحوا جزءا من شعوبها.. الا ان قمة برازيليا والتي عقدت بالبرازيل في 10، 11 مايو 2005 وشارك فيها الامين العام لجامعة الدول العربية وممثلو 33 دولة عربية ولاتينية واعتبرها المراقبون والسياسيون.. ليس داخل العالم العربي ودول امريكا الجنوبية فقط بل علي مستوي دول العالم أصبح حدثا مهما ومنعطفا له آثاره وتوازناته. ?? إذ اعتبرها الكثير من هؤلاء المراقبين تمثل بداية "لمحور عالمي جديد" يرتكز علي تحالف الحضارا