اهتم الرأي العام بمزيد من الأخبار والمعلومات في الأيام الماضية.. والتي شكلت محوراً للمتابعة والترقب سواء كانت وقائعها محلية أو خارجية أو كانت في اثارها وانعكاساتها تشكل محصلة إيجابية أو سلبية. ولعل موضوع تلميذة شربين دقهلية "آلاء فرج مجاهد" بالصف الأول الثانوي بشربين الثانوية للبنات.. كان في مقدمة قضايا "الرأي العام" للحد الذي أصبحت معه صورتها البسيطة والمعبرة.. تتصدر غلاف أكثر من مجلة أو صحيفة.. ومن أشهرها عدد مجلة المصور والصادر في 30 يونيو 2006، حيث أصبحت صورتها وملامحها لصيقة بذاكرة المواطنين، بل امتدت مع موضوعها وإيقاعات تطوراته، لتخرج من المطبوعات والصحف والمجلات المصرية، إلي بلاد ودول المنطقة إقليمياً ودولياً. وإذا تابعنا جميعاً قصة "آلاء" وما أثارته إجابتها علي موضوع التعبير في امتحان اللغة العربية والذي تحدد في التحدث "عن تعمير الصحراء في مصر" من ردود فعل سلبية علي مستويات مختلفة بمنطقتها التعليمية، ثم تدحرجت الأمور بعد نشر جريدة الوفد في 22 يونيو الماضي لموضوعها وما تضمنه من إلغاء القيادات التعليمية بالدقهلية لإعلان نتائج امتحاناتها في كل المواد ورسوبها في اللغة العربية لأنها هاجمت الرئيس الأمريكي بوش، لسياسته في الشرق الأوسط، بالإضافة إلي انتقادها للسياسة المصرية، وقيام أجهزة الإعلام المصرية علي إثر ذلك بحملة إعلامية وصحفية واسعة، تناصر فيها التلميذة "آلاء" ليس لشخصها فقط، بل لتدعيم الحرية والديمقراطية والإبداع وشجاعة التعبير، والتي لابد أن تكون "فلسفة وثقافة" قيادات التعليم علي مستوي وزارتهم ومناطقهم بمحافظات مصر جميعاً، ثم نجد أن قرار وزير التربية والتعليم بتخفيف العقوبة بحيث يكون رسوبها في اللغة العربية فقط.. ثم تتقدم لامتحان الملحق بعد اعتذارها.. إلخ. ارتبط في أبعاده ومعانيه بضغط من الرأي العام وأجهزة الإعلام والصحف.. للتوازن مع القضية وتخفيف آثار نتائجها. ولكن.. لم تسكن آلام كل أسرة مصرية، أو يتوقف كل فكر وقلم، إزاء تجاهل أصحاب القرار التعليمي لأبعاد الثقافة السياسية والفكرية.. والمتغيرات التربوية والعلمية والمعرفية التي لابد أن ترتبط بها وتكون نتيجة لها.. في عصر يحمل الجديد في ثقافة القرار.. وإنسانية التعامل مع أبنائه، فالإبداع في صفوف الأطفال والشباب صار أمنية تدعمها الدولة والشعب في مواجهة سياسة القهر للإرادة والفكر، كما أن الشجاعة صفة نفخر بها في مواجهة أي ظلم أو عدوان، ونغرسها في أبنائنا، إن أخطأوا أو حتي جنحوا وتجاوزوا، فلابد أن يكون أسلوب التعامل معهم بالحوار الهادئ والهادف والموضوعي، فهم باختلاف أعمارهم، يمثلون البراءة في نسيج مصر الوطني في الحاضر والمستقبل وننشد أن يكون مستقبلهم أكثر حظاً، وأوفر علما ومعرفة وفكراً، فمصر ستصبح أمانة في أيديهم، وعلي عاتقهم ستقع مسئولياتها. وأصبحت "آلاء فرج مجاهد" -رغم ضخامة الأحداث التي تدور داخلياً وخارجياً- صورة الغلاف بمجلاتنا وصحفنا المصرية، وكانت المفاجأة الأكبر والأعمق، أن يصدر السيد رئيس الجمهورية قراراً بإعادة تصحيح ومراجعة ورقة إجابة "آلاء" في اللغة العربية، ويوجه المسئولين عن التعليم العام والعالي بأن يكون الحوار الهادئ، وإسداء النصح هو الوسيلة لتصحيح الخطأ والمسار والفهم دون خوف أو وجل. وبدون أن تتدحرج الموضوعات من مستويات قيادية إلي أخري، وما بين يوم وليلة، يصرح وزير التربية والتعليم بأن الدرجة التي حصلت عليها "آلاء" بعد مراجعة ورقتها أصبحت 44.5 من 60 أي ناجحة في اللغة العربية والتعبير وأصبحت بلا ملحق، وتظهر آلاء مع السيد الوزير في الصحف وأجهزة الإعلام في مكتبه، ويشد الوزير علي يدها مبتسماً، وتنظر هي إلي الأمام وفي أعماق نظرتها حزن وحيرة، وإن كانت بأعماقها فرحة لنجاحها، وبإحساسها رهبة للموقف. وتكشف بعض أجهزة الإعلام والصحف بأن السيد رئيس الجمهورية تحدث معها تليفونياً وهي بمكتب الوزير يؤكد علي شجاعتها وإرادتها وإبداعها في الكتابة.. "فتكتب ما تشاء حتي ولو انتقدت ما تراه من السياسة المصرية والعالمية. ومن هنا لابد أن نتساءل ونسأل- قبل أن نطوي صورة الغلاف "لفتاة الغلاف آلاء"- المسئولين عن التربية والتعليم في بلدنا "سواء التعليم العام، أوالتعليم العالي" والسؤال والتساؤل علي لسان كل الأسر المصرية: هل وصلتكم الرسالة وهل تم استيعاب المطلوب؟! فلعل "موضوع آلاء" وانتحار بعض براعم البراءة في امتحانات الثانوية العامة، يهز كيان الضمائر للمسئولين عن التعليم بكل مراحله ومستوياته، ليسرعوا بحل قضايا ومشاكل التعليم والمعرفة والفكر والإبداع والأمور التربوية، والدروس الخصوصية، ومشاكل البيئة، ووفاة الأنشطة الدراسية والهوايات، وانتحار الملاعب والمسابقات الرياضية، ويأس الصغير والكبير، من الفقراء ومحدودي الدخل، من فرص العدالة والمساواة.. إلخ. فشكراً للسيد رئيس الجمهورية علي عمق الرسالة وتهنئة لصورة الغلاف وصاحبتها "آلاء" علي النجاح، وهل لي أن أطالبك يا آلاء بأن تبتسمي ولا تحزني، ولنحتفظ جميعاً بصورة "الغلاف"، ومجريات الحدث، ونتابع نتائج الرسالة لمعالجة قضايا التعليم والتربية، أو التربية والتعليم!! أما صورة الغلاف الأخري في الأيام القليلة الماضية فقد بدأت بصورة لطفلة أيضاً، هي الطفلة الفلسطينية "هدي" تصرخ وتبكي وتنتحب علي شاطئ "غزة" وهي تري اغتيال يد الغدر والعدوان لأبيها، دون ذنب أو جريرة، فقد كان يرافقها في نزهة علي شاطئ البحر بغزة، فعادت بدونه وأسرتها كاملة. وتتابعت أحداث فلسطين، فبينما اتفقت الفصائل الفلسطينية علي وثيقة الأسري التي كانت صورة الغلاف قبل ذلك، انحسر الحديث عنها، لكي يصبح موضوع الجندي الإسرائيلي المختطف من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها "حماس" هو حديث الساعة، وأزمة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي حالياً، خاصة بعد أن بدأت إسرائيل عملياتها المسماة (أمطار الصيف) فقد أصبح "جلعاد شليط (19عاماً) ذو الجنسية الإسرائيلية والجذور الفرنسية "صورة الغلاف" تواكبها أخبار ومعلومات متتابعة وسريعة، وأحداث جسام من عدوان واجتياح إسرائيلي لغزة واستهداف لمقار رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ووزير داخليته، إلي إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت أوامره للجيش بالقيام بكل العمليات الممكنة، لإنقاذ الأسير الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن. وعلي الجانب الآخر ترفض إسرائيل أن تفرج عن النساء والأطفال، وكذا ألف معتقل إسرائيلي في مقابل هذا الجندي الأسير، فتهدد المقاومة الفلسطينية إسرائيل باستهداف البنية التحتية والفوقية والمدارس ومحطات الكهرباء داخل إسرائيل أسوة بما فعلته إسرائيل داخل غزة. وأخيراً وإلي حين كتابة هذا المقال تأتي الأخبار: واشنطن تشيد بأداء إسرائيل في غزة مصر تهاجم المعايير المزدوجة والتخاذل الدولي، واستمرار اتصالات الرئيس مبارك مع كل الأطراف لتقريب وجهات النظر ولقاء الرئيس بالرياض مع العاهل السعودي لمحاولة حل الأزمة. توقع سفر شخصية مصرية مرموقة ومؤثرة لغزة.. وتوقع المراقبين أن تنجح تلك المساعي في التخفيف من تشدد "حماس" وإيقاف التعامل العدواني العسكري لإسرائيل. الجانب الفلسطيني يلجأ لمحكمة العدل الدولية، خاصة وأن جرائم إسرائيل تتضمن خطف وزراء وأعضاء المجلس التشريعي وانتهاكا لحقوق الإنسان. ومن هنا، هل تتغير صورة الغلاف هذا الأسبوع من الجندي الإسرائيلي المتختطف وتصريحات أولمرت من جانب والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني من جانب آخر مع قادة فصائل المقاومة الآخرين، إلي صورة "غلاف" أخري توحي بتراجع الصراع إلي نقطة أخري، أقرب للتفاهم ولو لحين!! وأخيراً فقد كانت "صورة الغلاف" لنيافة البابا شنودة وسفره لألمانيا ومنها إلي كليفلاند في أمريكا للعلاج، وأنباء عودته هذا الأسبوع للقاهرة صورة تتسم لدي كل المصريين بالتفاؤل بأن يعود البابا لوطنه سالماً معافي فوجدان كل المصريين -مسلمين وأقباطا- يحمل كل حب لشخصه ووطنيته وتوزانه واعتداله للحفاظ علي نسيج الشعب الحضاري الواحد، شعب مصر.. إلا أن ما يدعو إلي التعجب والاستغراب ما يحاوله البعض لنزع صورة الغلاف للبابا شنودة وإحلال صورة غلاف أخري جديدة علينا، مستثمرة ظروف مرض البابا شنودة، أو ظروف خلافات عقائدية من خلال تصريحات "الأنبا مكسيموس الأول" صاحب الصورة الجديدة والذي أعلن بتاريخ الأحد 2 يوليو2006، ترسيم نفسه رئيساً لأساقفة المجمع المقدس للمسيحيين الأرثوذكس بكنيسة المقطم ونفيه وجود علاقة بين كنيسته الوليدة وأقباط المهجر، بينما تقدم للخارجية المصرية بأوراق اعتماد الإدارة الأمريكية للكنيسة للحصول علي الترخيص بعد توثيقها.. ألا تستحق هذه الصورة، البحث والتحليل خاصة بعد رفضها أي تدخل من البابا شنودة والكنيسة القبطية الأم!! وفي النهاية، فغلاف كل المطبوعات مازال أبيض.. فمازلنا في أول الأسبوع، فهل ستستمر كل صور الغلاف أو بعضها كما كانت الأسبوع الماضي، بمزيد من الأخبار والمعلومات المضافة والجديدة، أم ستبرز صور جديدة لا نتوقع منها حالياً إلا نتائج مباريات المونديال بألمانيا وقد اقترب من نهايته.