مجزة الشاطيء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي فرضت نفسها علي كبريات الصحف العالمية بعدما أسفرت الجريمة البشعة عن اغتيال فرحة عائلة كانت تستجم علي شاطئ قطاع غزة واغتالت رصاصات الغدر جميع أفرادها فيما عدا الطفلة هدي غالية ذات العاشرة التي لم تجد أمامها من أمل سوي أن تتعلق باشلاء جثث أهلها مرددة "خذوني معاكم" وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إلي وصف المجزرة بالجريمة الوحشية وسار إلي تبني تيمية السفارة الاسرائيلية الغادرة. وقد أولت الصحافة البريطانية اهتماما كبيرًا بهذه الجريمة التي جاءت قبل أيام من القمة البريطانية - الاسرئيلية المرتقبة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيره الاسرائيلي إيهود أولمرت في لندن. ففي صحيفة الصنداي تليجراف كتب هاري دي كوتفيل تحت عنوان "مازلت أنتظر أمي، هذا ما تقوله هديل ولكن والديها توفيا"، يقول في غرفتها في الطابق الثاني بمستشفي العودة بشمال غزة مازالت الطفلة الصغيرة هديل غالية البالغة من العمر 10 سنوات تسأل عن أمها. "وفيما توجد ضمادة علي عنقها، تتعافي هدي من جراء قصف مدفعي علي شاطئ في غزة أسفر عن مقتل عائلتها بأكملها". ولكن لا تجد الممرضات بمستشفي العودة، ولا أعضاء أسرة هدي القدرة علي إبلاغها بأنها صارت يتيمة وأن 6 من من القتلي السبعة من أفراد أسرتها ومن بينهم والدها علي غالية مزارع الطماطم البالغ من العمر 45 عاما ووالدتها رئيسة البالغة من العمر 35 عاما وشقيقها هيثم 5 سنوات. ونسبت الصحيفة إلي هدي القول "كنا نلعب علي الشاطئ، وأنا أعرف السباحة، وكنا نلعب في دائرة ونحن متماسكو الأيدي ونسبح ونلعب". "ثم أخذت الطفلة الصغيرة تصف الانفجارات، وانفجرت في البكاء وهي تشعر أن شيئا بشعا حدث لأحبائها، وقالت إنني أنتظر أمي". وقالت صحيفة الصنداي تليجراف إن إسرئيل، التي تطلق مئات من القذائف يوميا علي غزة، تجري حاليا تحقيقا في الحادث. وقد نشرت الصحيفة صورا مؤثرة لهدي في المستشفي ولموقع الحادث ولقتلي وجرحي. صانع سلام من جانبها نشرت صحيفة الأوبزرفر موضوعا عن رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت تحت عنوان "الصقر الذي يرتدي ثوب حمامة" قالت فيه إن رئيس الوزراء الاسرائيلي يتمتع بسمعة دولية باعتباره صانع سلام، ولكن القصة هناك في إسرائيل مختلفة تماما. وتقول الصحيفة "عندما يجلس هذا المحامي المليونير البولندي الأصل البالغ من العمر 60 عاما علي مائدة الافطار كل صباح مع زوجته عليزة وهي ناشطة اجتماعية وكاتبة وفنانة تظللهما خلفية مفادها أنها لم تصوت قط له علي مدي ثلاثة عقود من زواجهما، وكان أولمرت وحتي وقت قريب من أكثر المؤيدين للتوسع الاستيطاني. "ولكن عليزة اليسارية تقول الآن إن خلافاتهما السياسية قد تقلصت بشكل كبير مؤخرا".. "وليست زوجته فقط التي تختلف معه سياسيا في الأسرة، فأبناء رئيس الحكومة اختلفوا معه أيضا فابنه شاؤول يعيش في نيويورك وقد وقع التماسا يؤيد فيه جماعة ييش جفول اليسارية، والابن الأصغر إرييل تجنب الخدمة العسكرية واختار الحياة في فرنسا، وابنته دانا ناشطة من أجل حقوق الانسان للفلسطينيين. وتقول الصحيفة إن أولمرت كان مثل شارون قضي أغلب حياته السياسية يعارض الانسحاب من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل من الفلسطينيين عام 1967، وصوت ضد اتفاقيات كامب دفيد مع مصر، ويصر علي أن القدس يهودية. "والخلاف بين أولمرت وزوجته هو الخلاف بين إمرأة ولدت في مخيم للاجئين الألمان عام 1946 في أسرة لها نشاطات اجتماعية، وإيهود الذي ولد في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني عام 1945 وهو مثل والديه مؤمن بأفكار زائيف جابوتنسكي مؤسس تحالف الصهاينة الثوريين وميليشيا الأرجون.