الوقت يمر ومازلنا غير قادرين علي ملاحقة الإهمال والفساد والتسيب، ومازال الكلام وحده هو سيد الموقف من خلال حوارات تليفزيونية وبرامج إذاعية ومقالات وآراء صحفية والكل منا يكتب وينتقد ونؤكد أننا مازلنا في ركب الشعوب والحكومات والتي لا تعرف عن التخطيط أولي بديهياته، الإهمال ظاهرة تعاني منها دول كثيرة ولكن الفرق الجوهري بيننا وبينهم أننا بعيدون عن القرارات الحاسمة والمتابعة المستمرة والمحاولات الجادة للخروج من دوائر الإهمال والفساد الذي يؤدي إلي إزهاق الأرواح ونهب ثروات الوطن وضرب الاقتصاد الوطني وضرب أساسيات التنمية والبناء منذ أن قامت ثورة يوليو وحتي اليوم ونحن نعايش لافتة عريضة مكتوبا عليها القضاء علي الفساد أهم أهدافنا والمذهل والمؤسف والعجيب تزايد حالاته وقضاياه حتي أصبح لدينا شعار فحواه الإهمال سيد الموقف والفساد علامات بارزة. والطناش متمكن منا. لا أحد ينكر أن أهل الحكم علي درجة عالية من الوطنية والانتماء ويريدون القضاء علي الظواهر الإهمالية والإفسادية.. يريدون الخير للوطن والمواطن لكن المعضلة أن الإهمال له رجاله.. والمستفيدون من انتشاره.. إنهم فئة أعداء الوطنية والذين ينخرون كالسوس في البنيان.. إنني أجزم بأن لدينا مافيا سوداء ولعينة من رجالات الإهمال والعبث بمقدارتنا. إن أخطر مصادر الإهمال والفساد هو الفريق المتلون والقريب من صناع القرار.. أو من هم في مواقع المسئولية والبعيدين عن آلام المجتمع متي نتوقف عن مسلسل الهزل المنظم والمتكرر عند وقوع المصائب والبلاء والكوارث من فساد أو إهمال يؤدي إلي حريق جماعي أو غرق البواخر أو سقوط الطائرات أو تفحم القطارات.. أو نزيف اسفلتي يطيح بالمئات نقلب الدنيا ونقعدها وهات يا كلام وتتزايد موجات الاستنكار والشغب وتعقد الجلسات الطارئة لمجلسي الشعب والشوري ونري مجلس الوزراء في حالة انعقاد مستمر وتصريحات نارية وهجوم كاسح في صحف المعارضة وتدريجيا يفتر الحماس ونصدر القرارات والتوجيهات وتصرف الإعانات الهامشية وبعد فترة ينتهي الأمر ونفيق مرة أخري علي كارثة جديدة وربما من العيار الثقيل وتعود ريما لعادتها القديمة. ولكن دعونا نقول كلمات صادقة لدينا الشرفاء والكفاءات وأصحاب الضمير ومن يضحون بأرواحهم من أجل الوطن ويبذلون قصاري الجهد وبكل مصداقية، لدينا قيادات وطنية مازالت تعطي من أجل المستقبل وتأمل الخير لمواطنيها إذن أين يكمن الداء السرطاني المتشعب إنهم فاقدو الضمير والبصيرة. أعداء الوطن الذين يعايشون مصالحهم الشخصية بكل ضروب الحماقات.. يا ناس يا هوه.. يا خلق مصر في أزمات!! والمواطن أحلامه لا تخرج عن الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي.. واليسر في مأكله ومشربه وعلاجه وتعليم أولاده أن الطامة الكبري في أن الفساد والإهمال طال العديد من القيادات التنفيذية والشعبية والذين يجيدون فنون ضرب القانون والتهرب من المسألة.. فهل نستورد مسئولين من خارج الحدود؟ ليديروا شئون البلد.. مازلنا في مفترق الطريق والمصائب في تزايد والضحية الوطن المهموم فماذا نحن فاعلون؟ هل نحن في حاجة لمجلس قومي لمحاربة الإهمال؟ هل نحن في حاجة لمجلس قومي لمحاربة الفساد؟ هل نحن في حاجة لوزارة شئون الكوارث والنكبات؟ مطلوب علاج فعال لوقف نزيف الفساد والفوضي والإهمال. مطلوب متابعات فاعلة لقرارات الدولة وقوانينها ودون هوادة أو تخاذل. مطلوب غربلة الصفوف من فوضي الوساطة والمحسوبية والعلاقات الشخصية والتي كثيرا ما كانت من وراء المصائب. إنها دعوة حتي نفيق من غيبوبة فقدان الوعي الانتمائي وأن نعيد النظر في شئون حياتنا ونعايش مسيرة الإصلاح الفعلي وليس الإنشائي وبجدية وبمفاهيم العبور.. واقتراحي نريد فريقا قوميا من المسئولين لإعادة الروح المفقودة.. وإعادة مؤازرة الجماهير. إن إصلاح النفس البشرية.. أعظم من إصلاح السياسات.