وسط حالة من الوجوم والغضب السياسي طلب الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء امس امام مجلس الشعب مد حالة الطوارئ لمدة عامين جديدين، في وقت قابل فيه نواب الاخوان والمعارضة والمستقلين طلب نظيف بوضع لافتات سوداء علي صدورهم لاعلان رفضهم لطلب الحكومة الذي ايده نواب الحزب الوطني بالتصفيق الحاد. وفيما حرص د. نظيف في بداية بيانه امام المجلس علي تقديم عزائه الي اسر ضحايا الارهاب الاسود الذي ضرب دهب في ذكري تحرير سيناء تعهد الدكتور نظيف بانهاء حالة الطوارئ فور صدور القانون الجديد لمكافحة الارهاب الذي يجري اعداده حاليا. وقال د. نظيف ان الظروف الحالية التي يشهد فيها المجتمع المصري عمليات ارهابية تزهق الارواح وتشيع الفوضي وتضرب الاستقرار فلابد من مساندة اجهزة الامن ببعض الاجراءات التي تمكنها من التصدي للارهاب. وأكد أن الحكومة تعقد العزم علي تنفيذ برامج الاصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية الواردة في برنامج الرئيس حسني مبارك الانتخابي وهي اصلاحات تحتاج لمناخ ملائم من الامن والاستقرار موضحاً أن استقرار البلاد اهم عنصر من عناصر التنمية وان الحكومة نجحت في التغلب علي الآثار السيئة للعمليات الارهابية في طابا وشرم الشيخ. وشدد علي ان قانون مكافحة الارهاب أو الطوارئ لن يكفي للقضاء علي الارهاب تماما لكنه يتيح للاجهزة الامنية اتخاذ التدابير والاستعانة بالتكنولوجيا والتقنية في مواجهة الارهاب. وقال المستشار مصطفي الطويل رئيس حزب الوفد لنهضة مصر ان قانون الطوارئ لن يوقف الارهاب كما ان قانون مكافحة الارهاب المزمع اعداده لن يوقف الارهاب ايضا لان الدولة تتعامل مع الارهاب بسياسة الردع بينما عليها ان تواجه موضوع التطرف الديني بحل شامل من جذوره وليس بالمواجهة الامنية فقط. واكد الطويل ان تمديد حالة الطوارئ ضد الاصلاح وضد الديمقراطية ويزيد من ازمة الوضع السياسي ومحاصرة الاحزاب والقوي السياسية مشيراً الي ان الحكومة لم تعد تسمع لاحد وتسير في نفق مظلم يضر بأوضاع الشعب المصري، لافتا الي ان قوي المعارضة لن تتوقف عن العمل لمواجهة تعنت النظام. اما ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري فيقول ان هذا الموقف يؤكد علي رغبة الحكومة باستمرار حالة الطوارئ، وان هذا يؤكد ان الحكومة اصبحت في اضعف مراحلها وان مصدر قوتها واستمرارها هو تمديد هذه الحالة التي اضرت بمصر وشعبها علي مدار ربع قرن مضي. واضاف داود ان الحكومة تصر علي استمرار معاناة المواطنين دون اكتراث لاي معايير سياسية او انسانية. اعتبر الدكتور محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ان تمديد حالة الطوارئ لفترة عامين المتزامنة مع حملات اعتقال للاخوان وغيرهم والحرب علي القضاة وتأجيل انتخابات المحليات، امور جميعها تكرس لسيناريو التوريث علي حد تعبيره. واضاف ان هذه الاجراءات ضد الاصلاح وتخالف الوعود الانتخابية التي اعلنها الرئيس مبارك في برنامجه. وأكد حبيب ان هذا الاجراء سيزيد من حالة الاحتقان والتوتر داخل الشارع المصري وبين النخب السياسية ويعد استمراراً لحالة الركود السياسي مشيرا الي انه لايجب التوقف عن العمل في اتجاه الاصلاح مهما كانت مواقف الدولة المعادية له.