طهران وكالات الأنباء: واصلت إيران تحديها للضغوط التي تتعرض لها علي خلفية نجاحها في تخصيب اليورانيوم وهو ما أعقبه تحرك الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لاستصدار قرارات ضدها في مجلس الأمن. وبدت ايران واثقة بقدرتها علي ردع واشنطن عن شن هجوم عسكري ضدها او حتي بامكان خروجها منتصرة من مواجهة محتملة، معتبرة انها في موقع قوة بفضل ارتفاع اسعار النفط ودعم مجموعات اسلامية عدة لها فضلا عن الصعوبات الأمريكية في العراق. وكرر النظام الايراني انه غير مستعد للمساومة علي برنامجه النووي المثير للجدل، بعدما اعلن قبل بضعة ايام نجاحه في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% متحديا بذلك ارادة مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الايرانية "نحاول ايجاد حل دبلوماسي للمشكلة (النووية) وعلي الولاياتالمتحدة ان تدرك انها ليست في موقع يسمح لها باثارة ازمة جديدة في المنطقة". وقال "مضت اكثر من ثلاث سنوات علي غزو الولاياتالمتحدة للعراق وبعد كل هذه السنوات تطلب الان مساعدة" في اشارة الي المفاوضات المقررة بين واشنطنوطهران بشأن العراق. وفي اطار حملات التصعيد المتبادلة بين الجانبين طلب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من القوات المسلحة ان تكون علي اهبة الاستعداد للتعامل مع أي هجوم ب "قطع يد المعتدين". وتأتي تصريحات احمدي نجاد بعد اعلان ايران انها نجحت في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في دورة الوقود النووي. كما تأتي في اعقاب تقارير في واشنطن بأن الولاياتالمتحدة ربما تخطط للقيام بعمل عسكري ضد طهران في محاولة لمنعها من تطوير اسلحة نووية. في غضون ذلك، قالت روسيا إنها ستصر علي حل دبلوماسي للأزمة بشأن برنامج إيران النووي. وقال أندريه كريفتشوف، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن المحادثات، التي تضم الدول الأخري دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلي ألمانيا، أعادت التأكيد علي وجهة نظر روسيا بعدم وجود بديل لاستراتيجية يتم التوصل إليها عن طريق المفاوضات. من جانبه، قال علي لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني، إن عهد التهديدات والترهيب قد ولي، ودعا إلي توفير مناخ مناسب للمفاوضات. وتابع قائلا: "أعربنا دائما عن استعدادنا السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمجيء إلي إيران وزيارة مواقعنا النووية. وإذا كانت لا تزال هناك أسئلة وأوجه غموض تحتاج إلي إجابات فعندها يتعين أن يتم الرد عليها." كما انتقدت إيران، برنامج إسرائيل النووي "الشائن"، ووصفته بأنه "دليل علي خمسة عقود من الخداع والتكتم." وأدلي سفير إيران لدي الأممالمتحدة، جواد ظريف، بالتصريحات خلال اجتماع لمجلس الأمن حول تزايد حدة العنف بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة. وقال السفير الإيراني لدي الأممالمتحدة" إن وجود الأسلحة النووية في أيدي نظام (إسرائيل)، له تاريخ غير مسبوق في ممارسة إرهاب الدولة، ويلجأ للعدوان والتهديد باستخدام القوة ضد دول أخري، يجعل من تلك الأسلحة تهديدا حقيقيا للأمن والسلام ومعاهدة منع الانتشار النووي." وأضاف جواد ظريف أن " المجتمع الدولي يجب أن يتصدي لهذه التهديدات، وأن مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية يجب أن تمضي قدما." ونبه قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال يحيي رحيم صفوي الولاياتالمتحدة الي "هشاشة" وضع قواتها في العراق والمنطقة مخاطبا اياها "تستطيعون بدء حرب، لكنكم لن تكونوا من سينهيها". واضاف "اننا نراقب من كثب القوات الأمريكية في المنطقة وننصحها بعدم تعريض امن المنطقة للخطر عبر مهاجمة ايران". واجرت القوات المسلحة الايرانية في مطلع ابريل اسبوعا من المناورات العسكرية في الخليج عرضت خلاله مجموعة من الصواريخ الجديدة المتطورة، محذرة من شن اي هجوم عليها. من جهة اخري، اعلن الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح في طهران ان حركته ستساند ايران في حال تعرضت لهجوم أمريكي واسرائيلي. وقال شلح ان "اي تهديد موجه ضد الجمهورية الاسلامية هو تهديد ضد الفلسطينيين ولن تواجه ايران وحدها هذه التهديدات". واضاف "اننا في حال حرب يومية مع الصهاينة واي عدوان علي ايران هو عدوان علي الفلسطينيين".