يبدو ان الرئيس اوباما يريد تشديد الخناق تماما علي ايران من خلال فرض عقوبات امريكية غير مسبوقة وقاسية ضدها.. علي امل ان يؤدي ذلك الي انصياع النظام الايراني لمطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وخضوع البرنامج النووي الايراني وعدم تخصيب اليورانيوم.. ويبدو ان الرئيس الامريكي يريد المضي في المواجهة المحسوبة بعد وصول المفاوضات الي طريق مسدود ويمارس الضغوط الاقتصادية من خلال تلك العقوبات المتشددة لكسر عناد الرئيس احمدي نجاد وحتي يستجيب للشروط الامريكية والاوروبية لكبح جماح النشاط النووي الايراني الذي تشك واشنطن في سعيه لصنع اسلحة نووية! وذلك بديلا للحرب. وبنظرة الي قائمة العقوبات المتشددة التي قررها اوباما فانه قد يكون من الصعب علي ايران المضي في برنامجها النووي بنفس الوتيرة، وفي ظل الاوضاع الصعبة الضاغطة علي الاقتصاد الايراني وبما يزيد معاناة الايرانيين وهو امر لم يعد خافيا وبدت انعكاساته في تنامي المعارضة ضد حكم خامنئي نجاد، وبعدما وجهت ايران معظم الموارد الي البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم وبرغم تكاليفه الباهظة!. والسؤال المطروح: ماذا ستفعل ايران في مواجهة العقوبات الامريكية التي تتجاوز عقوبات مجلس الامن والاتحاد الاوروبي؟ وهل تتحمل آثار تلك العقوبات والتي وصلت الي حد تخيير البنوك الاجنبية بين التعامل مع طهران او التعامل مع واشنطن تطبيقا لمبدأ بوش »من ليس معنا فهو ضدنا« والي حد فرض العقوبات علي البنوك الامريكية التي تتعامل مع الحرس الثوري الايراني والشركات التابعة له؟. ان الشركات الامريكية ممنوعة بالفعل من العمل او الاستثمار في ايران، ومن الممكن ان تتعرض الشركات الاجنبية التي تستثمر في الطاقة هناك الي عقوبات طبقا لقانون اوباما الذي يفرض عقوبات علي اي شركات في العالم تقوم بتصدير البنزين ومنتجات النفط المكرر الي ايران، او اي شركة تزودها بمواد تساعدها علي انتاج ذلك بنفسها.. وذلك فرض حصارا اقتصاديا وبتروليا علي ايران وحرمان شركاتها من التعامل مع البنوك الاجنبية وكذا وقف صادرات السوق السوداء للتكنولوجيا الحساسة اليها عن طريق دول اخري!. وهناك ملاحظات معينة حول عقوبات اوباما وتوضح الهدف منها: 1 محاصرة الشركات التي يستخدمها الحرس الثوري الايراني لاختراق العقوبات السابقة من مجلس الامن والاتحاد الاوروبي وتلبية احتياجات ايران من خلالها بحكم نشاطها غير المنظور. 2 تضييق الخناق علي السوق السوداء التي تتعامل ايران من خلالها للحصول علي اجهزة التكنولوجيا الحساسة لتخصيب اليورانيوم وصناعة الصواريخ وفرض قيود علي الدول المخالفة للعقوبات. 3 حرمان الشركات الايرانية من القيام باستبدال عملات من البنوك الاجنبية والتعامل مع البنوك الامريكية للقيام بالتحويلات البنكية وكذا حرمان تلك الشركات من المعاملات العقارية مع الامريكيين. والسؤال الاخر: هل تفلح عقوبات اوباما من فرض قيود موجعة علي ايران؟ الواضح ان اوباما يريد تفادي الدخول في مواجهة عسكرية ضد ايران وبينما القوات الامريكية غارقة في مستنقع افغانستان منذ عام 1002 وتتكبد خسائر فادحة امام طالبان وفي مثل هذه الظروف لا يكون هناك خيار سوي تشديد العقوبات ضد ايران ومحاولة خنق اقتصادها ولكن احمدي نجاد مايزال ماضيا في التحدي ويقول: ان هذه العقوبات »مثيرة للشفقة« ولن تمنع ايران من لعب دورها!.