إيبارشيات وأديرة سوهاج تهنئ قيادات المحافظة بعيد الأضحى المبارك    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 من أعضاء المهن الطبية للدراسات العليا بالجامعات    إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    لليوم الثالث.. انتظام العمل بمجازر محافظة الغربية    ذبح 9 رؤوس ماشية وتوزيعها على مستحقيها بمدن الإسماعيلية    الصادرات السلعية ترتفع وتسجل 16.5 مليار دولار كأعلى معدل خلال أول 5 أشهر    حزب الله اللبناني: استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية وإصابتها إصابة مباشرة    كوريا الجنوبية والصين تعقدان محادثات «2 بلس 2» لكبار مسؤولي الخارجية والدفاع    إشادة عربية بجهود السعودية في إنجاح موسم الحج لهذا العام    مقتل 7 على الأقل وفقدان 20 شخصا جراء انهيارات أرضية بالإكوادور    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الأهلي والاتحاد السكندري.. الليلة    لليوم الثالث على التوالي| مراكز الشباب تفتح أبوابها للجمهور    الزاوية الخادعة في اللعبة الأكثر جدلاً في الدوري .. لماذا أثارت ضربة جزاء الزمالك الانقسام؟    ميدو بعد أحداث الزمالك والمصري: الحكام بينفذوا أجندة.. والإرهاب هو اللي بيمشي    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق إسكندرية الصحراوي    الأرصاد الجوية: طقس شديد الحرارة نهارًا معتدل ليلًا    محميات البحر الأحمر تنفذ حملات تفتيشية مفاجئة لتفقد الأوضاع    حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات في ثاني أيام التشريق.. والمتعجلون يؤدون طواف الوداع    خالد جلال يفتتح العرض المسرحي "مش روميو وجوليت" بالقومي    الفنان إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن إصابته بمرض السرطان    وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يتفقد مستشفى إيتاى البارود المركزي    مجدي يعقوب: منظومة «التأمين الصحي الشامل» شيء مُشرف أمام العالم    حجم الدمار في قطاع غزة بعد 8 أشهر على العدوان الإسرائيلي.. تقرير يرصده بالأرقام    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول في برنامج إعداد معلمي الطفولة المبكرة جامعة الإسكندرية    حزب الله: استهدفنا دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا وحققنا إصابة مباشرة    إقبال السائحين على زيارة متحف شرم الشيخ خلال إجازة العيد    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    «الوزراء»: تسجيل 6 آلاف منشأة جديدة بهيئة التنمية الصناعية خلال 2023    مصرع شخص وإصابة آخرين إثر انقلاب تروسيكل في المنيا    أطعمة فعالة لطرد السموم من الجسم بعد لحمة العيد    ضبط عنصرين بالإسكندرية بحوزتهما كمية من المخدرات تقدر ب 1.5 مليون جنيه تقريباً    البابا تواضروس يتلقى تقريرا عن الخدمة في إيبارشية ديرمواس    الجزار: 23 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر والمناطق الريفية بالوادى الجديد    احذر الحبس 10 سنوات.. عقوبة تزوير المستندات للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    متظاهرون يحاولون اقتحام مقر إقامة نتنياهو| فيديو    مواعيد مباريات الجولة الأولى للدورى الإنجليزى موسم 2024-2025    المحمل والحج.. مراسلات بين مصر والمملكة العربية السعودية    مسؤولة فلسطينية: شوارع إسرائيل مغلقة بسبب التظاهرات ضد نتنياهو    يورو 2024| التشكيل المُتوقع لجورجيا أمام تركيا في بطولة الأمم الأوروبية    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    سيتي يبدأ المشوار بمواجهة تشيلسي.. خريطة مباريات القمة في بريميرليج 2024-2025    إيقاف مبان مخالفة بمناطق عابدين والسلام والساحل فى القاهرة    فوز كلية حاسبات القاهرة بالمركز الأول فى المسابقة التكنولوجية بالصين    طريقة تحضير كبسة اللحم بالأرز البسمتي    إجمالي إيرادات فيلم عصابة الماكس في 4 أيام عرض (مفاجأة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 18-6-2024    دعاء الأرق وعدم النوم.. لا إله إلّا الله الحليم الكريم    «المهايأة».. كيف تتحول شقة الميراث إلى ملكية خاصة دون قسمة؟    أخبار الأهلي : الزمالك يتلقي صدمة جديدة بعد التهديد بعدم مواجهة الأهلي    سعر كيلو اللحمة في منافذ التموين اليوم الثلاثاء 18-6-2024    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    بينهم مصريون، مصرع 11 وفقدان أكثر من 60 في غرق قاربي مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا    إسعاد يونس: عادل إمام أسطورة خاطب المواطن الكادح.. وأفلامه مميزة    افتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ بمستشفيات جامعة عين شمس.. 25 يونيو    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    بيان عاجل من وزارة السياحة بشأن شكاوى الحجاج خلال أداء المناسك    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    ملخص وأهداف جميع مباريات الاثنين في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طموح إيران النووي بين رفض العرب والتراجع الأمريكي!
نشر في نهضة مصر يوم 06 - 06 - 2006

في نفس الوقت الذي تؤكد فيه تصريحات رسمية وقمم عربية عديدة علي رفض برنامج ايران النووي، وفي نفس الوقت الذي تكاد تتبدي فيه قسمات شماتة عربية واقليمية، وذلك انتظارا وترقبا لعمل عسكري امريكي ما ضد برنامج ايران النووي، وفي ظل عجز عربي واضح عن الاسهام بجدية في الازمة النووية الايرانية، التي ترددت اصداؤها بعد اعلان ايران عن نجاحها المباغت في تخصيب اليورانيوم، وفي اطار حشد سياسي واعلامي امريكي جارف استمر لاسابيع عديدة، ما بين وعيد وتهديد وتخويف وابتزاز، حدث ما لا يمكن الا ان يحمد عقباه،
ففي تطور مفاجئ اعلنت الادارة الامريكية عن استعدادها للانضمام الي المباحثات التي يجريها الاتحاد الاوروبي مع ايران بشأن برنامجها النووي، وان كان ذلك الاعلان قد اشترط بداية وقف ايران لكافة عمليات تخصيب اليورانيوم، مع السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالعمل بحرية كاملة للتحقق من عدم سعي ايران لامتلاك سلاح نووي!
إذن فهناك تراجع امريكي واضح عن لهجة الاستعلاء والاستقواء التي كانت تصدر عادة عن واشنطن، ومن ثم عدم امكانية حل الخلاف معها بالوسائل الدبلوماسية، ويمكن التحقق من ذلك عند اعادة قراءة الذي صدر عن الجانب الامريكي بهذا الخصوص والذي اشتمل علي:
1 اعلان وزيرة الخارجية الامريكية، ومن بعدها الرئيس الامريكي بنفسه وبعد نصف ساعة فقط من تصريحات وزيرة خارجيته، عن اعتقادهما بضرورة وأهمية حل الخلاف مع ايران بالوسائل الدبلوماسية، وانضمام امريكا لتلعب دورا قياديا في حل الازمة الايرانية التي يدير رحاها الاتحاد الاوروبي حاليا.
2 اعلان الرئيس الامريكي عن احترام امريكا للشعب الايراني وتراثه وتاريخه، واعرابه عن امله في استجابة ايران لمطالب المجتمع الدولي، ونصحه لها بعدم انفاق اموالها علي برنامج نووي، بل ان تنفق اموالها علي تحسين مستوي معيشة الشعب الايراني!
3 التلويح بحزمة الحوافز التي سوف تكون من نصيب طهران حالة موافقتها علي الشروط الامريكية.
4 ان التحول المفاجئ في الموقف الامريكي، وتخليه الدرامي عن الرفض الصارم في الماضي القريب للتباحث مباشرة مع طهران، هو لرغبة الادارة الامريكية في التخلص مما وصفته وزيرة الخارجية الامريكية "بآخر المبررات" التي تروج لها اطراف دولية عديدة لتعثر المفاوضات التي تجري بين طهران والترويكا الاوروبية.
5 ان الادارة الامريكية لا تزال تمارس لعبة "العصا والجزرة" حتي في موقفها الاخير، لا اقول من مجرد مشاركتها في المشاورات مع طهران، بل من قيادتها لها، فبينما تلوح الوزيرة الامريكية بالحوافز او "الجزرة" التي يمكن لايران الحصول عليها عند رضوخها للمطالب الامريكية، الا انها لم تنس ان تذكرها ايضا بأن الولايات المتحدة ستبقي جميع الخيارات مطروحة بما فيها العمل العسكري "العصا" ضد ايران.
علي اية حال، فإنه من الضروري في مثل تلك الظروف الاقليمية المرتبكة، ان نثمن التراجع الامريكي، وان ننتظر القادم الذي يمكن ان يحول دون ولوج منطقتنا العربية في اتون حرب او صراع عسكري جديد، ايا كانت صورية دوافعه او حماقة اهدافه.
وفي هذا السياق لا يمكن لنا اغفال دور كل من روسيا والصين، حيث عارضتا بشدة صدور قرار دولي من مجلس الامن بفرض عقوبات علي ايران، كما عارضت ربما قيام الولايات المتحدة بأي اعمال عسكرية يكون من شأنها التأثير بالسلب علي برنامج ايران النووي، خاصة في ظل اعتقادهما بسلمية دوافع وتوجهات هذا البرنامج وعدم جنوحه للتطور في اتجاه انتاج اسلحة نووية.
العرب وايران النووية
عبرت دوائر رسمية عربية عديدة عن قلقها الشديد من تحول ايران الي قوة نووية، يمكن ان تكون لاعبا رئيسيا في الساحة العربية كلها، ويؤكد الاستاذ صلاح الدين حافظ علي ان قلق الحكومات العربية بذلك الخصوص، قد يكون حقيقيا وطبيعيا في جزء منه، الا ان الجزء الاخر له، هو قلق مستورد من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي، اللذين يخوضان حربا اعلامية سياسية نفسية لعرقلة المشروع او البرنامج النووي الايراني، وذلك حتي لا يصبح ذلك البرنامج منافسًا لهما او لغيرهما، الا ان كثيرين يعتقدون ان ذلك القلق المتعاظم لا وجود له عند الشعوب العربية والاسلامية، التي تحلم بأن يكون السلاح النووي الايراني معادلا ورادعا علي الاقل للسلاح الاسرائيلي، ويستطرد الاستاذ حافظ "في لهجة لا تخلو من اندهاش واستغراب" في الحديث عن الرفض المصري او العربي للبرنامج النووي الايراني، في ذات الوقت الذي يخفت فيه الصوت العربي تماما عن الحديث عن البرنامج النووي الاسرائيلي، بل وعن الترسانة النووية الاسرائيلية، التي يقع اهم مفاعلاتها النووية علي بعد كيلو مترات قليلة من حدودنا الشرقية في "ديمونة" "الاهرام 19/4/2006".
وفي سياق متصل، كتب الاستاذ سلامة احمد سلامة في عموده الهام بالاهرام بتاريخ 25/4/2006، حول الاوضاع غير المريحة في كافة الملفات الشائكة التي تحيط بمنطقتنا العربية وخاصة بالنظر الي عدم امتلاك الدول العربية لفكر سياسي او استراتيجيات واضحة للتعامل معها، اذ يبدو أننا نستريح لترك تلك الملفات في ايد غير مريحة، حيث نرتمي عند الاقدام الامريكية، تاركين لها الحق في البحث في حلول مريحة لنا ولها، فعدد من الدول العربية قد ألف التعايش بسلام مع القوة النووية الاسرائيلية، ومن ثم فإنه لا يريحهم ان تظهر قوة نووية اخري مثل ايران، فإذا كنا قد عجزنا عن التعامل مع قوة نووية واحدة، فكيف لنا ان نتعامل مع الثانية "الايرانية" او مع الاثنتين معا؟! ويحذر الكاتبان معا من مغبة انسياقنا وراء التحريض ضد طهران والتخويف من طموحاتها في المنطقة العربية في نفس الوقت الذي نتقزم فيه امام اسرائيل.
ولعل مثل تلك الكتابات الهامة، قد لفتت الانتباه، حيث لاحظنا ان الخطاب الرسمي العربي قد بدأ في الآونة الاخيرة وبالذات في الايام القليلة الماضية في الاشارة الي ضرورة اخلاء المنطقة كلها من اسلحة الدمار الشامل وضبط التسلح النووي، وبالتالي اجبار جميع الاطراف بما فيها اسرائيل علي الخضوع لاحكام المجتمع الدولي في هذا الشأن.
الحل الدبلوماسي هوالخيار الوحيد
دعونا نتفق من البداية، ان مجرد تراجع واشنطن في موقفها المبدئي المتشدد الرافض لقبول فكرة التفاوض المباشر مع طهران، انما يمثل في الحقيقة انتصارا سياسيا ايرانيا لا يقبل الشك في ادارة ايران لازمتها
لقد نجحت طهران، بفعل عوامل ومقدرات داخلية كامنة فيها، في توظيف ظروف اللحظة الراهنة اقليميا ودوليا، في فرض قضية ضرورة التعامل معها دبلوماسيا
وعلي الرغم من كل ذلك، فإننا نجد انفسنا ازاء اجتهادات مختلفة في تقدير وتقييم التغيير الاستراتيجي الذي احدثه نجاح التجربة التي اجرتها ايران في التاسع من ابريل 2006 تخصيب اليورانيوم، فهناك من يعتقد باتسام التجربة الايرانية بالمحدودية الشديدة، وبأنها استثمرت اموالا طائلة في مجال التخصيب بدون اي جدوي اقتصادية حقيقية، وان نجاحها المحدود في تخصيب اليورانيوم قد لا يؤدي بالضرورة وتلقائيا الي انتاج السلاح النووي، وان حديث طهران حول دخولها للنادي النووي العالمي، ليس اكثر من مبالغة دعائية، والاهم من ذلك ان اعلان طهران عن تمكينها من تخصيب اليورانيوم، لا يعد عاملا داعما لموقفها في ازمتها النووية مع الغرب، بل انه علي العكس من ذلك يمكن ان يلحق بها مزيدا من الضرر! (د. أحمد ابراهيم ملف الاهرام الاستراتيجي مايو 2006).
وفي المقابل فإن هناك من يعتقد بأن ايران قد تكون الدولة الثانية التي ستدخل السلاح النووي الي المنطقة بعد اسرائيل، ولقد تعددت الكتابات الامريكية المبشرة بوجود نوايا حقيقية لدي ايران للسعي نحو برنامج سلاح نووي، وعموما فإن البرنامج النووي الايراني يعد من اكثر البرامج النووية اثارة للجدل والاحتمالات في الشرق الاوسط، حيث يشير ذلك البرنامج والكلام للدكتور/ محمد عبد السلام اشكاليتين هامتين وردتا في دراسته الشاملة حول مشكلات اقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط (وقد نشر الدراسة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام)! أما الاشكاليتان فهما:
أولا: ان هناك غموضا حقيقيا في مسألة النوايا النووية الايرانية.
ثانيا: ان هناك معلومات محددة حول انشطة نووية ايرانية غير معلنة، ومن ثم فالباب مفتوح لاحتمال ظهور "سلاح نووي" جديد في منطقتنا لم يكن في الحسبان.
واذا كنا قد قرأنا مرارا مؤخرا ما ورد في حديث الاستاذ فهمي هويدي مع الدكتور لاريجاني امين المجلس الاعلي للامن القومي الايراني، بذلك الخصوص، والذي اكد فيه علي ان البرنامج النووي الايراني قد تم تشويهه بالكامل عمدا في العالم الخارجي، بما في ذلك العالم العربي، لقد اكد الدكتور لاريجاني علي امور ثلاثة هامة وهي، ان هذا الذي ينكرونه علي ايران الآن قد قبله الغرب من الشاه منذ نحو اربعين عاما، وانهم في ايران ذهبوا الي ابعد مدي ممكن لطمأنة المجتمع الدولي، الا ان ذلك لم يعجب المتربصين بهم، كما ان لديهم فتوي من الامام "الخوميني" تحرم انتاج وتخزين واستخدام اسلحة الدمار الشامل (الأهرام 25/4/2006).
واذا كان لي في نهاية حديثي من اضافة في الموضوع، فإنه لا يسعني الا انني اؤكد لحضراتكم انني اثق وأصدق واطمئن كثيرا لكل ما يصدر عن الاستاذ هويدي وكذلك لما نقله سيادته عن لسان مضيفه في طهران


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.