نشر الكثير من المناضلين صفحات من ذكرياتهم في المعتقلات. وقد لاحظت انهم جميعا قد وصفوا "بدقة وأمانة" حفل الاستقبال الذي كان يقام لهم في الردهة بعد بوابة الداخول مباشرة. حيث يصطف حرس السجن علي الجانبين يواجهون الداخلين فردا.. فردا يكيلون للقادمين الجدد تنويعات من "اللسع" علي القفا ثم الضرب بالعصا والكرابيج حتي يغادروا الردهة الطويلة جريا.. في محاولة أن تسقط عنهم كرامتهم.. ولتأهيلهم لنيل ماكان أعظم في الإذلال والتحقير داخل الزنازين. لكن من بقي منهم علي قيد الحياة خرج ليحكي.. ويسجل علي صفحات التاريخ.. ذكريات القهر. لا أدري لماذا تذكرت ذلك الحفل وأنا اخرج من مبني سنترال الزمالك وفي يدي فاتورة التليفون وقد زادت قيمتها عن السابقة بنسبة 40% (زيادة 25% مضافا عليها الضرائب علي الزيادة!!). ثم لا أعرف السبب الذي جعلني أخرج يدي من جيبي خالي الوفاض.. لأضعها علي قفاي!!.. هل أجد تفسيرا لدي أحد اساتذة علم النفس التربوي؟