يعتبر كتاب "هرمجدون" نموذجا للكتب التي تستقي من نصوص منسوبة للدين دلائل علي نهاية العصر. وهرمجدون، أو armageddon كما تعرف في الغرب، هي المكان الذي ذكر الإنجيل أنه سيشهد الموقعة الفاصلة بين قوي الخير وقوي الشر منذرة بنهاية العالم، وتقول الموسوعة البريطانية أن الكلمة عبرية، وقد وردت في إصحاح يوحنا لتشير إلي تل مجيدو بفلسطين. ويتنبأ مؤلف الكتاب أمين جمال الدين بتفجر الموقف بعد وقوع ضربة عسكرية توجهها الولاياتالمتحدة للعراق. أما الأصول التي يبني عليها توقعاته فيرجعها إلي آثار إسلامية وأحاديث نبوية يقول إنها ترجع لأكثر من 14 قرنا. ويعتمد مثل هذه الكتب علي مايسمي ب "علم الفتن والملاحم" الذي يتناول أحداث آخر الزمان ودور المهدي المنتظر فيها، الذي يقول جمال الدين إنه سيكون قائدا للمسلمين وسيلحق الهزيمة بالقوي التي خرجت منتصرة من الحرب النووية، ويري المؤلف أن ظهور المهدي سيكون الحد الفاصل بين مايقول إنه علامات الساعة الصغري التي تحققت بالكامل والعلامات الكبري التي يبدأ بظهورها العد التنازلي لنهاية العالم. ويذهب الكتاب في ربط النصوص والأحاديث بأحداث الحاضر إلي حد القول بأن النبي (صلي الله عليه وسلم) تحدث عن غزو الكويت، وحصار العراق، ومجئ حركة طالبان في افغانستان بزيها المميز ورايتها السوداء. وكيف "سيخرج لها تحالف غربي بقيادة رجل أعرج" هو في رأيه الجنرال ريتشارد مايرز قائد قوات التحالف الذي استعان بعكازين اثناء مؤتمر صحفي اعلن فيه بدء العمليات العسكرية ضد افغانستان. ويهاجم الدكتور حامد طاهر استاذ الفلسفة الاسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة هذا النوع من الكتب ويقول انها لاتمثل الاسلام الصحيح في شئ، فالاسلام دين الواقع، وكل هذه الأمور من باب التنبؤات التي ليس لها علاقة بالسنة الصحيحة ولا بالقرآن الكريم وهو يصف مايفعله مؤلف ومثل هذه الكتب بأنه نوع من الدجل تماما كهؤلاء الذين يعدون أحرف القرآن ويقولون أنها ترمز لشئ بعينه. ويضيف ان هذه الكتب تغيب المسلمين عن واقعهم وتبعدهم عن الدعوة الحقيقية التي جاءت لتربط بين الدين والدنيا برباط قوي يحسن حياتهم. ويقول الدكتور طاهر ان فكرة المهدي المنتظر فكرة سياسية بالاساس وقامت بدور كبير في تحريك مشاعر الشيعة ضد أهل السنة الذين كانوا يسيطرون علي السلطة ويضيف استاذ الفلسفة الاسلامية ان الشيعة انتظرت المهدي الف سنة ولم يأت، ولذلك جاء الخميني وقال بفكرة ولاية الفقيه التي كانت ثورة في الفكر الشيعي.