وضع منتخب مصر نفسه في موقف صعب.. يتسول فيه نقطة يتأهل بها الي الدور الثاني "الثمانية" من بطولة كأس الامم الافريقية بعد ان اهدر بفعل مدربه حسن شحاتة ولاعبيه الفرصة لانتزاع بطاقة التأهل وبعث الطمأنينة في نفوس المصريين، داخل مصر وخارجها .. وجاء هذا الفشل امام اكثر من 75 ألف متفرج ملأوا استاد القاهرة منذ الصباح الباكر، والتزموا مقاعدهم حتي قبل منتصف الليل بقليل.. يعجز الفريق المصري عن هز شباك الفريق المغربي.. بل ان البعض توجه شكرا لله انه لم يهتز شباك الحضري الذي كان نجم المباراة الاول وتصدي لكل الكرات المغربية الخطيرة، التي كان اغلبها كرات عرضية أو تسديدة محكمة من خارج منطقة الجزاء، اضافة الي ضربة الرأس الخطيرة من يوسف حجي التي اخرجها الحضري من علي خط المرمي. نتيجة التعادل السلبي مع منتخب مصر احدثت زلزالا داخل الفريق ومن حوله ايضا.. وتحول معسكر الفريق في احد فنادق مدينة نصر الي ملتقي للانتقادات من الجهاز الفني للاعبين الذين اهدروا فرصا سهلة امام المرمي المغربي، خاصة احمد فتحي وعمرو زكي وعماد متعب، وايضا اللاعبين الذين افسدوا السيطرة المصرية في وسط الملعب خاصة في الشوط الاول بسبب ادائهم البطيء والمعقد ومنهم علي وجه التحديد احمد حسن ومحمد شوقي.. وكانت هذه الانتقادات علنية وصريحة من حسن شحاتة للاعبين في الفندق منتخب مصر لعب مباراة جيدة ولكنه لم يفز لانه لم يفز علي المغاربة منذ 20 عاما وهي حالة نفسية تأثر بها اللاعبون كثيرا. اما اللاعبون فكانت انتقاداتهم خفية، وفيما بينهم ضد حسن شحاتة نفسه.. والبعض منهم وصفه بأنه لا يقرأ الملعب جيدا، ولم يدر المباراة بشكيل صحيح من البداية خاصة عندما غير من شكل الفريق، وبدأ بتشكل لا يضم ضابط ايقاع الفريق محمد ابوتريكة فأصاب العطب الفريق كله خاصة في الشوط الاول الي ان لعب أبوتريكة بعد 65 دقيقة. ميدو ابدي غضبه الشديد لتغييره واشراك عماد متعب بدلا منه.. وهذا الغضب وضح علي نجم توتنهام اثناء اجراء تغييره واستكمل الحالة في الفندق من خلال حواره مع اللاعبين متهما حسن شحاتة بأنه لا يملك رؤية صحيحة، وان سحبه كان خطأ كبيرا لانه وجد في ابوتريكة من يمده بالتمريرات المتقنة داخل منطقة الجزاء، ولكنه سحبه في توقيت غريب.. كما بدأ الهمس علي اصرار المدير الفني علي اشراك عمرو زكي رغم انانيته الواضحة وعدم تعاونه مع باقي زملائه في الفريق. "العميد" حسام حسن كان جريئا في التلميح بان ادارة المباراة لم تكن جيدة، وان منتخب مصر اصبح مطالبا الآن باثبات احقيته بالتأهل الي الدور الثاني وان هذا سوف يتحقق لان فرصته افضل بكثير ولكن لابد ان يكون ذلك من مباراة كوت ديفوار القادمة، لان مشوار البطولة لايزال صعبا واذا لم يظهر منتخب مصر قوته وقدراته، فسيكون وضعه صعبا حتي لو تأهل لدور الثمانية. الجماهير في المدرجات اجمعت علي ان ا لمدير الفني حسن شحاتة يتحمل مسئولية الاداء المرتبك لمنتخب مصر والتعادل الذي علق الموقف الي مواجهة الحسم مع كوت ديفوار غدا السبت لانه لم يدر المباراة بشكل جيد، وبدأ بتشكيل خاطيء غابت عنه الروح الهجومية وامكانية السيطرة علي منطقة العمليات في وسط الملعب وكان الخطأ الاكبر عدم البداية بصانع الألعاب محمد أبوتريكة. كما وجهت الجماهير لومها الي بعض اللاعبين الذين كانوا في غير مستواهم خاصة احمد فتحي واحمد حسن وعماد متعب الذي اضاع فرصة ذهبية امام المرمي من انفراد صريح. وكان تغيير متعب مثار استغراب الجميع في ستاد القاهرة عندما تقدم نحو التغيير مرتين وفي المرتين كان سيلعب بدلا من عمرو زكي ولكن في المرة الثالثة تم سحب ميدو وسط ذهول الجماهير التي استهجنت هذا التبديل. اما المنتخب المغربي فقد لعب بقوة وحماسة متمكسا بفرصته الضعيفة ولكنه وضح انه يعاني من مشاكل فنية ايضا تتمثل في عجز لاعبيه عن التهديف بدليل ان الفريق الوحيد في المجموعة الاولي الذي لم يحرز ولو هدفا واحدا في المباراتين التي لعبهماامام كوت ديفوار ومصر فيما اصيب مرماه بهدف واحد.. واستمرت هذه الحالة امام دفاع منتخب مصر الذي كان في افضل حالاته في هذه المباراة، والتي سجلت انها الاولي التي انتهت بالتعادل في البطولة الافريقية.